| العشرون مِنْ ديسمبر ٢٠٢٠ |.
الفَصل الأخير،"لا تبقى".
"سَأبِحثُ عَنْكِ فِي كُلِّ عُمَرُ،حَتَّى نَبْقِى أَخِيرًا".
![]()
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى. **
عَالِمِي تَوَقَّفَ عَنْ الدَّوَرَانِ يَوْم وَفَاتِك.
شَعَرْتُ بِهِ فِي عِظَامِي،فِي قَلْبِي،فِي كُلِّ ذَرَّةٍ مِنْ كَيَاني.شَعَرْتُ وَكَأن الشَّمْس تَوَقَّفْت عَنْ إرْسَالِ الدِّفْء،وَتَوَقَّف الشِّتَاء عَنْ الْبُرُودَة.
تَوَقُّفُ كُلٍّ شَيْءٍ عِنْدَمَا غَادِرتي،وَبَقِيَتْ أَنَا وَحْدِي وَاقِفًا فِي مَكَانِي عَلَى أَمَلِ بِأَنْ تَعُودِي إلَي مُجَدَّدًا.وَفِي كُلِّ مَرَّةٍ أَغْمَض بِهَا عَيْنِي كُنْت أَسْتَطِيع سَمَاع صَوْتَكَ فِي الرِّيحِ يَهْتِف لِي بِوَدِاعك الْأَخِيرِ،الوَدَاعِ الَّذِي لَمْ تَتَح لَكِ الْفُرْصَة لِقَوْلِه.
عِنْدَمَا مِتّ،مَاتَ الْعَالِمُ الَّذِي كُنْت أَعْرِفُهُ،فَتَوَقَّفَتْ الطُّيُورِ عَنْ الْغِنَاءِ،وَبَات كُلِّ شَيْ رَمَادِيّ وَمِثْير لِلْمَلَل.
لَقَدْ رَحَلَتْ،وَأَصْبَح بَيْتِنَا مُجَرَّد جُدْرَان فَارِغَة وَخَالِيَة مِنْ الْحَيَاةِ بَيْنَمَا انْتَظَرَ فِيهِ عَوْدَتِك الْمُسْتَحِيلَة.
تَرَكْت كُلَّ شَيْءٍ عَلَى حَالِهِ،مُتَمَنِّيًا أَنْ أَجِدْك بَيْنَمَا اتَّجَول مِنْ غَرْفَةٍ إلَى أُخْرَى،رَغْمَ إنَّنِي أَعْرِفُ جَيِّدًا بِأَنَّهُ لَا يُمْكِنُ الْعُثُور عَلَيْك فِي أَيِّ مَكَان.
كُنْتُ بِحَاجَة لِمَزِيدٍ مِنَ الْوَقْتِ لِأَقْضِيَة رُفْقَتِك،فَقَدْ جَاءَتْ النِّهَايَة سَرِيعًا جِدًّا.
كُنْت بِحَاجَةٍ إِلَى مَزِيدٍ مِنَ الْوَقْتِ لِحِفْظ كُلّ شِبْرٍ مِنْ وَجْهِك،وَمَزِيدٍ مِنَ الْوَقْتِ لِلِاسْتِمَاع إلَى صَوْتِ ضَحِكَتك.
كُنْتُ بِحَاجَة لِمَزِيدٍ مِنَ الْوَقْتِ لأسْتِلْقَي بِجَانِبِك،لَنَتَحَدَّث عَنْ مُسْتَقْبَلِنَا سَوِيًّا.
كُنْتُ بِحَاجَةٍ إِلَى أَلْفِ الْمَزِيدَ مِنْ الْغَدِ،وَأَلْفٌ أُخْرَى مِنْ أُحِبُّك،كُنْت بِحَاجَةٍ إِلَى مَزِيدٍ مِنَ الْوَقْتِ لِأُخْبِرَك بِأَنَّك أَفْضَلُ شَيْءٍ قَدْ حَدَثَ إلَي على الْإِطْلَاق.
سَمِعْت سَابِقًا مَقُولَة تَقُول بِأَنَّه : "يَتَلَقَّى الْمَوْتَى زُهُورًا أَكْثَرَ مِنْ الْإِحْيَاءِ،لِأَنَّ النَّدَمَ أَقْوَى مِنْ الِامْتِنَانِ".
رُبَّمَا لَمْ أُدْرِكْ مَا يَعْنِيهِ ذَلِكَ،لَكِنْ الْان هَا أَنَا ذَا أَقِفْ بَيْنَمَا جَسَدِي يَرْتَعِش أَمَامَك لَيْس خَوْفًا أَوْ أَرَهُاقا بَلْ نَدَمًا.
عَلَى الرَّغْمِ مِنْ إنَّنِي عَلَى عِلْمِ تَامٍّ بِأَنْ الِاعْتِذَارُ لَا يَصْلُحُ مَا هَدَمْتُه بَيْن يَدَاي،وَمَا فَقَدْتُه كَان أَنْت.
لَكِنْ مَعَ ذَلِكَ أَنَّا وَبِكُلِّ مَا امْتَلَكَتْه مِنْ كِبْرِيَاءَ اعْتَذَر لَك أَضْعَافَهُ،هَلْ يُمْكِنُك الأَصْفَاح عَنِّي؟.
أَخَذْت الشَّمْس مَعَك عِنْدَمَا غَادَرَتْ،وَالْان السَّمَاء مُظْلِمَة وَمَكَدسه بِالْغُيُوم الْمُمْتَلِئَةُ فِي الدُّمُوع. خَسَارتك كَانَتْ أَصْعَب دَرْس تَعَلَّمَتْه عَلَى الْإِطْلَاقِ.
مَعَ ذَلِكَ لَدَى أَمَل صَغِيرٍ بِأَنْ كُلُّ هَذَا حُلُمٌ وَسَأسْتَيْقِظ لأَرَاك فِي جَانِبَيْ،فَأَنْت لَمْ تَذْهَبِي أَلَيْس كَذَلِك؟.
«أَنَا اعْتَذَر».
رَدَدْت تَحْت أَنْفَاسِي وَانْحَنَىت عَلَى رُكْبَتَاي،وَسَمِعْت صَوْتَك عَبَّر الرِّيَاح يُخْبِرُنِي بِأَنَّهُ لَا بَأْس.
انْقَبَض قَلْبِي وَاغْمضت عَيْنَاي بِقُوَّة،فُصُوتك صَدَعٌ فِي الإِرْجَاءِ مُشَوَّشًا،وَلَا أُرِيدُ أَنْ أَنْسَى كَيْف يَبْدُو صَوْتَك.
كَانَتْ لَدَى أُمْنِيَة وَاحِدَةٍ،وَهِيَ بِأَنْ تَبْقَي.
لَكِنَّ الْانَ لَمْ يَعُدْ لَدَى أَيْ سَبَبُ لِلْبَقَاءِ،لَا أُرِيدُ أَنْ أَبْقَى.- النِّهَايَةِ.
✓
![](https://img.wattpad.com/cover/347285455-288-k232127.jpg)
أنت تقرأ
(Don't)Stay || BANG.CHAN ✓
Short Story"سَأبِحثُ عَنْكِ فِي كُلِّ عُمَرٍ،حَتَّى نَبْقِى أَخِيرًا." Cover by : @kimrossy12