Part 2 ..

998 31 6
                                    


الساعة الآن السادسة مساءاً لم يتبقى سوى ساعة على الغروب سأنتظر لأراه ومن ثم سأعود للمنزل
أحتاج لأخذ قسطاً من الراحة لمواجهة المهام التي تنتظرني في الغد .

من المفترض أن أذهب إلى الكلية الخاصة بي في الصباح لإستلام شهادة تخرجي ، لا طاقة لي للإنتظار لذا سأذهب مبكراً حتى لا أضطر لأن أنتظر نصف يومي تقريباً

فقط أتمنى لو لم تراسلني صديقتي لتأتي معي ، إتفقنا أن نذهب سوياً لكنني لست في مزاج يسمح لي لخوض أي حديث مع أي شخص

لن أتذكر كيف بدأ الأمر تحديداً لكنني وجدت نفسي فجأة منذ سنتان تقريباً أختار العزلة عندما أشعر بالحزن ، حتى لو كان أمراً بسيطاً أفضٌل العزلة والصمت ايضاً .

ما زلت أحبها وما زالت صديقتي المقربة لكنها لا تتفهم هذه النقطة وأنا لا ألومها طالما لم أصارحها لا يحق لي العتاب .

نحن نختلف عن بعضنا في هذا الأمر ، هي تتحدث كثيراً على النقيض أنا التي تفضل الإستماع أغلب الوقت مع إبتسامة هادئة .

بعد عودتي للمنزل بدلت ملابسي مع وضع بعض منتجات العناية الخاصة بي ثم إستلقيت على سريري أتأمل سقف غرفتي حتى شردت أتذكر ميرال ، هل لم تفتقدني بنفس القدر الذي أفتقدها به أم لأني أحبها لن أطيق الإبتعاد عنها .

آتاني إشعار على هاتفي الذي قمت بوضعه فوق الطاولة التي تقع في زاوية الغرفة تبعد عن سريري عشر خطوات تقريباً حتى لا أستخدمه كثيراً لكنني لم أتمالك نفسي بمجرد سماعي لصوت الإشعارات هرولت حتى كدت أقع لأمسك هاتفي وسرعان ما إرتسمت ملامح الخيبة على وجهي فلم تكن هي لكنه كان إشعار سخيف من إحدى التطبيقات على هاتفي .

ألقيت بهاتفي بعيداً عني وأنا أتمنى لو لم أتواصل معها قط .

على الأقل لو كانت تعيش بالقرب مني ما كنت ترددت لحظة لأذهب لها أو على الأقل تواصلت مع أي شخص من أهلها لكني لا أعلم مكان منزلها أصلاً .

أشعر بألم إجتاح معدتي فجأة لا أعلم سببه ، أو لربما أعلم فأنا لم أتناول طعامي منذ الصباح ولم أكتفي بهذا فتناولت الكثير من الكافيين الذي سبق وحذرني منه طبيبي لكنني عنيدة لن أهتم إلا عندما لا أستطيع المقاومة من كم الألم الذي يخزني .

إشعار آخر لكنني لست حمقاء لأتلهف مرة أخرى في نفس الدقيقة ، وجدتها صديقتي تعتذر أنها لن تستطيع الذهاب في الغد طالبة مني لو نؤجل ذهابنا لبعد يومان لكنني بررت لها بعدم مقدرتي لأسباب خاصة .

        في اليوم التالي

إستيقظت لأمسك بهاتفي وتنهدت تنهيدة عميقة تعبر عن إرتياحي حينما وجدت إشعار منها ، فتحته سريعاً لأجدها تعتذر لي لقد رغبَت في أن تبتعد عن مواقع التواصل لفترة حتى تلملم شتات نفسها فلم ألومها لأنني أتفهم أمرها جيداً لكنني أختلف عنها حتى لو إبتعدت عن الجميع لن أستطيع الإبتعاد عنها فهي بالنسبة لي ليست مجرد صديقة فحسب .

أنا أنتِ ، أنتِ أنا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن