| التاسع مِنْ يوليو ٢٠١٩ |.
الفصل السادس،"أنا لم أسْتَحَقُّ هذا".
"داخل الوَقْتُ المُنهار،حتى آمالي
في أنّ نكونَ معًا لم تَعُد مُهِمّة".**
«أَتُحَبّينَ الموسيقى جدًا؟،أنتِ دائمًا ما تَضّعِي سَماعةُ الأُذُنَ».
تَفَوَّهَتُ أَثْناءِ جُلوسِنا في بُسْتَانِ المُستَشفى،كان الأمر مُزْعِج بالفعل. حَيّثُ تِلك النَّظَرَاتِ المُشفِقَةِ التي تتوجه نَحْوَنا كُلَما مَرّ أحدهم تجعلني مُتَضَايِقٌ.
على عَكْسَها،إنها تَبَتَسُّم بهَدْأَة لِكُلّ مَنْ يعبُرَ. كانت مُدْهِشةٍ،ولا يبدو بأنها تَغَضَّبَ أبدًا.
فَدائمًا ما كانت تُلقِيّ النِكات في المرات العديدة التي شَهْدتُ فيّها إرْهاق قَلْبِها،هي تُحَاوِلُ أنّ تُخَفَّفُ عن طبيبها الذي كان والدُها.
حتى في جَلَّساتُ عِلاجي التي تبدو دُونَ جَدْوَى بالفعل،قد كانت الوَحّيدةُ التي حَضَّرت بجميعها،مما جعلني أتشَجَّع قليلاً. على الرُغمِ مِنْ مَعرفتيّ المُتَأَكَّدة بأني لن أبقى طويلاً،لكن شَعرتُ لأول مرةٍ على كوني في قيّدِ الحيَاة.
«ليس لأنني أُحِبّ المُوسِيقى كثيراً،بل لأنني أمقُت البشر كثيرًا».
ضَيِّقتُ بصري نحوها في حَيْرَةٍ مِنْ آمري،وقبل أنّ أعود وأتساءل أكثر عن معنى حدَّيثُها. قَدَّمت إلي سماعتها الأخرى،ولِقُصَّرِ الأسلاك وَضْعت رأسها تتكئ على ذراعي.
«بقدر ما أُحِبّ سَمَاعَ صوتُكَ كريس،لكن عليّكَ ألا تُتعِبه في الحدَّيثَ معي. إتفقنا؟».
تَسَلَّل هَمْسُها إلى مسامعي وهَمْهَمتُ بِهُدوءٍ بينما كُلّ ما كان يتَسَنَّمَ بالي،بأنّ الأغنية التي نَتسمعُ إليها صاخِبةٌ بشكلٍ مُبَالغًا بِه.
وبطريقة ما كانت تُشَوُّش على تَفَكُّيري بِمَنْ هُم حولي،وبِلَحظةٌ سَلاَّبة وجدتني إِبْتَسَمُ أيضًا هذهِ المرةُ بوجه الجميع كما تفعل هي.
«كريس إيُمكِنني سؤالك؟،لكن لا تَتَكَلَّمَ أُكتُبَ لي في هذا الدفتر. أُنَّظَرَ أنهُ أَخَّاذ أليس كذلك؟،أبتَعتُه صباحًا رفقة والدتي،قالت أنه يُشبِهُكَ».
ضَحِكت مُشيرة إلى الشَخْصِيّة الكرتونية التي كانت حقًا تُشَبُّهني نوعًا ما،هَزّيتُ رأسي إِتَّفَقَ معهما ريثما أضحَكُ كذلك.
مدّت نحوي الدفتر بعدَ أنّ كتبت شيئًا ما في مُحْتَوًاهُ. 'ما سبب إنفصالك عن غرايس؟'.
إِزْدَرَءتُ جَوْفي بِضَيِّق وقد لاحظت ذلك،لتعتذر سريعًا مني تُحَاوِل أنّ تُخَربِش على السؤال وتكتب آخر.
تنهدت اِنْتَزَعَهُ مِنْ يدها بِلُطْف وبدأت في الكتابة،لماذا يجبّ أنّ أحزن على أيّ حال؟،إنها جُزءًا مِنْ ماضيّ مُجْدَب.
أَعْطَيتُ ما بِقُدْرَتي مِنْ الحُبّ لأجلها إلى أنّ وصلت قَعْر الهَاوِيَة ولم يتبقى لي شيء لأُقَدِمَه بعد الأن.
لقد فَقَدتُ شخصًا لم يُحِبّني،لكنها خَسّرت شخصًا قد أحبّها.
'لم أكُن أنا،بل هي.
في غُرَّة تلقيّ العلاج كُنت في حالةٍ مُسْتَعْصةٌ جدًا،وكان مِنْ الطبيعي بأن تَشعُرَ بالخَوَّف لآجلي.ونظرًا لأن العَلاّمَات الرمادية تَسْتَغْرَقُ وقتًا أَطْوَل لتَتَحَوُّل إلى اللون الأزرق،أَيْنَعَ الثَّمَر وأَدْرَكتُ بتَرَوَّي عندها أنّ قَلْبُها النابض الذي أمتَلُّكتُه ذاتَ مرة،بات يدَقّ لشخص آخر.
وليس أيّ شخص،كان المُمَرِض الذي أَشْرَفَ على حاليّ'.
أنت تقرأ
(Don't)Stay || BANG.CHAN ✓
Short Story"لَمْ يَعُدْ هُنَالِك أَيَّ سَبَبُ لِلْبَقَاءِ،لَا أُرِيدُ أَنْ أَبْقَى". Cover by : @kimrossy12