|7|

149 6 36
                                    

| العشرون مِنْ أُغسطس ٢٠١٩ |.
الفَصلُ السابِع،"الخَوْف".
"لن ننسى بعضنا البعض،أليس كذلك؟".

"لن ننسى بعضنا البعض،أليس كذلك؟"

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

**

إنحَنِيتُ إلى الخَلْفِ قَلِيلاً بينما جسدي إِلْتَصَق بخاصَّتِها،حَيّثُ كانت قد تَخَلّت عن سريرها بالفعل وآتت تَتَمَدُّد في جانبي.

سَقْطت خُصلَةٍ مِنْ شَّعْرُها على عَيْنَيها،كان يَبْدُو بها التَّعَب بالفعل.
لذلك تَنهدتُ وتَكَلَّمَتُ قائلاً:

«في بَعَّض الأَحْيَان لا يَبْدُو أنّ الأمر يَسْتَحَقّ العَنَاء،هل تَعَلَّمين؟».

رَفْعت رَأْسُها بِخفّةٍ نَحْوي تَمّسَحُ خَدُها بِذراعيّ كَالقِطّةُ الصَغِيرة،وسألت بِنَبرةٌ هادِئةٍ.

«ماذا تعني؟».

تَبَسَّمتُ وضَمّمتُها إلي أكثر أقَوْل مُسْتَرْسَلاً حدَّيثَي.

«الحَيَاة،العِلاج،كُلّ هذا لا يَسْتَحَقّ العَنَاء بالنِسْبَةُ لي. ولكن بَعدَ ذلِك أتَذَكُّرُكِ».

تَوَسَّعَت بَشَاشَةُ تَبَسُّم ثِغرها أكثر وتَمَكَّنَتُ مِنْ الإِحْسَاسُ بِها ضِدّ ذراعي،تحَشْر وَجهُها هُناك حتى تَوَرِّي خَجَلُها عني.

ضْحِكَتُ عليّها وأَمْسَكَتُ بِذقنها أجعلها تَنَّظُرَ إلي.

«أنتِ تجعليني أرَغَّبُ في العِيَّش هارلين».

كدت أنّ أتذمر،مُحَاوِلًا كَبْحُ يَأّسي،وتَوَجُّس فُؤَادي مَنْ أنّ تُفَلَّت أيّدينا يومًا ما. وأنا لستُ على تَأَهُّب لفُقْدانِها،ليس بعدَ أنّ وَجْدتُها.

لا أريد مُطْلَقَا التَوَقُّف عن النَّظَر إليها مِنْ هنا بهذا القُرْب مِنْ قلبي،لا أريد أنّ إِسْتَيْقَظُ ولا أجِدِها في جانبي تتَبَسَّم لي بتَهَلُّل كعادتها الظَريفةُ.

'هي لا تَزَالُ هنا كريس!'،حاولت أنّ أُطْمَئنَّ حالي لكن مع ذلك دَوَّى صَوَّتَي.

«أِبقيّ مَعي للأبَدِيَّة».

حَدَقتيّها تَرمُش بأَسًى الأن،تَصُدَّ دُموعِها في جَوْفِهُم وكَرِهّتُ ذاتي لأنني جعلتها تحزن هكذا.

«أنا أريد أنّ أسمَعُكِ تقولينها».

تَوَسَّلَتُ بضُعْفٍ أُمْعّنُ النَّظَرَ إليها،أومئت تُجَارِيني بينما تقول بتَأَكَّيد مُشَجَّع.

«أنا لن أذهب إلى أيّ مكان كريستوفر!،سأَبْقَى».

إِحَبُّها.
سيكون غريبًا أنّ أقول ذلك،صحيح؟.
لكنني أفعل!،أعَشَّقَها اليوم،هذا المساء،غداً،للأبد.

ولو كان مُمْكِن العِيَّش لألف عَامَّ أُخْرَى لَكُنت سأكون مِلَّكًا لها وَحدُها إلى الأبد،لو كان بِمَقْدِرَي أنّ أَحْيَا لألف حَيَاةٌ أُخْرَى،لَكُنت تَمَلُّكتُها في كُلّ واحدةٌ مِنهم.

«كُفَّ عَنْ تَفَحَّصي بهذهِ الطريقة».

عَبَّرَت أَثْناء لمسها لوجهي بأنامِلها الرقيقة،زفرت الهواء وأَغْمَضتُ مُقلتايّ بأرْيَحِيِّة قائلاً بَيَّن أنفاسي.

«مِثْلُ ماذا؟».

إِبتَسَّمت لي نِصْفُ إِبْتِسَامةٍ بسيطة،ريثما باتت أنامِلها عُلوّ جُفوني المُستَرخية أَسْفَلَ لمساتِها.

«كما لو أنني سَأتخفّي».

ثَبَّتُ حدقتايّ عليّها مُقَرَّبًّا وجهي مِنها أهَمْسُ مُقَابِل شفتيها بتَهَكُّم بائس،كِدتُ أنّ أفقدها قَبْل عِدَّة أَيَّام فقط!.

«حسنًا،هل أنتِ كذلك؟؛لأنهُ في المَرَّةِ الأخيرة-».

قاطعتني تُحَدَّقَ بي على نِطاقًا مُتَّسِع،تضع سبابتها على شفتاي تَمَنَّعني عن الكلام.

ولم أستطع مُحَارَبَة نفسي مِنْ أنّ أَخَّرَ بصري صَوَّبَ عينيها ثُمّ شفتيها والعودة تَارَةً أُخْرَى.

لم يَكُن هذا الشعور جديدًا عليّ،فقد قَبّلتُ العديد مِنْ الفتياتٌ مِنْ قبل؛لكنها كانت مُمَيَّزةٌ عن عَامَّةُ النِساء اللواتي عَرَّفَتَهُم طُوَال السبعة وعشرون عامًا.

«هل يُمكِنني؟».

سألتها بهدوء لِتَهُزَّ رأسها بالموافقة ردً عليّ،إنِجَرفت عَيّناي نَحُوِها وأنتهى الأمر بي بِتَقبيلها،في قُبْلَةٍ قَويّةٍ،ولم يَكُنْ هُنَالِك شيء لطيفٌ حولها.

أملتُ برأسي أُعَمق القُبْلَةٍ كما فعلت هي،وضغطتُ بِخَاصّتي بهدوء عليّها.

كانت شفتيهِا ناعمة ضديّ،إِبْتَلَعتُ كلماتِي ورمشت قليلاً قبل أنّ أبتعد بخفّة فقط لإمالةِ رأسي وتَقبِيلها مَرَّة ثانية.

قَرُبتُها مِني أكثر،أردت أنّ أُدخِلها في صدري وأَغْلَق عليّها.
تَدَّفَقَت كُلّ فِكْرَة في رأسي إلى لونًا أبيض نقِيّ،وهُشَّمَت تِلك القِطْعَةُ المُرتَعِشّةُ الأخيرة مِنٍ ضَبْط النفس تُعلِن إِنْتَهائِيّ.

حاولت التَنَحّي وفَصْل القُبْلَة،لكنني هَزّيتُ رأسي بالنفي أُرَدَّ ضَّم شفتايّ بِخاصَّتِها.

«لن أذهب إلى أيّ مكان،أعِدُكَ كريس».

(Don't)Stay || BANG.CHAN ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن