كان جايد يركض بسرعة جنونية نحو الهدف ورائحة آنسيا لاتزال عالقة بأنفه ، ولمست جلدها الطري لايزال يزحف فوق جلده بينما خصلاتها الحمراء الناعمة لاتزال تدغدغ قلبه .
كان مستعجلا للتخلص من تلك المهمة التي لم يفكر فيها كثيرا بسبب عجلته الكبيرة ،ولم يكن عقله يفكر سوى في عودته الى ذاك السرير الدافئ والانغماس هناك بجانب جسد آنسيا الى الأبد .
هناك كانت تقبع كل أحلامه ،وهواجسه ،وكل ما كان يتوق إليه .
وذاك التوق المزمن هو ما دفع به الى هاوية الخطأ .
كان على وشك الوصول الى المكان الذي كانت تنبعث منه رائحة ليانا حين توقفت الرائحة بشكل مفاجئ دون أي علامة على أن الهدف قد تحركت من مكانها .
ابتسم بافي وهو ينظر الى شجرة كاردينيا عملاقة كانت تقف في طريقهم كأنها تمنعهم من المرور .
"يال العجب لم أرى شيئا كهذا من قبل ".
كان بافي مندهشا من حجم تلك الشجرة التي لم يكن يظن بأنها قادرة على النمو بذاك الحجم الهائل .لكن ما أدهشه أكثر هو تلك الزهور البيضاء الصغيرة والتي كانت تثقل فروع الشجرة الضخمة ،رغم أنه لم يكن وقت نضوجها .فالكاردينيا لا تزهر سوى في فصل الشتاء .
نظر الى جايد وهو مستمر في الابتسام :"شيء لا يصدق أليس كذلك ؟ ".
ظل جايد صامتا ولم يكن يفكر سوى في سبب وجود تلك الشجرة في طريقهم .قال بصوت بارد يبعث على القشعريرة :"لقد بدأت تفهم الأمور بشكل خاطئ أيها المستذئب ".تصلب فكه بقسوة وهو يضيف :"هل تظن بأننا قد أصبحنا أصدقاء ؟".
لم يقل بافي شيئا لأنه لم يكن له أي توقعات مستحيلة مثل أن يكون صديقا لجايد .لا ينكر بافي في داخله بأنه كان معجبا بجايد منذ وقت طويل .كان قد درس مع جايد في كل الفصول تقريبا منذ أن كانا أطفالا ، لكن لا يبدو أنه قد تذكره، لأن جايد آرنو لا يعير أي اهتمام للآخرين .
لقد عاش جايد كطفل وحيد على الدوام إلا أن الجميع كانوا معجبين به بطريقة ما .فتلك الطاقة الهائلة التي كانت تنبعث منه كانت تسبب الذهول لكل من يراه .ولم يسبق لبافي أن اعترف من قبل بأن جايد كان قدوته .لقد كان يمتلك كل ما يتمناه أي آرينش داخل هذه المستعمرة .
القوة والنفوذ .
قال جايد :"لأكن صريحا معك فليس لدي أي شيء ضدك .فصداقتك لذاك الألفا الوضيع هو عيبك الوحيد .ولهذا لن نتمكن أنا وأنت بأن نصبح أصدقاء على الإطلاق ".
لمس بافي إطار نظارته وقال بهدوء :"لا داعي لإخباري بهذا فأنا أعرف بالفعل أن جايد آرنو لا يحب الأصدقاء ".
نظر اليه جايد بازدراء مثلما يفعل عندما يبدأ الآخرين بإصدار الأحكام عليه كأنهم يعرفونه ،رغم أنهم لا يعرفون أي شيء بخصوصه حقا. فهو ليس لديه أي مانع في امتلاك أصدقاء .فقط ،لم يكن راغبا في أن يحيط نفسه بمجموعة من الجرذان المرتجفة .
أنت تقرأ
The cold dance II الرقصة الباردة
Novela Juvenilكل سنة تختار شجرة الاقدار مجموعة من الفتية والفتيات لتجمع بينهم في رابطة زواج مقدس ، إنهم شبان من نخبة فصائل الآرينش الأربعة ، بهدف إنتاج جيل أقوى يتفوق على الفيروس الذي نشره البشر في الحرب القائمة بين الطرفين. آنسيا بلار هي نصف بشرية ونصف مستذئبة...
