زهرة في الظلام ... 5

35 4 0
                                    

زهرة في الظلام

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

زهرة في الظلام ... 5

اقترب الشتاء وبدأت الأيام الماطرة تزداد

أصبحت ديزي تشارك بأعمال المنزل وتساعد أمها وهذا ما خفف قليلا من حدة المشاجرات بين والديها

لكن مهما حاولت أن تبقى وحدها في المنزل لعلها توفر لوالديها الراحة من أخذهم أجازة من العمل للبقاء معها
كان ذلك صعبا عليها فما زالت تلك الذكريات المرعبة تتبادر إلى ذهنها وتشعر أن البيت كبيرا وبارد

في أحد أيام العطلة كانت والدة ديزي تشعر بالإكتأب و أصبح الجو أكثر قتامة وكانت السماء مليئة بالغيوم الداكنة و المتلبدة

كانت ديزي تحاول إبهاج والدتها بحركات الرقص الجديدة التي تعلمتها
رغم ابتسام والدتها لكنها ظلت تشعر بالحزن

قررت ديزي أن تذهب لتحضر دفتر الرسم خاصتها لعل ذلك يسعدها فهي كانت ترسم مع أمها كثيرا قبل أن تنشغل بعملها فقد كان الرسم هواية والدتها المفضلة

🌻 انظري ماما لقد أخبرتني المعلمة أن رسمي جميل و اختياري للألوان مبهج🌻
نظرت الأم بحنان نحو ديزي التي تحاول بكل ما لديها لترسم البسمة على شفتيها

ثم قررت أن ترسم لوحة على الحائط المقابل للنافذة
أزاحت الطاولة و أخرجت علب الألوان التي لديها وجعلت ديزي تختار الألوان وبدأت بالرسم على الجدار

في البداية شعرت الأم بعدم الثقة في الرسم فهي لم تعد ترسم منذ سنوات لكن ديزي التي كانت تدور حولها وهي متحمسة لرؤية ماذا سوف ترسم والدتها شجعها على أنت ترسم وبدأت برسم أوراق ملونة ثم تسلل الحماس لقلبها وقامة برسم أزهار متناثرة وكلما رسمت أكثر كانت اللوحة أجمل ثم قامت برسم زهرة بألوان زاهية في منتصف اللوحة
وعندما انتهت من رسم اللوحة تراجعت للوراء لترى مدى جمال ما رسمته وذلك أدخل السرور إلى قلبها ثم حضنت ديزي وقبلتها و أشارت بأصبعها نحو اللوحة

✴هل ترين هذه الزهرة الجميلة التي في وسط اللوحة هذه أنت ديزي ... جميلة مثلك تماما✴
كانت هذه ذكرى مبهجة رسمت في ذاكرة ديزي

بعد عودة الأب من عمله في وقت متأخر جدا فهو بدأ بأخذ عمل إضافي خلال العطلة ليغطي على ساعات غيابه عن العمل

⏺ ما هذا ... هل أنت من قام برسمه .. أنها راااائعة ... لقد مضت مدة منذ رأيتك ترسمين⏺
✴ هل أعجبتك حقا ؟ ... لقد اختارت ديدي الألوان بنفسها ... سوف تبدو أجمل عندما تدخل الشمس عبر النافذة ✴

توجه الأب نحو ديزي التي كانت في قمة سعادتها وهي ترى والديها متناغمين بعد فترة طويلة
ثم أخرج هدية من حقيبته وكانت عبارة عن دمى توضع في الكف وعند تحريك الأصابع تبدو كما لو أنها تحرك يدها
قام الأب بوضع الدمية على يده وغير صوته كما لو أن الدمية هي التي تتحدث

⏺مرحبا ديدي ... لأنك فتاة جيدة وتساعدين والدتك في المنزل أنا سوف أكون هديتك .. هل نذهب للنوم لأن الوقت تأخر ... لا يجب على الفتيات الجميلات أن يتأخرن بالنوم⏺

أخذت ديزي الدمية وهي تقبل خد والدها كم كانت سعيدة بهذه الهدية

وفي صباح اليوم التالي قررت الأم الذهاب إلى المتجر لتشتري مستلزمات المنزل لمدة أسبوع فقد كان وقتها ضيقا لعل ذلك يساعدها لتوفير بعض الوقت

وخلال اصتحابها لديزي من صف البالة دخلت إلى المتجر الذي يقع في أول الحي الذي تسكن به
وقد كان متجرا جديدا متوسط الحجم لكنه يحوي على العديد من المنتجات وذلك أفرحها لأنها سوف توفر الوقت عندما تشتري حاجيتها من متجر واحد

كانت ديزي تراقب والدتها بانتباه كي تساعدها عندما تقوم الأم بقراءة شيء من القائمة تنطلق ديزي لتجده بسرعة

وفي أثناء بحثها عن أحد الأغراض الذي لم تجده اقتربت منها مالكة المتجرو وهي تضحك بهدوء ثم سألتها
🌺كيف أساعد زبونتنا اللطيفة🌺
🌻.... لا شكرا ... أنا بخير🌻

ثم ركضت ديزي و اختبأت خلف أمها فما مرت به جعلها لا تثق بالغرباء
✴... آسفة هي فقط خجولة .. هل يمكنك مساعدتي .. أنا أبحث عن الجبن ... هل لديكم✴
🌺طبعا لدينا ... ها هو ... أن طفلتك قريبة من عمر أبني ... هل تحتاجين لشيء آخر🌺
✴شكرا لك ... في الواقع لدي قائمة طويلة من المشتريات و أريد أن أوفر الوقت .. أن كان بالإمكان مساعدتي على إجادها بسرعة سوف أكون شاكرة ... هذه المرة الأولى التي أزور بها متجركم✴
🌺 بالطبع يسرني مساعدة زبائننا .... لحظة واحدو ... راكان ... أين أنت🌺

نظرت صاحبة المتجر باتجاه ديزي
🌺ها أنت هلا ساعدت زبائننا في يومهم الأول هنا🌺

التفتت ديزي للخلف لتجد فتى بملامح هادئة يحدق بها
وذلك أفزعها وجعلها تصرخ فهي لم تشعر به يقترب ولم تسمع صوت وقع خطواته

🌺 ... أنا حقا آسفة ... لقد أخافك أليس كذلك ... راكان ألم أخبرك أن تصدر صوت عندما تأتي ... هيا اعتذر من الأنسة ...🌺
وبصوت منخفض وهادء
🔸آسف🔸
🌺هذا أبني يمكنك طلب ما تريدين منه ... هو قليل الكلام لكنه ينصت ويعمل بسرعة🌺

شكرت والدة ديزي سيدة المتجر على مساعدتها فقد كان راكان سريعا وذلك وفر الكثير من الوقت لها ولم تعد قلقة من تأخرها على العمل
كانت مالكة المتجر سيدة لطيفة وقد أحبت ديزي التي تشع نشاطا وحيوية فقدمت لها حلوى صغيرة
نظرت ديزي إلى والدتها التي ابتسمت وسمحت لها بأخذ الحلوى

🌺 كم أنت لطيفة .. ابقي دائما مبتسمة ومشرقة ... أنت فتاة رائعة لأنك تساعدين أمك🌺
بعد عودتهم إلى المنزل كانت ديزي في قمة سعادتها لأن حياتها أصبحت أجمل
كان ذلك اليوم ذكرى لطيفة رسمة في ذاكرة ديزي
....يتبع
#مها

🌻زهرة في الظلام🌻حيث تعيش القصص. اكتشف الآن