|3|

214 9 35
                                    

| السابع عشر مِنْ سبتمبر ٢٠١٨ |.
الفصل الثالث،'مُرْهَق'.
'كم نُدبَةٍ بَرَّرت لأنكَ تُحِبّ الشخص الذي يُمَسَّكَ السكين؟'.

'كم نُدبَةٍ بَرَّرت لأنكَ تُحِبّ الشخص الذي يُمَسَّكَ السكين؟'

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

**

أجلِسُ أمام الطبيب الذي يُخبِرني بأنّ ليسَ لدي وقتٌ طويلاً للعيش.

خَرجت أتجاهل أَلَمّ حلقي وصعوبة تَنَفُّسي،تَرَجَّلَتُ في طريقي على الرُغمِ بأنني لا أعلم أين أذهب حتى؛فليس لدي مكان لأذهب إليه على أيّ حال.

لقد كُنت وحيدًا،لطالما كنتُ كَذلك. أنا دائما هذا الصديق الذي يسير عادةً خلف الجميع،الشخص الذي لا يلاحظه أحد حقًا في المجموعة وَحَّدَ بَيْنَهُم.

الذي ينسى الناس عادة وجوده في الإرجاء،الهادئ في المقعد الخلفي. الشخص المَوْجُود دائمًا للآخرين،ولكن لا يوجد أحدٍ مِنْ أجله.

أنا دائمًا الشخص الذي إما أنّ يتم استغلاله،أو استبداله،أو ببساطة نسيانه فحسب. فلم أكن مُهمًا في حياة أحدهم مِنْ قبل،مَوْجُود فقط لأنني أفعل. وفي الحقيقة أنا حتمًا أفهم ذلك.

ولكن ما لا أفهمه هو السبب؟،فعلى الرغم مِنْ أنني أحاول دائمًا بذل قصارى جُهْدي لجعل الناس سعداء،وأنّ أعني شيئًا لهم؛لكن في المقابل لم يَكُن ينجح هذا أبدًا.

قد يخبرني مَنْ حولي أنني أعني الكثير بالنسبة لهم وأنني مُمَيَّز في حياتهم،لكن أين هم الأن؟. لِما لا يطرأ على عقلي أيًّا مِنهم لدي الكثير مِنْ الأشياء التي أرغب بأنّ أتحدث عنها،ولا يوجد أيّ أحد يمكنه الإستماع إلي.

شعرت بالوحدة الشَديدَّة التي تنهش جسدي. وحدتي كانت تمشي معي إلى المنزل،وحدتي كانت تُمسِّكَ بيدي وأنا أعبر الشوارع.

شعرت وكأني مُتأَصِّل ومُمتَدٍّ في عُمْق الأرض،أدور وأنا واقفٌ في مكاني،أشعر بدوار في دمي وفي عظامي وأتنفس وكأنني أول إنسان يتعلم الطيران،وكأنني أستنشق نوع الأكسجين الموجود فقط في السحُب.

وبهدوء انهرت على ركبتاي لم يَكُن الأمر مؤلَّمًا بقدر ما تَجَشَّمَ صدري،فَكُلَّ ما كُنت أحاول فِعلهُ هو إستعادة وعيي ولكني لا أعرف كيف أمنع جسدي مِنْ التفاعل مع الألم الذي أنتشر في حلقي بغتة.

يبدو الأمر كما لو أنّ هُنالِك زُهورٍ تنمو في رئتي،وعلى الرغم مِنْ أنها جميلةٌ إلا أنني لا أستطيع التنفس بعد الآن.

شعرت وكأن الهواء سُحِب مِني ولم يتبقى سوى الماء على سطح اليابسة،وضعت يدي المرتجفة على صدري أضرب عليه مرتين بِمُحاولةٍ فاشلة بجعلي أستعيد قدرتي على التنفس مِنْ جديد.

«اللهي!!».

شهقة خرجت وأستطعت سماعها مِنْ بين شفتيها،إبتسمت وخَرّ جسدي تالفًا على الأرض بينما عيناي تُرَفْرَف بوَهْن. ظهر شبح وجهها أمامي ولم يكن بإمكاني مِنْ تمييزه،لكنني شممت رائحتها.

إنهُ ذات العطر خاصتك،أهذهِ أنتِ حقًا؟.

أغمضت حدقتايّ براحة،بينما إبتسامة صغيرة كانت قد تسللت على شفتاي. أنتِ هنا في جانبي،يمكنني أنّ انام للأبد الأن.

عانيت مِنْ السرطان المزماري في الأحبال الصوتية لِمُدة الخمس السنوات الأخيرة،لَم يكن الأمر جَلِيلٌ في بادئ الأمر. لكن مع مرور الوقت وإهمالي لجلسات العلاج التي رفضت حضورها،إزداد وضعي سوءًا حيث الأن بِت لا أستطيع الكلام كُليًا.

لم يُحَطمني الأمر قدر ما حطمتني دعوة زفافك،شعرت وكأنني هامش ورغبت في الموت بإسرع وقتٍ مُمكِن.

لكنكِ هُنا أليس كذلك؟.

(Don't)Stay || BANG.CHAN ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن