زهرة في الظلام ... 4
فصل الخريف الذي ترتدي به الأشجار ثوبها الذهبي
كان هذا الفصل له إطلالة رائعة في منزل ديزي فقد كانت هناك شجرة زان كبير أمام نافذة الصالة
في أحد الأيام الباردة كانت ديزي تنتظر أمام الشجرة وتحاول أن تدفأ يداها فقد تم إلغاء دروس البالة لهذا اليوم بسبب صيانة النادي
كانت ديزي تقف أمام هذه الشجرة الجميلة لتنتظر عودة والدتها من العمل فقد أصبح دوامها في العمل طويلا
وفي أثناء انتظارها سمعت صوت تعرفه ... كان صوت والدها وهو يقف في شرفة المنزل ويتحدث بالهاتف
لم تكن ديزي تعرف أنه في المنزل لكنها فرحت بوجوده لكن قبل أن تصعد إلى المنزل سمعت كلماته
⏺أنا لا يمكنني أن أهتم بطفلة .... لا أعرف ليس لدي وقت ... ماذا أفعل ... كل هذه المشاكل لأننا لا نتفق ... ليس لدي وقت لأهتم بها ... لقد أخذت الكثير من الإجازات خلال هذا الشهر ... لا يمكنني ... أنا أنتظر عودتها الآن⏺
شعرت ديزي أن المشاحنات التي ازدادت بين والديها كان بسببها
فكان العمل يزداد على كل منهما وغالبا ما يطر أحدهما أن يترك العمل ليهتم بها
حملت ديزي ذنب ما يحدث على نفسها و انطفأ وجهها بالحزن
صعدت بهدوء ودقت الباب ليفتح والدها الذي أغلق المكالمة عندما رأها⏺ديدي ... هل تشعرين بالبرد .. هيا لقد اشتريت الحليب في طريقي سوف أسخنه لك⏺
دخلت ديزي إلى غرفتها وهي تفكر كيف لها أن تساعد والديها
ولمعة فكرة في بالها فإن جعلت والديها يريان أنها أصبحت كبيرة ويمكنها الاعتماد على نفسها لن يطر أي منهما للخروج من العمل ولن يتقاتلا مجدداغيرت ملابسها بسرعة وتوجهت إلى والدها
🌻يمكنني أن أسخنه بنفسي ... أنا كبيرة الآن ... أصبح عمري عشر سنوات🌻مسح الأب على رأسها وهو يبتسم
⏺بالطبع أصبحت كبيرة ... لكن لا يجب أن تقترب من النار فهي خطيرة⏺أرادت ديزي أن تظهر لوالدها أنها يمكنها أن تعتمد على نفسها ويمكنها أن تساعد بالمنزل
اتجهت نحو المطبخ وأشعلت النار لتضع الحليب عليه و وقفت على رؤوس أصابعها لترى أن كان الحليب يغلي في داخل الوعاء
كان والدها ينظر لها وهو يضحك فقد كان مظهرها لطيفا وهي تنتظر اللحظة المناسبة لتطفأ النار
ثم أمسكت الوعاء بحذر ووضعته ببطء وسكبت كأسا لوالدها وقدمته له وهي فخورة بنفسها
بينما والدها ينظر لها بابتسامة عريضة ثم أثنى عليها وصفق لها وذلك أسعد قلبها الصغير لتقرر أن تساعد في أعمال المنزل وتخفف من تعب أمها
قررت أن تعد الطعام قبل عودة والدتها فطلبت من والدها أن تذهب إلى السوق لتشتري بعض الخضراوات لكنه رفض أن تذهب وحدها وطلب منها أن تنتظر في المنزل ريثما يذهب لإحضار مكونات العشاء
وبمجرد أن أغلق والدها الباب شعرت ديزي بالخوف كانت ذكرى بقائها في المنزل وحيدة تتردد في ذهنها
ظلت ديزي تجلس في الصالة وتنظر حولها كلما صدر صوت وعندما ضربت أغصان الشجرة على زجاج النافذة قفزت فزعا إلى غرفتها وأحضرت صندوق الموسيقا و دمية الأرنب وحضنتها بقوة كلما فعلت ذلك أصدرت الدمية صوتا ناعما
🌸أحبك دائما🌸ثم فتحت صندوق الموسيقا وحاولت أن ترقص لعل الوقت يمضي بسرعة لكنها سمعت صوت وقع أقدام يقترب من عتبة الباب ثم توقف
ركضت ديزي لتستقبل والدها بلهفة لكنها عندما فتحت الباب تفاجئت برجل غريب يقف أمام الباب وقد كان يحاول فتحه
▫مرحبا يا صغيرة ... أين هو والدك ... أنا صديقه وأريد التحدث إليه ... هل هو بالمنزل▫
تسارعت دقات قلب الطفلة ففي آخر مرة حذرها والدها من الغرباء وبدأت الدموع تفيض من عينيها وسارعت و أغلقت الباب في وجه ذلك الرجل الذي ظل يدق على الباب ويطلب منها أن تفتحه
من حسن الحظ كان والدها قد عاد ورأى ذلك الرجل يدق بابه بقوة
⏺من أنت لما تدق بابي هكذا⏺▫.... المعذرة هذا منزلك يبدو أنني أخطأت في الطابق آسف على إزعاجك▫
ثم ذهب الرجل مسرعا عبر الدرج ولكن الأب لم يكن مطمئنا
فتح باب منزله ولم يجد طفلته فقط دمية الأرنب على الأريكة وصوت الموسيقا الصادر من الصندوقثم توجه نحو غرفتها وقد كانت مقفلة
⏺ديدي ... هل أنت بالغرفة⏺بعد أن سمعت صوت والدها فتحت الباب بسرعة و الدموع تفيض من عينيها ثم أخبرت والدها بما حدث مما زاد من قلقه وقبل أن يذهب ليقدم بلاغا للشرطة دخلت الأم وعلى وجهها ملامح الاندهاش
✴... من الجيد أنكما في المنزل ... لقد أمسكت الشرطة بأحد يحاول اقتحام منزل السيدة العجوز التي تعيش في زاوية الحي .. من حسن حظها أن الشباب ساعدوها عندما سمعوا صوت صراخها✴
أسرع الأب وأشعل التلفاز ليرى الأخبار وبالفعل كان الرجل الذي تم الإمساك به هو نفسه الرجل الذي كان يطرق على باب المنزل
✴ديدي حبيبتي لما تبكين ... هل أنت جائعة✴
كان ذلك اليوم ذكرى مرعبة رسمت في ذاكرة ديزي
... يتبع
#مها
أنت تقرأ
🌻زهرة في الظلام🌻
Short Storyهل من الممكن للظروف أن تغير من القلب الطيب أم أن من يملك اللين في قلبه لن يتغير أحداث قصتنا تدور حول فتاة رأت الظلام في العالم وهي في عمر الزهور فهل سوف تبقى مشرقة رغم كل ما حدث معها أم أنها سوف تذبل وتدفن نفسها في ذلك الظلام هذه القصة من تأليفي وم...