Part 5 ..

578 20 4
                                    


في الماضي قبل أن أقع في الحب كنت كلما رأيت فيلماً أو قرأت رواية من النوع الرومانسي وأجد طرفاً يبتعد عن الآخر بدون عتاب أو تردد أتعجب كيف له أن يستطيع فعل هذا ؟
كانت بداخلي قناعة قوية أن المُحِب لا يستطيع أن يفارق من يحبه طالما الأمر لم يؤذي كرامته

أجلس في ذاك المكان المفضل الذي خشيت أن يكون لعنة لي وقد أصبح ، أمسك بقلمي لأدّون مشاعري في سطور على أمل أن تمحو ما بداخلي من ألم ولو قليلاً
أتذكر ذلك اليوم تارة أعاتب نفسي قائلة أنني لا يحق لي لومها فمن الطبيعي أن ترغب بي في لحظة كهذه ورفضي يعني عدم رغبتي بها أو قلة ثقتي ناحيتها لكنني أقول هذه الكلمات وأنا لست مقتنعة بها ، فقط أنطقها وأكتبها حتى أجد لها تبريراً على تصرفها
وتارة أخرى أتأكد من أن جميع شكوكي كانت في محلها ، هي حتى لو أحبتني كما تقول لكنها لم تحبني بحق ، آلمها رفضي ولم يؤلمها عدم إحترامها رغبتي
أنا لست رافضة الأمر إطلاقاً لكنني طلبت بتأجيله فقط وهذا حقي ، أليس كذلك ؟

منذ تلك الليلة عندما أخبرتني أنها قد وصلت منزلها لم تتصل بي بعدها ولم تراسلني حتى

إنتظرت يومان لأراسلها أسألها إلى متى هذا الصمت فتخبرني أنها تحتاج لبعض الوقت

أشعر أن الأمر أخذ أكثر مما يستحق ، أحاول جاهدة صم أذني عن ذلك الصوت الذي ما زال يخبرني بأنها ترغب بجسدي فقط أو أنها ترغب بي لكنها تستعمل تلك الطريقة التي أبغضها تلك الطريقة التي أعتبرها نهاية كافية لأي علاقة بإعتبارها علاقة سامة وعن إقتناع تام

طريقة الصمت العقابي ، هي لا تتحدث لأيام متواصلة وتظهر لي أنها تمارس حياتها على أكمل وجه بدوني حتى أندم وأعود لها أخبرها أنني مخطئة ولتفعل ما تريده

قد يأخذك الوعي في كثير من الأحيان لأفكار لا ترغب بها ، مؤلم هو كألم الجهل تماماً لكن على الأقل إذا كنت تجهل بأمر قد لا تشعر بشيئاً مثلما تكون على علم بكل شيء ويخبرك عقلك بأن تسمح له في التحكم لأن قلبك أصبح يقود بك لطريق لا ينبغي الذهاب إليه

أمسك هاتفي أجدها متصلة بالإنترنت ولم تراسلني منذ تلك الليلة أي منذ أربع أيام
وجدتها قد حدثت ببعض الصور لها منذ عشرون دقيقة تقريباً ، أظنها ليست صور قديمة لأن هذه الملابس قد أخبرتني أنها قامت بشرائها منذ فترة قريبة إذاً هي بخير بدوني !

لكنني لست كباقي الفتيات وستأخذين ما ترغبين به بتلك الطريقة ، امرأة مثلي إهانتها في تجاهلها

لذا لا تعديني كـ حبيبتك وتعتقدين بأنني سأنتظرك لتعودي وكأنه شيئاً لم يكن

أشاور للنادل أطلب منه أن يحضر لي الطعام فقد شعرت ببعض الجوع لأنني لم أتناول فطوري وقمت ببعض التمارين الرياضية القاسية حينما إستيقظت

أنا أنتِ ، أنتِ أنا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن