◦•●◉✿ الفصل 21 ✿◉●•◦

17.5K 1.1K 595
                                    




لم يكن ريغن من النوع الذي يتأثر كثيرا بما يحدث .فقد تعود التفكير في الحل بمجرد أن تطرأ عليه الفاجعة ، وعندما يجد بأنه لا شيء سيغير ما حدث ، يبدأ في رؤية الجانب المشرق من المأساة ، ويستمر في حياته متأقلما على الفور مع التغيرات الجديدة مهما بدت سيئة .

لم يكن يحب زيادة تعقيد الأمور .

لكنه ظل يحدق في دمية جولينا فترة أطول مما كان سيفعل في ظروف أخرى .ما جعل إيليار تشعل النار في بقايا تلك الأشلاء التي لاتزال تبدو كجولينا ، وتذيب أحشاءها لتسيل فوق الأرضية وتتكتل على شكل أكوام صلبة من الشمع .

كانت إيليار الوحيدة في الغرفة التي لم تكن مهتمة لا بالظلال ولا بجوردي ، ورغم أنها قد تعاطفت كليا مع جولينا وريغن والمصير البائس الذي حل عليهما مثل سحابة قاتمة أمطرت عليهما لعنات حولت حياتهما الى فوضى جحيميه .لكنها كانت تفكر أكثر بشقيقها وزوجته ، حيث ظلت تطوف حول جسديهما الممددين على الأرض بلا حراك وهي تقيس نبضات قلبيهما بين الفينة والأخرى ثم تتفقد أنفاسهما بتوتر متزايد كلما طالت فترة بقائهما دون مساعدة .

كان جسد آنسيا قد بدأ يشتعل بحرارة مفجعة جعلت إيليار تسحب يدها بذهول متفحصة راحة يدها التي امتلأت بآثار للحروق .أدركت أن هناك خطب بدأ يطرأ على جسدها ولاحظت أن الجرح وسط صدرها قد توقف عن النزيف .لكنها لمحت وجود شيء يغلي داخل الجرح كأنه خيط من اللهب المشتعل .

دق ناقوس الخطر في رأسها فقالت لريغن كي تحثه على الاستيقاظ والعودة للواقع :"أعتقد بأن جولينا لا تزال حية ، فجوردي ليست بهذا الغباء كي تقتلها لمجرد أن تصنع منها نسخة .أنا واثقة من أنها تحتجزها في مكان ما ".

لم تكن واثقة بل كانت تكذب فحسب لكسب الوقت لجايد وأنسيا ، وبافي وحده من لاحظت محاولاتها اليائسة لإراحة قلب ريغن .فقد تعود على أسلوبها وبدأ يعرف نبرة صوتها في الوقت الذي تحاول فيه قول أي شيء لا تصدقه .

عاد الهدوء الى صوت ريغن والتفت الى إيليار بعينين تلمعان من الأمل وسألها محاولا التأكد مما سمعه :" حقا ؟ هل يمكن أن يحدث هذا ؟".

شعرت إيليار بخجل شديد من اضطرارها للكذب على ريغن ، لكنها أمسكت بيده ضاغطتا عليها بقوة لتطمئن نفسها أكثر مما تطمئنه وقالت :"أجل ، وبعد أن يستيقظ جايد و آنسيا سنساعدك جميعا في البحث عنها .أعدك بذلك .لكن عليك مساعدتهما أولا فلن يساعدنا تضييع الوقت في أي شيء سوى في فقدانهما ". سالت الدموع من عيني إيليار وسمحت لشهقاتها بالصعود بحرية غير عابئة بمظهرها الغبي أمام الجميع وتابعت وهي تضغط على يده بقوة أكبر :"أتوسل إليك .إنهما يبدوان في حالة سيئة ".

حدق الجميع في إيليار ببلاهة فقد بدا أن إصاباتهم وأجسادهم الواهنة قد جعلت من تفكيرهم شديد البطء .ليقول بافي بصوت بارد تردد كالصدى في أنحاء الغرفة وهو يتقدم نحو ريغن :"أظن أنه حان الوقت لتتوقف عن محاولة فهم هذا الهراء وتقوم بما هو متوقع منك .لقد نذرت نفسك للمساعدة ألي كذلك ؟ أم أن مجرد حادثة قد غيرت هدفك بهذه السهولة ".

The cold dance II الرقصة الباردةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن