جميع الأمور التي رغبت بها كانت أكثر من عادية لكنها لسبب ما لم تحدث معي ..أجلس في مكاني المفضل الذي أذهب إليه كلما ضاقت بي الحياة ، لعلها الحياة لا تكرهنا لهذا الحد فكلما ضاقت بنا الأمور نجد السعادة أحياناً في أشياء بسيطة ك كوب قهوة أو مكاناً نلجأ له بإعتباره ملاذنا الآمن ..
ما زلت كما أنا ، أختار ذاك المقعد المخفي عن الأنظار ، حتى النادل نفسه لم ينتبه لي كثيراً ..
أحمل بيدي هاتفي واليد الأخرى قهوتي وأنظر من تلك الشرفة التي تطل على البحر ، أتأمل السماء والسحاب والبحر وكيف لهذه الأمواج أن يكون لها القدرة على إنتشال أوجاعنا ، أو بالأحرى تخدرها لبعض الوقت ..
أنتظر وصول رسالة منها منذ يومان لا أعلم أين هي ، لم تخبرني أنها ستختفي ولا أعلم هل بها أمراً سيئاً أم فقط تريد الإعتزال لبعض الوقت لذلك كلما حاولت الإتصال بها أتراجع فأنا أخشى أن تشعر بأنني أفرض نفسي لأننا أصدقاء مقربين ..
ميرال .. أظنها قد أخذت جمالاً من إسمها ، لطالما تكررت هذه الجملة على مسامعنا منذ الصغر ، للفرد نصيباً من إسمه وهي نصيبها الجمال أو لأنه إسمها أصبح بهذا الجمال لا أعلم ولا يهم كثيراً في الوقت الحالي كل ما أنتظره هو رسالتها ، أترك هاتفي لبضع ثوان ثم سرعان ما أمسكه مرة أخرى لدقائق متواصلة بحجة التصفح في باقي المواقع ولكن الحقيقة هي أنني أنتظر ذلك الإشعار في الأعلى..
تعرفت عليها منذ سنة ونصف ، علاقتنا فعلياً لم تتخطى حدود الشات وسبق وقابلتها مرة واحدة فقط وهذا بسبب أنها من مدينة أخرى تبعد عني أربع ساعات تقريباً وأيضاً لم أشعر بحماسها في تكرار الأمر لذا إكتفيت بهذه المرة ..
زفرت نفساً طويلاً وأنا أتذكر تلك المقابلة التي كانت بمثابة لعنة لي ، لعنة جعلتني أقع لها وكأنني لم أتعامل مع أي فتاة قط .
يأتي النادل يسألني عن طلبي الرابع خلال ساعتين فقط ، لا أعلم لمَ جميع الأماكن تتعامل مع الأشخاص هكذا ، دعني وشأني لبعض الوقت أرجوك
مجرد إنتهاء كوب القهوة يأتي ليحمله ثم ما يلبث سوى دقائق حتى يسألني عن طلبي التالي ، أنا أعتبرها طريقة راقية للطرد ، إذا لم يكن أمامك أي نوع من المأكولات أو المشروبات فبإمكانك الإنصراف ، على أي حال المكان ليس مزدحم كثيراً وهذا يعني أن وجودي لساعات لن يمنع دخول شخصاً آخر ..
لكنني وجدت نفسي أطلب منه للمرة الرابعة كوباً من القهوة أيضاً ، على أمل ألا يتوقف قلبي اليوم ..أغلقت بيانات الهاتف حتى لا أجن من فرط الإنتباه له ثم وضعته في حقيبتي ووضعتها على الكرسي المقابل لي أشتت نفسي عنه قليلاً ثم أمسكت بقلمي والمذكرة الخاصة بي أكتب عن مشاعري حتى أهدأ قليلاً ، أنا أعلم أنني بمجرد عودتي للمنزل سأقوم بتمزيق الورقة أو حرقها لأنني أشعر بالخجل عندما أعاود قراءة كلماتي فيما بعد خصوصاً عندما يتعلق الأمر بها ، أجدني ضعيفة هشة في أشد الحاجة لها وأنا أكره تلك الشخصية التي أكونها معها .
أنت تقرأ
أنا أنتِ ، أنتِ أنا
Romanceتحبها وكأن عيناها لا ترى أحد سواها ، هل ستبقى بجانبها حتى وإن عارضها العالم أجمع !