25

37 9 1
                                    


.. -  الإيثار :

الإيثار هو تقديم حاجة الآخرين على حاجة الذات، فهو عكس الأنانية، وقد تضافرت النصوص الشرعية في مدحه، فقد ورد عن وصية النبي لعلي :( يا علي، ثلاث من حقائق الإيمان: الإنفاق من الإقتار وإنصافك الناس من نفسك، وبذل العلم للمتعلم ).

وهذا الخلق الكريم كان بارزًا في شخصية الزهراء حيث نقل لنا الأمام الحسن أحد هذه المواقف فقال: ( رأيت أمي فاطمة قامت في محرابها ليلة جمعتها، فلم تزل راكعةً ساجدةً حتى اتضح عمود الصبح وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسمّيهم وتُكثر الدعاء لهم ولاتدعو لنفسها بشيء فقلت لها: يا اماه لم لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟ قالت: يابني،الجار ثم الدار ).وفي سورة الناس يتجسد مفهوم الإيثار، لدى أهل البيت عليهم السلام، قال تعالى:
﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَاشُكُورًا﴾

حيث نزلت هذه السورة المباركة فيهم، فعن ابن عباس:( أن الحَسن والحُسَين مرضا فعادهما رسول الله في ناس معه فقالوا يا أبا الحسن لو نذرت على ولدك فنذر علي وفاطمة وفضة جارية لهما إن برءا مما بهما أن يصوموا ثلاثة أيام فشفيا وما معهم شيء.
فاستقرض علي من شمعون الخيبري اليهودي ثلاث أصوع من شعير فطحنت فاطمة صاعا واختبزت خمسة أقراص على عددهم فوضعوها بين أيديهم ليفطروا فوقف عليهم سائل وقال: السلام عليكم أهل البيت محمد مسكين من مساكين المسلمين أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة فأثروه وباتوا لم يذوقوا إلا الماء وأصبحوا صياما.
فلما أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم فأثروه، ووقف عليهم أسير في الثالثة ففعلوا مثل ذلك.
فلما أصبحوا أخذ علي بيد الحَسن والحُسَين وأقبلوا إلى رسول الله فلما أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع قال: ما أشد ما يسوءني ما أرى بكم فانطلق معهم فرأى فاطمة في محرابها قد التصق ببطنها وغارت عيناها فساءه ذلك فنزل جبريل وقال: خذها يا محمد هناك الله في أهل بيتك فأقرءه السورة ).

.. - الصدق :

الصدق هو قول الحق ومطابقة الكلام للواقع، وهو من صفات المؤمنين، وللصدق مراتب ودرجات وقد ورد في فضله الكثير من الأحاديث والآيات وقد أمر الله تعالى بالصدق، فقال:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾

وقال الإمام الصادق عليه السلام:
( من صدق لسانه زكى عمله... ) .

ولأنّ الزهراء عليها السلام ربيبة الوحي فقد تمثّلت فيها هذه الصفة بأعلى صورها، حيث يروى أن عائشة قالت:( ما رأيت احدًا قطّ أصدق من فاطمة غير أبيها ) .

.. - الرفق بالخادمة :

كما كان النبي الأكرم يرفق بخادمة وكان يقول في فضل الرفق:

نصائح مفيده عن اهل البيت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن