زهرة في الظلام ... المقدمة 0
أسرة مكونة من أب وأم وطفلة تبلغ ثلاث سنوات كانت هذه العائلة قد انتقلت إلى منزلهم الجديد في أحد الشوارع الضيقة وفي مبنى مكون من ثلاثة طوابق
كان المنزل عبارة عن غرفتين وصالة رغم أنه كان قديما إلا أنه تحول إلى جنة جميلة فقد كان الأب مهندس ديكور حديث التخرج و الأم تعمل في شركة للعقارات وهي التي بحثت عن المنزل وتمكنوا من شرائه بسعر مناسب
كانت الأيام تمر كما لو كانت حلم جميل لكن هذه الأيام لم تطل ففي عيد ميلاد الطفلة السادس نشب قتال بين والديها ولم يحتفلوا كما عادتهم
وذهبت الأم إلى غرفة طفلتها ونامت معها وهي تبكي مسحت الطفلة على رأس أمها
🌻 لا تبكي ماما لا تبكي 🌻
حضنت الأم طفلتها وهي تتمتم
✴ أنا آسفة .. كل شيء بخير ✴مرت الأيام وعاد كل شيء إلى طبيعته قامت الأم بتسجيل طفلتها في نادي لرقص البالة فقد لاحظت تعلقها بصندوق الموسيقا الذي أهداه والدها لها وكيف كانت تنظر إلى الدمية التي ترقص به وعيناها تلمع من الانبهار بمدى جمالها
وكانت تلك هدية عيد ميلادها السادس وقد أحضر لها والدها ملابس وردية جميلة لتبدأ بها تدريبها
طارت الطفلة فرحا وبدأت تتدرب في النادي وتعرفت على الكثير من الفتياتوفي نهاية اليوم الأول وقبل خروجهم وقفت المدربة لتقدم لهم نصيحة قبل ذهابهم
🔸 تذكروا دوما أن العمل بجهد هو الذي سوف يأتي بنتيجة من يريد أن يكمل في دروس البالة يجب أن يعرف أن حضور الصف دون تمرن لن يجعلك تجيدين تطبيق الحركات تحتاجون إلى المرونة ومن أجل تحقيق ذلك عليكم التدرب دائما حتى لو لم تكملوا في الصفوف حتى النهاية لا تفقدوا مرونتكم الآن يمكنكم الانصراف أراكم في الصف القادم 🔸عادت الطفلة مفعمة بالحيوية و النشاط وهي تقفز فرحا كانت والدتها قد عادت من عملها وهي منهكة
ركضت نحوها وضمتها وهي تحدثها عن يومها وبينما كانت تتحدث نظرت إلى والدتها التي قد نامت وهي جالسة على الأريكة
سحبت نفسها ببطء من حضنها ثم ذهبت للمطبخ فقد كانت جائعة وبحثت عن شيء تأكلهمرت الأيام وفي يوم ماطر تأخر الأب عن موعد العشاء وبدأت الأم بالقلق عليه حاولت الاتصال به عدة مرات لكنه لم يجب وقد طال غيابه وتعدى الوقت منتصف الليل
لم تتحمل الأم ذلك ارتدت معطفها وتركت طفلتها وحدهاأصبح المنزل فارغا ... البيت الصغير الذي يفيض بالحب أصبح بيتا كبيرا باردا
ساد الصمت في أرجاء المنزل فقط صوت دقات عقارب الساعة وصوت قطرات الماء التي تنزل ببطء من الصنبور وضرب حبات المطر على زجاج النافذةجلست الطفلة تنتظر والديها أمام الباب وقد طال غيابهم أكثر و أكثر مرة الساعة تلوة الأخرى
غفت الطفلة بينما تنتظر على عتبة الباب ثم صدر صوت الرعد المدوي الذي أرعبها بشدة لم تلبث أن تفتح عينها وتقف حتى أضاء البيت بضوء ساطع تبعه صوت الرعد مجدداركضت الطفلة إلى غرفة والديها لتجدها فارغة لا أحد في المنزل اشتدت حدت الأمطار وضرب الرعد مجددا
من شدة خوفها أسرعت إلى سرير واختبأت أسفل الغطاء وهي تنادي والديها ولا تجد من يجيب كان الخوف قد تملك قلبها الصغير وبدأت تبكي ويزداد بكائها في كل مرة يضرب الرعد بهاحل الصباح ونامت الطفلة بعد أن تعبت من البكاء
دخلت الأم إلى المنزل وهرعت إلى غرفة طفلتها فلم تجدها ذلك أرعب قلبها فتحت باب غرفتها لتجد الطفلة نائمة على السرير وهي ملتفة بالغطاء وعيناها حمراء
جلست الأم ومسحت على شعرها وهي تعتذر منها ثم ذهبت لتحضر الطعام
أفاقت الطفلة على رائحة الطعام الشهية لتدرك أن هناك من عاد إلى المنزل نفضت الغطاء عنها وقفزت بلهفة لترى والدتها تحضر الطاولة
🌻 ماما ماما ماما أين بابا 🌻
نظرت الأم بحزن ثم ابتسمت ولم تقل شيئا فهي لا تعرف مكان زوجها
✴لقد صنعت لك الفطائر التي تحبينها فالنأكل✴
.... يتبع
#مها
أنت تقرأ
🌻زهرة في الظلام🌻
Short Storyهل من الممكن للظروف أن تغير من القلب الطيب أم أن من يملك اللين في قلبه لن يتغير أحداث قصتنا تدور حول فتاة رأت الظلام في العالم وهي في عمر الزهور فهل سوف تبقى مشرقة رغم كل ما حدث معها أم أنها سوف تذبل وتدفن نفسها في ذلك الظلام هذه القصة من تأليفي وم...