الفصل الثّامن عشر ﴿سادِسُ أبناء العم_القُبطان!﴾.

384 36 154
                                    

قدّر تعبي بنجـمة مِن فضلك❤⭐

. . . .

"في كُل مرة أنظر إلى السماء، أجدكِ بين النجوم. وكأنكِ النجم اللامع الذي يهدي سفينتي في بحر الحياة، وأنتِ الشاطئ الذي أريد أن أرسو عليه"

. . . . . .

رمق أليجاه تلك الواقفة أمامه وعلى وجهها تجلى المعنى الأدق للتوتر والجزع، رفع حاجبه متسائلاً ببرود، بينما يميل للأمام قليلاً يترقب وجود أي شخص بإمكانه جعلها تقلق هكذا :

"مِمن أنقذُك؟"

تلعثمت روزاليا وهي تدفعه بخفة من صدره ليتراجع قليلاً :

"لا أقصد لصًا أو ما شابه، للحظة لمعت عيناك بالحماس يا للهول! لا، الأمر أبسط من ذلك بكثير..."

أخذت نفسًا عميقًا قبل أن تردف بتوسلٍ صريح :

"أحتاج قرضًا صغيرًا، مبلغًا بسيطًا، أعدك أنني سأرده لك، أرجوك"

تحولت ملامح أليجاه من الاستنكار للبرود في لحظة، ارتخت عيناه وقال بانزعاج :

"أكان يجب عليكِ خوض تمثيلية حماسية كهذه من أجل مبلغ من المال؟!"

أومأت روزاليا ورفعت حاجبيها بتأييد قائلة :

"بالتأكيد، لأنني أحتاج المال وبشدة"

استمر في اقتناء ملامح البرود والمقت، عيناه فيها وكأنها مزحة سيئة، سحب هاتفه من جيب بنطاله، وبدأ في فتح تطبيق البنك دون أن ينظر إليها :

"كم تحتاجين؟"

ابتلعت ريقها وهي ترد بهدوء مبالغ فيه :

"ثلاثمائة وأربعة وستون ألف يورو..."

توقف عن كتابة الأرقام على الشاشة، رفع عينيه نحوها، تجمدت ملامحه للحظة قبل أن يرمش ببطء شديد. عاود النظر إلى الشاشة ثم إليها مجددًا، وكأنه لم يفهم ما سمعه :

"كم قلتِ؟"

ردت بنفس النبرة المتوترة :

"ثلاثمائة وأربعة وستون ألف يورو... فقط"

"فقط!"

هتف بها بصوتٍ عالٍ، مُتعجبًا من كلمتها الأخيرة، وكأنها تطلب منه ثمن فنجان قهوة!

أومأت رأسها بتوتر وهي تقضم شفتيها. وبردود فعل باردة، دَسّ هاتفه في جيبه، ناظرًا لها بملل قبل أن يرد بلهجة أكثر سخافة :

"حسنًا، لِمَ لا تذهبين لرئيس البنك الدولي وتغريه ليكون عشيقك؟ ربما سيمنحك ضعف المبلغ الذي تطلبينه، تفضلي، الطريق مفتوح"

لم تُفاجئه رد فعلها التالية لأنها عادتها الراسخة؛ حيث تشبثت بذراعه كما لو كان طوق النجاة الوحيد لها في هذا العالم، متوسلة أكثر. حاول التملص منها لكن دون جدوى، كانت كالعلقة. فجأة توقفت،أ خرجت من ذلك الكيس في يدها العقد وقالت بحزم :

علاقات مشفرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن