الفصل السادس عشر ﴿الرِهان!﴾.

489 52 34
                                    


قدّر تعبي بنجـمة مِن فضلك❤⭐

. . . .

هل تعلمين ؟؟
وأنا قُربكِ أو أرىٓ شبحكِ طوًافا حولي، أو حتّى أتخيّلكِ... أشعر كأنني نُهِلتُ فرصة حياة ليس فيها غيرُكِ عنوانٌ لها، في سطر كُلّ حدث جميل، تكونين مُختبئة بين الحروف بلطافة !! •ﻌ• .

. . . . . .


كان المطبخ غارقًا في صمت كئيب، رغم صوت قطرات الماء التي تتساقط ببطء من شعر مريم المُبلل، تضرب سطح الطاولة الرخامية بإيقاعٍ رتيب. جلست مريم على الكرسي القريب، تحاول جهدها أن تتناول قطعة صغيرة من الطعام الذي وضعته أمامها، لكن كل شيءٍ بدا عديم الطعم، بل وغير قابل للهضم.

شعرت بِغُصّة خانقة تتصاعد في حلقها ولم تستطع مقاومة الألم الذي كان يحتلُّ كل زاوية في قلبها. وضعت السكّينة جانبًا بحركة بطيئة، كأنها تتخلص من ثقل لا يُحتمل، ثم دفنت وجهها في كفّيها، تستند بمرفقيها على الرخام البارد. كان شعرها مُبللًا يتدلى على جانبي وجهها، لكن ذلك لم يهم؛ ما كان يشغلها حقًا هو الألم الذي حاولت انتزاعه من رأسها بشد شعرها للخلف بقوة.

في تلك اللحظة كان عقلها ساحة معركة، الأفكار تتزاحم وتتدافع غير قادرة على الالتزام بأي مسار منطقي. تساءلت في داخلها : "هل عليّ أن أتغيب عن العمل غدًا أيضًا؟" لكن صوت أفكارها لم يكن هو الوحيد الذي قاطع وحدتها، فقد قطعته طرقات غير مُتوقَعة على الباب.

ارتعشت يدها فجأة وسقطت الشوكة التي كانت تمسكها على الأرض، لِتُصدر صوتًا معدنيًا حادًا في المطبخ الساكن. شعرت بقلق يزحف على جلدها، وتحركت بخطوات ثقيلة نحو الباب. قلبها كان ينبض بعنف وكأنه يعرف من يقف وراء ذلك الباب قبل أن تراه.

نظرت من خلال العين السحرية، رأت وجه إدوارد، الذي كان هادئًا بشكل غير معقول، مظهره المعتاد، لكن وجوده كان كفيلاً بإشعال عاصفة من التوتر في قلبها!!

تراجعت خطوة إلى الوراء، مشدوهة، غير متأكدة مِمَا يجب أن تفعله، شعرت بأنها مشلولة بين الرغبة في فتح الباب والهرب في نفس الوقت. اختارت الثانية، هرعت إلى غرفتها وكأنها تطاردها أشباح الماضي، أغلقت الباب خلفها بسرعة، وسمحت للدموع التي كانت تحبسها بأن تتدفق بحرية دون قيود، كانت تبكي بصمت تكتم صرخاتها في صدرها، تحاول أن تتنفس لكنها لا تستطيع، كأن الهواء قد تحول إلى ماء يُغرقها في أعماق لا قرار لها.

مع مرور الوقت توقف الطرق على الباب، أخذت نفسًا عميقًا مُحاوِلةً تهدئة نبضاتها المتسارعة، قبل أن تتمتم بصوت مبحوح :

"أقسم إنني فعلت كل ذلك رغماً عني... خِفتُ عليك يا إدوارد، أرجو أن تسامحني وتتفهّم موقفي فقط"

علاقات مشفرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن