اقتباس

57 4 0
                                    

دلف'ياسر' إلى الشِّقَّة بخطوات متثاقلة فجرًا، وفتح 'ياسر' باب شقته وانقبضت عضلات وجهه بعدما رأى حالتها وتقدم بثقل شديد، ابتلع ريقه حينما رأها تجلس على المَقْعَد، وتقدم منها ليجد عيناها متورمة من كثرة البكاء ويحيط بهم اللون الأسود للكحل الذي فسد وحمرة شفتاها الممسوحة ولطخت ما يجاور فمها.زادت ضربات قلبه وأحس به يسقط من الهُوِيّة ريثما وجد أسدالها ممزق بجانبها لقد حدث ما لا يحمد عقباه حدث ما أراده وتم باعها وباع شرفه ومروءته معها تخلى عن دمائه الحارة وعن ما يثبت بأن رجل له كرامة...
قامت ووقفت قبالتها بوجه جامد لا يشبه أي ملمح من ملامح الحياة وجاهدت لتنطق حرف واحد فقالت:
"ليه؟"
بكلمة واحدة وسؤال مقتضب لخصت كل شيء...صمت وهو يطلع نحوها ...صمت ولُجم لسانه...وكأن أحد يكمم فاهاه ...
فأكملت هي بنفس الطريقة مكررة سؤالها:
"ليه؟ "
هبطت عند يده وأمسكتها وهي تقول بانكسار :
"يمكن هو بيكذب...أنت متعملش كده ...صح معملتش فيا كده ...مبعتنيش صح"

يجعلني أبكي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن