الفصل الأوّل ﴿الحقيبة!!﴾.

2.5K 172 221
                                    


قدّر تعبي بنجـمة مِن فضلك❤⭐

. . .

" هذا ليس خيارًا بالنسبة لي "

" أنا فقط... أريدكَ بجانبي "

" لا تقلقي، أنتِ تحت جناح القاتِل "

" ستفي بوعدكَ، أليس كذلك؟ "

قراءة مُمتعمة

. . . . .

تحت جُنح الليل، كان الهدوء يلُفُّ المكان حول المبنى المُحصّن، بينما وقف الحُراس على أهبة الاستعداد، عيونهم تجوب الأرجاء بِحذر بحثًا عن أيّ تهديدٍ مُحتمل أو حركة غير مألوفة، خصوصًا في هذه الليلة.

لكنّ المشهد المُبعّد مِن المبنى كان يعرض مسرحيّة غريبة، بِكُلِّ هدوء وتسلسل، راح الحُرّاس يتساقطون واحدًا تلو الآخر، بِلا أيّ أصوات أو صرخات، بدون ضجّة تُذكر، وكأنّ الموت نفسه يتسلّل بينهم، يختطف أرواحهم بِخفة وبدون أن يترك أثراً، أو.. يبدو الأمر كأنّما هناك من يقتنصهم خلف الظلال، بحركات صامتة وسريعة مُتفنّنة فيما تفعل، ينتقل بين الأهداف بِخفّة قاتلة، يسحبُ الزّناد بدقّة مُميتة!!

وفي الجهة الأمامية، لم يكُن الحُرّاس على دراية بالكارثة التي تجتاح زُملاءهم خلف المبنى، فلا تحرُّكاتٌ تُسمع ولا خطرٌ يُستشعَر. نظر أحدُهم إلى السماء المُرصّعة بالنجوم وكأنه يُحاول أن يستشِفّ منها مُستقبلاً أكثر هدوءًا، ثمّ قال بِصوتٍ مُنخفض :

"الليلة هادئة للغاية... يبدو أن الحظ معنا"

أجابه رفيقه بابتسامة قلِقة نوعًا ما :

"رُبما، ولكن هناك شيءٌ غير مريحٍ في هذا الهدوء... كأن العاصفة على وشك أن تضرب"

وكأنّه يمتلك حاسّة سادسة، فلم يمضِ وقتٌ طويلٌ حتى انقطع هذا الهدوء الذي كانا يتحدّثان عنه، حين خرج مِن الظلالِ شخصٌ غيرُ مُرحّب به، دخيلٌ لا يعرفون ماذا فعل كي يقتحم هذا المُحيط المؤمّن!! شخصٌ غامِضٌ وجهه مُغطّى بقناعٍ قماشي أسود يُخفي ملامحه تمامًا، بينما عينيه تلمعان ببريقٍ قاتل، بحدّة غامضة لا يبدو أنّها تبتغي خيرًا أو سلامًا.

لِلحظة، توقف الزمن، وتجمد الحارسان في مكانهما، كأنهما قد سُلِبا القدرة على الحركة أو النطق، كانا فقط مُنصدِمَين مِن حضوره الهادىء، بينما يحاولان إلقاء نظراتهما بسُرعة في الأرجاء لِيتحقّقا مِن تواجُد بقيّة الحُرّاس، أين الحُرّاس؟!!

انطلق الرجل المُقنّع بالكلام، صوته كان هادئًا، لكنه يحمل في طيّاته قوّة لا يُمكن إنكارُها :

علاقات مشفرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن