Part 3 ..

692 28 5
                                    


عدت للمنزل وأنا أشعر أن العالم لا يسعني من فرط سعادتي ، بمجرد أنا خطوت بقدمي عتبة البيت حتى وجدت أمي في إنتظاري تبتسم لي ولم ألبث ثواني حتى ركضت نحوها أحتضنها وأخبرها كم أفتقدها في هذه الساعات ، هي كل شيء بالنسبة لي
لقد توف أبي منذ أربع سنوات وكانت هي بمثابة الأم والأب في آن واحد ، لن أبالغ لكنها كانت بمثابة العائلة أيضاً بالنظر إلى أنني لم يكن لي أي أخوة أو أخوات وعلاقتنا مع أقاربنا منقطعة نوعاً ما فلن نرى بعضنا سوى في المناسبات لذا هي كل ما أملك بالمعنى الحرفي .

كيف كان يومك صغيرتي أرى السعادة تقفز على وجهك ما بك ؟ * كانت هذه كلمات أمي التي أعلم جيداً أن ورائها سؤال تعلم إجابته لكنها تفضل سماعها مني *

- لن أستطع وصف سعادتي لرؤيتها للمرة الثانية أمي ، أنا شاكرة جميع الظروف التي جمعتني بها

أنت تستحقين أن تنالي كل الأشياء الجميلة كقلبك؟إبنتي فلتذهبي لترتاحي وإستعدي بالغد سنذهب لمطعم في المدينة المجاورة ، لقد تم إفتتاحه للتو وأرغب في الذهاب هل تمانعي ؟

-  بالطبع لن أمانع كيف لك أن تسألي مثل هذا السؤال !

ذهبت لغرفتي وبمجرد إلتقاط الهاتف للإنترنت وجدت عدة رسائل منها ، أكان عليكِ أن تجعليني أظن أنك لن تهتمي لي ميرال وبداخلك كل هذا الحب ، تنهدت ثم إبتسمت إبتسامة هادئة وهمست بصوت لا يسمعه سواي ، لا يهم أي نوع من الحب الذي تقدمه لي المهم أنها بجانبي فقط

رددت عليها في نفس اللحظة التي قرأت بها الرسائل ثم أخبرتها أنني مرهقة قليلاً وأرغب في النوم

- ليلة سعيدة لوراني ..

قرأت رسالتها وأنا أشعر بتلك النبضات الغبية تتصاعد بداخلي ، قشعريرة سرت في جميع أنحاء جسدي لمجرد نطقها هذا الإسم ، ما بي لمَ أصبح بهذا الصغر بجانبها حتى عبر الهاتف ..

إنها أول مرة تنطق إسمي بهذه الطريقة وتضيف ياء الملكية له ، في مرات أخرى لم أكن أهتم للأمر لكن بعد اليوم لن أستطيع

تظاهرت بأنني لم أهتم ثم وضعت قلبين باللون الأحمر كفتاة صعبة المنال مثلاً وألقيت بهاتفي لأذهب تحت الماء الساخن أشعر بعضلات جسدي ترتخي والراحة تتسلل لي ببطء ثم خرجت وجدتها أرسلت لي صورة لم أتمالك وفتحت هاتفي قبل تجفيف شعري حتى لأجدها صورة بالزي الرياضي تخبرني أنها إلتقطتها قبل يومين تظهر بها جسدها الرياضي وتلك العضلات المحددة في معدتها صحيح أنها ليست مبالغ بها لأنها بدأت بالظهور منذ فترة قريبة لكنها تروق لي كثيراً فوجدت نفسي شردت بالصورة أبتلع لا إراداياً غير منتبهة أنني لم أقم بالرد بعد فوجدت رسالة أخرها منها بها علامة تعجب ، يا إلهي بالتأكيد لاحظَت أنني إستغرقت وقتاً طويلاً منذ مشاهدتي لرسالتها 

أنا أنتِ ، أنتِ أنا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن