بدأ قلب آنسيا يخفق بجنون عندما وصلت رفقة جايد الى ساحة البلدة .كان توزيع المهمات من المناسبات المهمة في المستعمرة ، ومثله مثل باقي الأحداث الهامة كان يتم داخل قاعة المؤتمرات التي تقع وسط ساحة البلدة الرئيسية لديريا .
أوقفوا عربتهم بجانب باقي العربات في المكان المخصص لها .كان المكان مكتظا ومزدحما بشكل رهيب .لم يكن عرسان القدر وحدهم من سيتلقون وظائفهم الدائمة في هذا اليوم ، بل كل فتى وفتاة قد بلغا الثامنة عشر .لاحظت آنسيا أن التوتر كان سائدا على وجوه البعض ، بينما طغى الترقب والحماس على البعض الآخر .
كان الجميع يلتفت للنظر الى آنسيا و جايد أثناء مرورهما ولو بشكل غير مباشر .سمعت آنسيا الهمسات حول عرسان القدر وحول الثنائي الملعون ، تفاجأت آنسيا من هذه التسمية التي تم إطلاقها عليهما ، وتساءلت إن كان السبب هو والديهما .
لكن أكثر ما أزعج آنسيا هو الهمسات الساخرة حول طوقها .كانت العيون تلتف حول عنقها وكلمة عبدة تنتقل بين الأفواه .فعندما قررت ارتداء الطوق لم تكن تفكر سوى في إيقاف اللعنة ولم تكن تهتم برأي الآخرين ، لكنها لم تتوقع أيضا أن تكون الهمسات بهذه الصعوبة .
ضحكت فتاتان بشكل صاخب ومكشوف من خلفهما ،وبدا أنها الإشارة التي كان ينتظرها جايد .ضحية علنية .
وقبل أن تمنعه آنسيا كان يطبق على عنقي الفتاتين وهما تطلقان أصوات استنجاد مشوشة .
قال جايد : "يبدو أن غيابي لفترة قد أنساكم الوحش الذي أكونه ". كان صوته باردا وقويا بينما أضحت عيناه قاتمتين بشكل خطير :"سيكون من دواعي سروري أن أسمع همسة أخرى حول الطوق ".ازداد ضغطه على عنقي الفتاتين حيث كانتا ترفسان بقدميهما وهما تبكيان، ثم تركهما لتقعا على الأرض مختنقتين وهو يتابع ناظرا الى يديه وراسما ابتسامة صغيرة على شفتيه :"لم أقتل شخصا بمتعة كبيرة منذ فترة طويلة ، وسأكون ممتنا لمن يوفر لي هذه الفرصة ".
كانت آنسيا في البداية غاضبة من تصرف جايد المتهور ضمن كل هذه الجموع ، فلم تكن راغبة في بدأ حياتها في البلدة بهذه الطريقة المتعثرة .لكنها شعرت بالامتنان عندما توقفت الهمسات أخيرا . بل لم يعد هناك أحد مهتم لوجودهما ما جعلها تشعر باسترخاء كبير .
كان أزواج القدر عموما يجذبون الكثير من الاهتمام ،حتى أن بعض الأزواج كانوا يملكون مجموعة خاصة من المعجبين ، وهذا ما لاحظته آنسيا عندما مر ريكار رفقة زوجته ليانا بالقرب منهما .
كانا يبدوان مثل ملكين متوجين يمشيان في مراسم تتويجهما ، كان الجميع يصرخ باسميهما بينما يفسحون لهما الطريق .بينما البعض الآخر كان يمد يده نحوهما بخجل ويحلقون فرحا عندما يبادلهم ريكار أو زوجته التحية .
"ما كل هذه الشعبية ". همست آنسيا في داخلها وبدت مصدومة بشدة .
ليوس وفريا أيضا بديا من الثنائيات الذين تلقوا حبا كبيرا .بينما لم يبدوا البعض الآخر بهذا الحظ مثل أليخيس وفاسيليا .حيث شعرت آنسيا بغضب شديد وهي ترى الثنائي يتقدمان وسط كلمات الحشود القاسية التي تمطرهما ،وقد رسما ضحكة ساخرة مستفزة فوق وجهيهما كأنهما غير مكترثين لما يحدث .
أنت تقرأ
The cold dance II الرقصة الباردة
Novela Juvenilكل سنة تختار شجرة الاقدار مجموعة من الفتية والفتيات لتجمع بينهم في رابطة زواج مقدس ، إنهم شبان من نخبة فصائل الآرينش الأربعة ، بهدف إنتاج جيل أقوى يتفوق على الفيروس الذي نشره البشر في الحرب القائمة بين الطرفين. آنسيا بلار هي نصف بشرية ونصف مستذئبة...