دفع جايد قدم أليخيس التي كانت تتحرك بهلع بالقرب من وجهه بعد أن أوشك صبره على النفاذ :"هل ستظل ملتصقا بي كالعلقة ".كان جايد يتمسك بإحدى يديه بغصن رخوي يتدلى من السقف بينما يده الأخرى تمسك بطرف قميص أليخيس الذي كان رأسه الى الأسف وذراعيه تعانقان قدمي جايد بإحكام .
كانت هناك بحيرة كبيرة ومظلمة تمتد من تحتهم ، حيث يجعلها الظلام تبدوا بلا نهاية .كانت تلك الوحوش تسبح بداخلها وهي تنتظر سقوطهم نحوها .
كان سيقوم بإلقاء أليخيس في تلك البحيرة بمجرد أن سحبتهم تلك الكائنات الى الأسفل ، لكنه تردد قليلا عندما أخبره ريكار بأن البحيرة تحتوي على الأسيد الحارق وقد تتمكن من إذابة أجسادهم إذا وقعو بداخلها .
كانت تلك البحيرة تبدوا طبيعية لجايد لكن ميزة ريكار في شم كل المكونات الخفية في الأشياء جعلته يثق بحديثه .
ومنذ تلك اللحظة وأليخيس يرتجف ، ولم يكن يتوقع أن يكون جايد آرنو دو اليدين القاتلتين هو أمله الوحيد في النجاة .كان يطير بالقرب من جايد عندما انتهى مفعول الكبسولة وتوقف جسده عن الحركة ،وعندما بدأ المخلوق في سحبه الى الأسفل لم يجد شيئا ليتشبث به سوى قدم جايد ليقوم بسحبه معه الى الأسفل بدلا من أن ينجو .
تعرق أليخيس واضحت عيناه أكثر اتساعا من الهلع وهو يحاول استخراج أكثر نبرة حزينة استطاع إيجادها ، وهو يتوسل جايد قائلا:"لا أستطيع التحرك حقا .لا بد أنك لا تتذكر عندما قمت بتكسير عظامي ".
تحركت عينا جايد من التحديق في البحيرة المظلمة الى النظر الى وجه أليخيس الذي كان يتأرجح مثل كرة من المطاط في الأسفل والذي كان يقوم بكل ما في وسعه ليرسم ملامح بريئة على وجهه الملطخ بالمادة اللزجة الكريهة ،رغم أنه يدرك بأن جايد لا يستطيع رؤية ملامحه من تلك المسافة .
بدأ جايد يصبح أكثر انزعاجا ولم يعد قادرا على الاستماع أكثر الى ثرثرة أليخيس التي كانت تتدفق مباشرة الى أذنيه بما أنه كان ملتصقا بجسده كالغراء .
كما أنه لم يسبق أن كان شديد القرب من شخص آخر عدا آنسيا وهذا كان يزعجه .
تابع أليخيس بنبرة أكثر فزعا عندما شعر بتصلب جسد جايد وتمكن من تخيل تعابيره القاتمة في تلك اللحظة :" لا تفهمني بشكل خاطئ فأنا لا ألومك .معك الحق كليا في تكسير عظامي .لقد استحققنا ذلك .فلم يكن علينا أن نخطف زوجتك ". وعندما اسودت عينا جايد أدرك أليخيس أنه قد أخطأ كثيرا في تذكيره .
"صدقني لقد كنت من المعارضين للفكرة .فأفكار جولينا كلها كانت غبية ولا يمكن الوثوق بها .يستطيع ريكار أن يخبرك ".ورغم أنه كان يكذب لأنه قد أيد فكرة خطف آنسيا بمرح بالغ ، إلا أنه نظر الى ريكار متمنيا أن يكون قد نسي ما حدث وينظم الى صفه فكرر مترجيا :"أخبره يا ريكار ".
أنت تقرأ
The cold dance II الرقصة الباردة
Teen Fictionكل سنة تختار شجرة الاقدار مجموعة من الفتية والفتيات لتجمع بينهم في رابطة زواج مقدس ، إنهم شبان من نخبة فصائل الآرينش الأربعة ، بهدف إنتاج جيل أقوى يتفوق على الفيروس الذي نشره البشر في الحرب القائمة بين الطرفين. آنسيا بلار هي نصف بشرية ونصف مستذئبة...