سَـالِب إِهـمَال

- 7.5 -

هل حُبه لـ لؤي .. زائِف !

توقف عقله عن التفكير عند هذه النقطة ،
قطّب حاجبيه وعبست وجنتيه وهز رأسه بالرفض الشديد ،
كان الآخر يراقب تغير ملامحه بهدوء مُحاوِلًا التخمين فيما توصَّل أنس ،
أمسك يده بـ رِفق وسأله بـ لُطف بعد أن رأي عبوسه الشديد :
"قولي بس وصلت لإيه ؟"

أجاب أنس وعينيه مُثبتة علي نُقطة في الفراغ :
" مش راضي بـ عيوبه !"

كان إستنكارًا أكثر من كونه إجابة .

فهم أيهم مقصد الآخر ليمسح علي يديه بحنان :
"ودا ميمنعش إنك تتقبلها صح ؟
ممكن تكون اتفاجئت لإنك لسا واخد بالك من أساس المشكلة دي ،
وعارف حلها إي ؟ حلها التناقش بهدوء للتفاهم ..
مفيش حاجة بتتحل بالعصبية أو بالزعيق أو بالصوت العالي ،
إحنا مش -ومعذرةً في الكلمة- كلاب عشان نقعد نـ هَوْهَوْ في وش بعض ،
وحل المشكلة دي هي
الحُلم عند الغضب ،
الإنسان الحليم اللي بيمسك نفسه ولسانه من إنه يقول كلام ممكن يؤذي اللي قدامه ، فعشان كدا ردة فعلك أول ما تتعصب هي إنك :
_تمسك لسانك ،
_تبعد ،
_تهدي ،
_تتكلم أو تعاتب ..
أيًا كان اللي هتقوله فـ يبقا بهدووء
ومينفعش الأخيرة تتقدم علي الأولي فاهمني ؟

ودا ميمنعش إنك تتقبل العيوب سواء منك أو منه وتعترف بغلطك ،
لإن مهما كان اللي حصل واللي أنا واثق منه
هو إنك غلطت فـ حاجة أكيد زي ما هوَّ غلط .."

إستمع أنس لكلماته بإهتمام شديد ،
شعر ببعض الإرتياح لفكرة وجود حل لمُشكلته ،
أومأ بتأكيد وهو يهز رأسه بتفهُّم ،
ثم أنزل رأسه في نهاية كلمات الآخر ببعض من الندم عند تذكره لما قاله في المشفي .

رفع الآخر له رأسه وإبتسم بودٍ لإهتمامه بكلماته وإنصاته له بإهتمام :
"أهو شايف إحنا بنتناقش دلوقت بهدوء إزاي !
تعرف تروح لـ لؤي وتتناقش معاه بنفس الهدوء دا ؟"
ولا تحب تنام دلوقت ونخلي الكلام لبُكرة ؟"

قال كلماته بعد أن لاحظ إرهاق الآخر ،
فإختار أنس تأجيل الحديث للغد .

وقف كلاهما وذهب كل واحدٍ منهما علي حِدي للحمام -اكرمكم الله- ،
توضأا وإستلقيا علي سرير أنس بهدوء ،
همس أنس بكلمات شُكر للآخر وسُرعان ما تساقطت أهدابهُ و غفا ..
إبتسم الآخر بـ حُب وهو يمسح علي شعر أنس بـ حنانٍ شديد إستجاب لها وإرتخي وجهه بإرتياح ،
لطالما تمنّي أيهم أخ صغير ولطيف كـ أنس ليُغرقه بعطفه وحنانه ،
دائمًا ما يراهُ كـ طفلٍ ظريف وليس كـ شاب تخطي مرحلة المُراهقة .