| الحادي عشر مِنْ فبراير ٢٠٢٠ |.
الفَصل العاشر،"الْوَدَاعِ".
"وَدَاعُنا الْأَخِيرِ لَمْ يُقَال قَطّ".**
«لَكِنَّه أَخْبَرَنِي بِأَنَّهُ سَيَأْتِي!،لَقَدْ وَعَدَنِي وَأَنَا أَثِقُ بِه».
هَتَفَتْ بِحَاجِب مَعْقُود تَتَجَاهل كَلَامُ وَالِدِهَا الَّذِي يُخْبِرَهَا بِأَنَّهُ الْوَقْتُ الَّذِي يَجِبُ أَنْ تَدْخُلَ بِهِ إلَى غُرْفَةِ الْعَمَلِيَّاتِ،هِيَ لَنْ تَتَزَحْزَح لِأَيِّ مَكَان سِوَى عِنْدَمَا يَأْتِي وَيَقِف أَمَامَهَا!.
لَقَدْ أَخْبَرَهَا بِأَنَّهُ سَيَكُونُ مَعَهَا فِي هَذَا الْيَوْمِ،لِذَا سَتَنْتَظِرُه.
سَاعَة،سَاعَتَيْن،مَرَّتْ وَلَا تَزَالُ مُحَدِّقَة فِي هَاتَفها بِأَمَل بَيْنَمَا كَانَ قَلْبُهَا يَنْبِض بِسُرْعَة كُلَّمَا أَضَاءَ بأشعار،وَبِكُلِّ مَرَّةً لَمْ يَكُنْ هُوَ الْمُرْسَلُ شَعَرْت بِالْغَرَق تَدْرِيجِيًّا.
لَكِنَّهَا سَتَنْتظر،وَسَتَظَلُّ تَنْتَظِر.
لَقَدْ قَالَ بِأَنَّهُ سَيَأْتِي،وَسَيَأْتِي!.
انْفِصَالُهُمَا لَا يَعْنِي عَدَمَ حُضُورِهِ أَلَيْسَ كَذَلِكَ؟،ثُمَّ إنَّهُ يُكْرَهُ رُؤْيَتِهَا تَبْكِي لِذَلِكَ لَمْ تَفْعَلْ وَلَمْ تَحْزَنْ كَذَلِك.إنَّمَا رَسِمَتْ ابْتِسَامَةٌ كَبِيرَةٍ وَسَعِيدَة بِوَجْه وَالِدِهَا الَّذِي يُحَدِّق بِهَا بِأَلَم،أَوْمَئت إلَيْهِ تُخْبِرُهُ بِأَنَّهَا مُسْتَعِدَّة لِلتَّوَجُّهِ إلَى تِلْكَ الْغُرْفَةِ الْمُخِيفَة وَالْقَبِيحَة كَمَا قَالَتْ.
أَغْمَضْت عَيْنَاهَا بِبُطْء تَزْفِر الْهَوَاء بِهُدُوء،كَانَ السَّرِيرُ يَتَحَرَّك أَسْرَعَ مِنْ الْمُعْتَادِ وَنَبَّضات قَلْبُهَا تَضْعُف أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ.
تَوَقَّفَ قَلْبُهَا عَنْ الْعَمَلِ،وَفَشَل بِوَظِيفَتِه يَلْعَن انْتِهَائِه رَسْمِيًّا.
لَقَدْ أَعْطَى كَلَّمَتْه إلَيْهَا.
لَقَدْ وَعَدَّهَا،لَكِنَّه حُطِّم كُلُّ ذَلِكَ بِشَكْلٍ جَيِّد.
وَعَدَّهَا أَيْضًا بِأَنَّهُ لَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ،لَكِنَّهُ فَعَل.هُوَ بِبَسَاطَة كَانَ قَدْ اسْتَدَارَ وَتَرَكَهَا تَسْقُط بِدُونِه،لَقَدْ تَخَلَّى عَنْهَا.
وكَانَ أَوَّلُ مَنْ حَضّرَ جِنَازَتَهَا.
آخِرِ رِسَالَةِ نَصَّيْة الَّتِي أَرْسَلَهَا لَهَا بَعْدَ انْفِصَالِهِمَا مُبَاشَرَةً،لَا تَزَالُ مَوْجُودَةٌ فِي إشْعَارًاتِهَا غَيْرَ الْمَقْرُوءَة.
"أَتَمَنَّى إِلا أَرَى وَجْهِك مَرَّةً أُخْرَى".وَقَفَ هُنَاك بِعُيُون مُتَجَمِّدَة،يَرْتَجِف تَحْتَ الرِّيحِ وَهُمْس.
«أَبْقَي».
لَكِنَّهُ كَانَ قَدْ فَاتَ الْأَوَان بِالْفِعْل،وَلّا فَائِدَةٌ مِنْ قَوْلِ ذَلِكَ بَعْدَ الْانَ.
مَعَ هذا،هِيَ لَا يُمْكِنُهَا الذَّهَاب هَكَذَا!.
أَلَنْ تُسْتَمَع حَتَّى إلَى تَبْرِيرَه لِعَدَم مَجِيئِهِ؟،لَا يُمْكِنُهَا المُغَادَرَة وَهِي غَاضِبَة مِنْه!.«أَنَا أَسَفٌ عَلَى خَسَارتك».
لِمَاذَا يَسْتَمِرّ الْجَمِيعُ بِقَوْلِ ذَلِكَ لَهُ؟،هِيَ لَمْ تَذْهَبْ!. أَنَّهَا فَقَطْ غَاضِبَة مِنْه وَتَعَاقُبُه بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ،لَكِنَّهَا سَتَسْتَيْقَظ عَاجِلًا أَمْ أَجَلًا لَا يُمْكِنُهَا الْبَقَاءُ حَزِينَة مِنْه!.
«أَقْدَرُ مَا قَدَّمْتُهُ لَهَا يَا بُنِي،لَا تُلَمْ نَفْسَك!. وَصَدَّقَنِي حَتَّى لَوْ كُنْت نَجَحَت بِالتَّبَرُّعِ إلَيْهَا فِي قَلْبِك لَنْ تُقْبَلَ بِذَلِك،وَسِتِّخْتَار عَدَمُ الِإسْتِمْرَارِ أَيْضًا».
رَبَتْ وَالِدِهَا عَلَى كَتِفِه وَذَهَب،حَيْث كانت قَدْ هَدَأَتْ الْأُمُورُ بَعْدَ الْجِنَازَة بالفعل.
النَّاس وَإِلَّضَوْضَاء كُلُّهَا اخْتَفَتْ تَمَامًا،وَالْجَمِيع عَادَ إلَى مَا كَانَ يَفْعَلُهُ فِي السَّابِق.
وَلَكِنَّهُ،لَا يَسْتَطِيعُ ذَلِكَ.
لَمْ يَعُدْ هُنَالِك الْمَزِيدَ مِنْ الْوَضْعِ الطَّبِيعِيِّ. لَا شَيْءَ كَمَا كَانَ عَلَيْهِ الْانَ،وَلَنْ يَكُونَ كَذَلِكَ مَرَّةً أُخْرَى.لَقَدْ ذَهَبَتْ وَهِي غَاضِبَةٌ مِنْهُ،لَقَدْ قَتَلَهَا.
لَقَدْ قَتَلَهَا،قَدْ قَتِلَ عَشِيَّقتهُ.
لَقَدْ قَتَلَهَا!.لَمْ يَسَعْهُ بِأَنْ يَعْتَذِر،لَقَدْ غَادَرَتْ وَهُمَا مُتَشَاجِرَان،لَقَدْ غَادَرَتْ وَهِيَ تَظُنُّه تَرَكَهَا فِي مُنْتَصَفِ الْمَعْرَكَة.
لَقَدْ قَتَلَهَا!.
ظَنَّ أنها سَتَبْقَى عَلَى قَيْدِ الْحَيَاةِ،وَيَذْهَب هُوَ،إعْتَقَدَ بِأَنَّهُ لَنْ يحْتَاج أَبَدًا إلَى قَوْلِ وَدَاعًا.
لَكِنَّهُ الْانَ يَخِرَّ عَلَى رُكْبَتَيْهِ مُِنْهَارًا بِقَلْبٍ مُثْقَل وَعَيْنَان فَارِغَةً مِنْ الدُّمُوعِ وَحَتَّى الْحَيَاة،يتَوَسَّل بِضَعْف شَدِيد لِرُؤْيَة وَجْهِهَا مَرَّةً أُخْرَى.
أنت تقرأ
(Don't)Stay || BANG.CHAN ✓
Short Story"لَمْ يَعُدْ هُنَالِك أَيَّ سَبَبُ لِلْبَقَاءِ،لَا أُرِيدُ أَنْ أَبْقَى". Cover by : @kimrossy12