رجع 'ياسر' أخيرًا بعد أن اشترى العصائر المُكلف بها من 'ياسمين'من أجل الوليمة التي ستُقام على شرفه بعدما أحرجه زملاؤه في العمل بضرورتها من أجل ترقيته، نادى على زوجته وهو يضع الحقائب ويحل رابطة عنقه قائلًا:
"ياسمين أنا جيت."خرجت وساعديها مكشوفتين بعد أن شمرت عنهم رابطة شعرها بطريقة عشوائية وتربط عليه وشاح صغير، وتتلفح بملابس المطبخ على خصرها التي تحمل بقعة هنا وهناك من الطعام، نظر لها من رأسها حتى قدمها وتجعد جبينه وقال لها:
"أنتِ منظرك عامل كده ليه؟"كتمت غيظها، وقالت مبررة له:
"يا سلام يعني مش عارف؟! ما أنا محبوسة في المطبخ من الصبح عشان أخلص عزومة أصحابك."خلع عنه سترته وأكمل متجاهلًا ما قالت:
"طب أخلصي وقولي لي عايزاني أساعدك في ايه؟ "هزت قدمها في حركة عصبية، وقالت وهي تضع يدها على خصرها:
"اخلصي اسمها اخلصي؟! "سار من جانبها عابرًا لغرفته وقال بملل:
"ياسمين الناس على وصول أنا مش قادر اتخانق دلوقتي مفيش وقت يا حياتي والله خليينا نشوف هنعمل ايه عشان أنتِ تلحقي تلبسي وأنا كمان. "دلفت ورائه في هذه اللحظة والنيران تشتعل بجسدها من الغيظ منه فقالت بحنق:
"طب قولي تسلم ايدك يا حببتي، معلش تعبتك معايا اي حاجه."وقف قبالتها وقال مرددًا خلفها وهو يحاول التخلص من الموقف بأكمله:
"تسلم ايدك يا عمري، كتر خيرك يا حياتي."ثم تركها ودلف للحمام؛ ليغتسل...فتحركت هي في يأس وضيق من أسلوبه.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . . . .. .
تذكرت 'رحمة' حينما حاولت إقحام أبيها في الأمر وذهبت لغرفته بسرعة، ودقت الباب فيسمح لها بالدخول ...
كان يقف فى قبالة الخزنة التف إليها وفى يده سلاحه وقال:
"ايه يا رحمة يا حببتي عايزة حاجه."ابتلعت ريقها بعد أن رأت سلاحه وهدأ زلزالها فكرت قليلًا بعقلها...ماذا لو عرف أبيها أيقتلهم وتخسره...أم تخسره هو فقط فماذا إن لم يتحمل الموقف وسقط أمامها ...
اقترب منها وهو يرى دموعها...وقال:
"ايه يا حببتي بتعيطي ليه؟! لا لا أنا محبش أشوف الدموع ديه أبدا طول ما أنا عايش على وش الدنيا دموعك ديه ماتنزلش ..."اقترب منها وضمها لصدره ومسد على شعرها وقال:
"أوعي في يوم تبكي وأنا موجود..ثم أبعدها عنه وقال لها بحنو :
"تمام زي أمك كانت تجري عندي لما الدنيا تقسى عليها...

أنت تقرأ
يجعلني أبكي
Romanceظننت أن حبي لك هو أكبر نعمة في حياتي ولكن لم يكن سوى ألم وحزن شكل ندوب بي مواعيد النشر: يوم الأثنين والخميس