| السابع مِنْ ديسمبر ٢٠١٨ |.
الفصل الثالث،'أنا أدعكِ ترحلين'.
'غروب الشمس يبدو جميلاً،أليس كذلك؟'.[ "غروب الشمس يبدو جميلاً،أليس كذلك؟". هي طريقة لتشرح بها لشخص ما بأنك تُحبه،ولكنك ستدعه يرحل ].
**
أُريدكِ بأنّ تعلمي أنني سعيدٌ جدًا مِنْ أجلكِ،ولا أتمنى سوى الأفضل لك يا عزيزتي. ألا يبدو ذَلِك مُثيرًا للشفقة؟.
والحقيقة أنني لا أريد أنّ أعلم مَنْ أكون أنا بِدونك،الأمر صعبٌ للغاية. على الرُغمِ مِنْ كوني حَزْمتُ أمتعتي وكَبَّلَت قلبي؛ لأن هذهِ هي النهاية حقًا،لكن لا أريد أنّ أُغَادِر بدونكِ.
لقد كُنتِ تبدين مُذْهِلةٌ للغاية في هذا الفستان الأبيض الطويل،شفتيكِ الجميلتان المبتسمتان المطليتان بأحمر الشفاه الداكن،تبدو دائمًا وكأنها تعرف ماذا سيحدث بعد ذلك.
لم أستطع أنّ أُبقي عيني بعيدًا عنكِ وأنتِ تتجولين في الإرجاء تَفقُدًا للضيوف والإبتسامة مُشْرِقةٌ بوجهك وكأنكِ تملكين العالم بأسره بين يديكِ.
لقد كُنتِ ملكي،لكن الآن هُنالِك شخصًا آخر يطَوَّق خصرك.
أبتلعت جوفي ببطئ شديد وأنا آراكِ تقتربين مني برفقته،وقفتي أمامي وقُلتِ بإبتسامةٍ صغيرة.
«لقد أتيتَ حقًا كريس!،مِنْ الجيد بأنكَ بدأت حياتك أيضاً».
هتف ثِغرُكِ وأشرتي مُتَحدِثةٌ عن هارلين التي تقف في جانبي تَبَتسَّمُ لكِ بتوسع بريء،وتساءلت أكانت ستكون هذه ردة فعلها أنّ عَلِمت بفِعلتُك القذرة؟.
«أُدعى غرايس،تبدين جميلة!».
تحدث ثغرك بتَمَلُّق فارغ،ولا أعلم لماذا شعرت بالضيق أكثر بعد أنّ أجابتك هي بإِسْتِحْياء هامس،وبدأ عقلي ينبض بسؤالاً واحد "لِما لا تشعرين بالخجل مِنْ ذاتُكِ أيضاً؟،والأهم لِما لم أرى قُبحكِ الداخلي مِنْ قبل؟".
«إذًا،استمتعوا جيداً بالحفل».
أومئت برأسي بخفّةٍ ساخرة وعيناي تنظر إلى يدهِ المُمسّكَةٍ بخصرك بقُوَّة،وكأنه خائفٌ عليّكِ مني.
حاربت بألا أقف صارخًا كالمجنون وفقط تجاهلت وجودكما،ولأول مرةٍ بدأتُ في الشُرب.شربت،لأنني لا أريد الشعور بأيّ شيئًا بعدَ الآن،أريد فقط أنّ أرتشف حتى يختفي الألم.
لقد أَحَبّبتُكِ كثيرًا ولا أريد أنّ أُصَدِق بأنكِ أَحَبّبتِ شخصًا آخر،قُلتِ بأنكِ تُحبيني كثيرًا وحبنا سيظلّ دائمًا.
ما الذي حدث الأن؟.أَحْضَرتُ لكِِ ضوءَ الشمس في منتصف اللَّيل،لكنكِ فَضَّلتهِ عليّ.
حَلَّيتُ ماء البحر لعطشك،واستأجرت لك غُرْفَة القمر المتضائلة،وكخاسر جيد،أخترته عِوضًا عني.
مِنْ المؤلم أنني أُحبكِ كثيراً،وأنّ أتظاهر بأن كُلَّ شيء على ما يرام،لكن أنا الآن لقد انتهيت مِنْ حدائق زهورك التي لم تَكُن سوى سامة،وعلى الرُغمِ مِنْ جمالها الفَتَّان،ألا أنّ هنالك الكثير مَنْ اشتمها.
سَأدعُكِ ترحلين.
كان مِنْ المؤسف بأنني خلطتُ بين الحنان،والشفقة التي كُنتِ تنظرين بها إلي أحيانًا. سأحاول أنّ أنسى تِلك الخيانة،لا مزيد مِنْ الدموع أو الألم.
«ياه توقف!،لِما تشرب الأن ألا تهتم بمرضك ولو قليلاً؟».
تساءلت هارلين بِخَوَّف ويدها أمتدت لأخذِّ الكأس مني،كُنت قد تناسيت وجودها معي تمامًا. تَصَلَّبَت مُحَدِقًا بها لعدةِ ثوانٍ ريثما ثغرها كان يتحدث بِما لم أفهمه،فكنت مشغولاً بالتحديق بشفتيها الوردية.
كانت حَسْناء حقًا،بفستانها الأزرق،وعينيها السوداء،حتى شعرها المُنسَدِل بحريةٍ،لقد بدت فاتِنَة للغاية.
أبتلعت جوفي ببطئ وأزلت مُقلتايّ عنها سريعًا،كان عقلي صاخبًا وقلبي يتآكل ببطئ غير معقول في صدري. وكأن الهواء نفذ ولم يتبقى سوى أنفاسها التي تَهُبّ في وجهي تؤنبني،وبلحظةٍ ما لم أعي بها أيّ شيء.
أمسكت ذقنها بين كفاي وعانقت شفتاي خاصتها،ذهني المُمْتَلِئ بِكُلِّ شيء أصبح فارغًا. لم أكن أريد أنّ أفكر،أردت فقط أنّ أشعر فحسب.
فَصلتُ القبلة،لنلتقط أنفاسنا،أو رُبَما لإنهاء ما آل إليه الأمر.
على الرغم أنني لم أكن أريد أن ينتهي الأمر،مهما كان هذا أردت المزيد منه.لم يكن للأمر علاقة بالرغبة في أِستخدامُها كوسيلة أغاضة بعد الأن،إنما لقد ذَهبتُ إلى ما هو أبعد مِنْ تلك النقطة.
لا بد أنها شعرت بذلك أيضًا لأن نظراتنا لم تَدُم أكثر مِنْ ثانية أو اثنتين قبل أنّ تتصل شفاهنا مرةٌ أخرى،هذهِ المرة بإِلْحَاح شديد لدرجة أنني لم أستطع التنفس.
كان قلبي ينبض داخل قفصي الصدري،ويُهَدَّد في الاِنْبِجَاس مِنْ بين اضلعي في أيّ لحظة. كانت تجعلني عصبياً،لم يسبق لأيّ فتاة أنّ جعلتني أشعر بالتوتر مِنْ قبل،حتى غرايس لم تفعل.
«شهران كانت كافيةٌ بالفعل،لنتواعد».
أنت تقرأ
(Don't)Stay || BANG.CHAN ✓
Short Story"لَمْ يَعُدْ هُنَالِك أَيَّ سَبَبُ لِلْبَقَاءِ،لَا أُرِيدُ أَنْ أَبْقَى". Cover by : @kimrossy12