Part 15

386 11 2
                                    


نمنا تلك الليلة نحتضن بعضنا و كلانا يأخذ الدفء من جسد الآخر
إستيقظت في الصباح لأفتح عيناي محاولة مني أن أراها لكنها كانت تحتضني من الخلف وتتمسك بي بشدة فإبتسمت لأناديها مرة ثم الأخرى فلم تجيب حتى قمت بمحاولة فك يديها من خصري لتستيقظ وتنظر لي

ليتك تعلمين كم أنت جميلة يا سيليا

ملامحها متعبة من أثر ليلة أمس لكنها فاتنة جداً ، كنت على وشك الحديث حتى بادرت هي بقول صباح الخير

لقد سقط قلبي أثر تلك النبرة

كانت البحة التي في صوتها أقوى من أن أقاومها

لم أفكر مرتان لأقترب منها أقبّل عنقها وكأنه تعبير عن مشاعري

أخبرتها مراراً أنني واقعة وبشدة لصوتها لكنها مرتي الأولى التي أسمعه فور الإستيقاظ

خاطبت نفسي سراً (كم أنت محظوظة يا لورين ، كل هذا الجمال الذي أمامي ملكي ولي أنا فقط )

لا توجد أي فتاة في هذا العالم البائس محظوظة مثلك

أنتِ ملكي سيليا لن أتركك لأي شخص حتى لو وصل الأمر لقتله - همست لها لتضحك على كلماتي فأقع مجدداً للمرة التي لا أعرف كم هي

ذهبت لأبدأ بفعل روتين صباحي المعتاد وبدلت ملابسي لأخرى مريحة لكوننا قد إتفقنا على أن نذهب اليوم إلى عدة أماكن وستكون الحركة سريعة نوعاً ما

إنتهيت لأنتظرها بالأسفل حتى أتت بعد عشر دقائق تقريباً

كانت ترتدى هودي أسود مع بنطال بنفس اللون ، يرتفع كم الهودي قليلاً مظهراً يديها التي كانت تزينها بساعة ذكية بنفس لون ملابسها ، تضع مرطب شفاه باللون الأحمر وشعرها القصير الأسود الذي بالكاد يصل إلى منتصف رقبتها

ما بك اليوم سيليا هل تخططين بالقضاء عليّ ؟ همست لها سراً فلم تسمعني لتسألني فأخبرها أنها جميلة جداً ، جمالها أقوى من أن يقاومه قلبي الضعيف المتيم بها وبملامحها
لم تنطق فقط إبتسمت لي لتقترب مني وتحتضني بشدة ثم قبلت رأسي قبلة مطولة لتبتعد وهي تمسك يدي بين يديها وتتحسس كفي بأناملها بين الحين والآخر لأبتسم بداخلي

ذهبنا لتناول الإفطار أو الغذاء لا أعلم مسماه فقد كانت الساعة الثانية ظهراً الآن

ثم قررنا أن نتجول في أنحاء المدينة ، لم تكن الشمس الحارقة حيث كان الغروب على وشك قدومه

وبينما نحن نسير نتحدث تارة ونتأمل تارة أخرى ، وجدنا مكان عبارة عن حديقة لها باب باللون الأزرق تزينه بعض الرسومات العشوائية يبدوا وأنها واسعة من الداخل فـ توقفنا للحظات نقرأ تلك اللافتة على يسار الباب
كانت لافتة كبيرة مدون عليها كل الأنشطة التي بداخل الحديقة
قرأتها حتى آخر جملة من الأسفل كانت عبارة عن وجود مكان تستطيع به الرسم والزخرفة كما تشاء على لوحات بجميع المقاسات أو أكواب مختلفة الأشكال
لم يكن الرسم يوماً من هواياتي المفضلة وأعتقد أن سيليا تشبهني تماماً في هذا الأمر لكن كلانا شعر برغبة عارمة في تجربة الأمر
نستطيع أن نفعل ما نشاء فلن يأتي أحد لتقييمنا كما إعتدنا في سنوات طفولتنا البائسة حيث حصة الرسم في نهاية كل أسبوع يأتي مدرس بإبتسامة عريضة نجهل سببها يطلبنا بممارسة موهبة تتنافى مع رغبتنا وفي نهاية اليوم الدراسي يعطينا تقييمه وكأننا نهتم للأمر .
نظرت إلى سيليا لأجدها فهمت رغبتي قبل أن أطلب
هيا بنا لوريني من يعلم قد نصبح رسامات محترفات بعد هذه التجربة - نطقت سيليا فجأة لأبتسم لها وأنا أومئ لها متحمسة جداً لتبتسم لي أيضاً على ردة فعلي وتضع يديها تتحسس ذقني من الأسفل فشعرت وكأن الفراشات تتراقص بداخلي من تلك اللمسة الناعمة .
دخلنا ليمر الوقت سريعًا على عكس توقعاتي
أعبث بالألوان هنا وهناك وأجرب مراراً وتكراراً لينتهي بي الأمر برسم أمواج على لوحة صغيرة جداً كتلك الأمواج التي طالما رسمناها في الصغر ، إنتهيت منها لأضعها بجانبي وأمسك كوب من الفخار وبدأت بكتابة إسم سيليا ، على الرغم من إفتقاري لموهبة الرسم لكنني أمتلك مهارة الكتابة بخط النسخ
كتبت إسمها ثم نظرت لها لأجدها تبتسم لي
إستقمت من مكاني لأذهب بجوارها لوجود مكان أخيراً
طوال الساعة الماضية لم أكن أعلم ما تفعله أنا فقط إخترت الجلوس بعيداً عنها حتى أنتهي من كتابة الإسم
بمجرد إقترابي منها وجدتها تخبئ اللوحة الورقية خلف ظهرها مغلقة هاتفها
تعجبت لأسألها عن سبب فعلتها

لا شئ فقط أرغب في إنهائها أولاً - نطقت سيليا ففهمت رغبتها لأجلس حيث كنت بعيداً عنها
مرت نصف ساعة أخرى لأجدها تقوم من مقعدها متجهة تجاهي
نظرت لها في لهفة متحمسة لمعرفة ما ترسمه أرتني لوحتها ، كانت عبارة عن صورة لي بأكمل جسدي بملابس أقرب لما أرتديه الآن
فتحت عيناي على وسعهما لأحتضنها بشدة غير مراعية المكان أو الزمان كل ما رغبت به هو وضع رأسي على صدرها لأستشعر نبضات قلبها
إبتعدت لأمسك اللوحة بين يدي وأنظر لها بتمعن هذه المرة
وجدت بجوار صورتي بيت من الشعر قد أهداه الشاعر لحبيبته وكنت قد أخبرتها من قبل في بداية علاقتنا عن مدى لحبي لهذا البيت ومشاعري التي تفيض في كل مرة أقرأه
ها هي اليوم تهديه لي

أنا أحبك سيليا ، أكثر ما يخبره به قلبك ، حبي لكِ أكبر من أم تصفه كلماتي ، هل تشعرين بما أشعر ؟ أمسكت يدها لأضعها على قلبي لتستشعر نبضاته لعلها تدرك حجم مشاعري
أكملت كلماتي وأنا أضع يدي فوق يداها على قلبي
هنا مرهق بسببك لكنه مستمتع بلذه حبك فلا تتركيه عديني ألا تتركيه ؟

أعدك لوريني ، لن أسمح لكِ بالإبتعاد من الأساس ، أنتِ لي كما أنا لكِ حبيبتي - نطقت لي لتطبع قبلة مطولة على جبهتي لتبتعد فأنظر يميناً ويساراً خشية أن يكون قد رآنا أي شخص

ماذا عنك هل لي أن أعلم ما رسمتيه أم ستبقين الأمر سراً أيضاً - إبتسْمت على كلماتها لأعود للمكان الذي كنت أجلس به وآتيت وأنا أحمل بيدي الكوب المدون عليه إسمها

حمَلَته من يدي تنظر له كأنه لوحة فنية نادرة وهو بالكاد يحمل إسمها بخط منظم ليس إلا
لكن نظراتها لي جعلتني أشعر وكأنني فان جوخ زماني ، قبّلّتهُ ثم حملته بين كفيها لتنطق لي
هل أنا محظوظة إلى هذا الحد ، أملك فتاة جميلة ذكية موهوبة أرغب في فعل كل ما يحلو لها ، فقط إطلبي مني وستجدين ما ترغبي به بين يديكِ ..

خرجنا بعدها نحمل لوحاتنا متجهين إلى الفندق ثم خرجنا مرة أخرى إلى مطعم بجوار الفندق لتناول وجبة العشاء الأخيرة هنا .

في اليوم التالي

إستيقظنا صباحاً لنعود إلى مدينتنا في نفس الميعاد الذي أتينا به ، أوصلتني سيليا إلى منزلي أولاً ثم ذهبت هي

اليوم هو الأخير من أجازاتي ومن المفترض أن أعود في الغد إلى عملي
الساعة الآن الثانية ظهراً ولرغبتنا أنا وسيليا في إستغلال كل لحظة من ليلتنا الأخيرة هناك كنا قد سهرنا حتى السادسة صباحاً
أرغب في النوم ساعة أو ساعتين ليس أكثر ، فقط حتى أستطيع مواصلة باقي اليوم
لا يوجد لديّ أي مخططات اليوم سوى قضاء ما تبقى منه برفقة والدتي بعدما تركتها بنفردها الأيام السابقة .

بالفعل إستيقظت بعد ساعتين لأنزل إلى الأسفل أجدها قامت بتحضير الغذاء وعلى وَشَك مناداتي لتجدني خلفها أحتضنها بشدة لقد إشتقت لها حقاً ، نادراً ما أتغيب عنها لأكثر من يومين كاملين .
مر اليوم سريعاً نتحدث سوياً أثناء مساعدتي لها في تنظيف المنزل حيث تراكمت الأتربة خاصةً بغرفتي .

الساعة الآن العاشرة مساءً وبينما أصعد الدرجات القليلة التي تؤدي إلى غرفتي وجدت إشعار قد أتاني، فتحته سريعاً ظناً مني أنها سيليا لأجدها آخر شخص أرغب في وجوده الآن
ليس الآن بعدما تخطيت ليال ظننتها لن تزول إلا بزوالي من فرط الألم
اغلقت هاتفي لأرتمي على سريري شاردة في سقف غرفتي أغمض عيناي وأستعيد ما حدث لي قبل أشهر قليلة ..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 20 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أنا أنتِ ، أنتِ أنا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن