زهرة في الظلام ... 18

30 1 0
                                    

زهرة في الظلام

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

زهرة في الظلام ... 18

بعد عدت أيام مرت من الصمت و بضع كلمات خافت بين كل من ديزي و أمها
أتي اليوم الذي أعلنت به مدربة النادي أن هناك مسابقة صغيرة سوف تقام بينهم و بين أحد الأندية في البلدة المجاورة لهم و قد رشحت عدة أسماء و من ضمنهم ديزي التي كانت أكثرهن تمرسا فقد كانت تتمرن كل يوم في المنزل بسبب شعورها بالوحدة و لتمضي الوقت فقد كانت تحاول كسر ذلك الصمت القاتل الذي في منزلها بصوت الموسيقا الناعم لعل ذلك يرجع جزئا من حيوية و دفئ ذلك المنزل الصغير الذي أصبح منزلا كبيرا و باردا لا حياة به

عادت ديزي إلى المنزل و هي تجر أقدامها بتثاقل في كل خطوة و كل ما كان يشغل تفكيرها كيف لها أن تخبر أمها أن عليها السفر إلى البلدة المجاورة من أجل المسابقة و هل سوف تقبل بذلك أو أنها لن تتجرأ على مفاتحتها بالموضع فقد أصبحت العلاقة بينهما مضطربة في الآونة الأخيرة و لم تعد تشعر بالألفة مع والدتها كما في السابق فقد مرت الأيام و أمها دائمة الانشغال و عندما تعود إلى المنزل و حتى في وقت الطعام فهي تمسك بهاتفها الذي يظل يرن بالرسائل طوال الوقت و لا تكاد أن ترد على إحدى الرسائل حتى يرن هاتفها و على الرغم من عدم إجابتها إلا أنه يظل يرن بشدة حتى تجيب أو تغلق الهاتف بغضب

عندما وصلت ديزي إلى المنزل استقبلها كلبها أشقر بحماس لتبتسم ديزي بخفة و هي تنظر نحوه كم هو لطيف نحوها و لكن سرعان ما اختفت ابتسامتها و تحولت إلى ألم عندما تذكرت والدها الذي سمح لها بأخذ الجرو و تربيته في المنزل و قام بإقناع والدتها بذلك لم تفهم كيف لوالدها الذي كان يهتم لها أن يتركها

ذهبت نحو المطبخ لتضع الطعام للجرو و ذهنها يعصف بالعديد من الأفكار و المشاعر الهائجة التي لطالما كتمتها في قلبها

في منتصف الليل و بينما كانت ديزي تتدرب على الرقص للمسابقة عادت والدتها دون أن تشعر بها فقد كانت منغمسة بالألحان و تحاول أن تضبط حركة يداها مع الإيقاع لتحركها بسلاسة مع تركيزها على بقاء جسدها مشدودا دون أن ترتجف و بينما تقوم بالإنحناء و هي تقف على قدم واحدة و قدمها الأخرى مرفوعة نحو الأعلى و رأسها أنفها يكاد يلامس الأرض حتى تدور برشاقة و هي ترفع جسدها نحو الأعلى ثم تقف على رؤوس أصابعها و تفتح ذراعاها برقة و عندما أنهت الحركة أدركت أن أمها تقف و تراقبها بصمت لكن ما كان يعلو وجهها ليست ملامح الإعجاب أو الدهشة أو الفخر بل كانت تنظر نحوها بحسرة

🌻زهرة في الظلام🌻حيث تعيش القصص. اكتشف الآن