أطلق'أمجد' زفيره، وهو يقف ينتظر صاحب الورشة؛ ليجد عنده قطع للغيار المطلوبة لصديقه فقد قطع كل تلك المسافة لأنه قصده وطلب منه لذا قام يتطلع هنا وهناك وفضل عبور الطريق لسيارته لينتظره بها.
وفي تلك اللحظات كانت تشتري 'همس' لأمها الفاكهة كما وكلتها ثم انحنت لتلتقط من البائعة الأكياس، وتعطيها النقود ...والتفتت لتعبر الشارع فلمحت شاب يقف من بعيد ، وهو لا ينظر إلى مسار السيارات حتى لاحظت الحافلة التي تعبر الطريق ويفصلها بضع الأمتار تسوق بسرعة لا تلائم المكان الحافل بالمارة فأسرعت نحوه وحاولت أن تجذبه، ولكنها دفعته بدلًا من ذلك فسقط 'أمجد' ونظر حوله ليرى ماذا حدث بأنفاس لاهثة ليجد فتاة في مقتبل عمرها ترقد على الأرض ويزينها بقعة الدماء التي تخرج من رأسها والتفت حاولها المارة يضربون كفًا على كف...
. . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التف الجميع حول 'همس'وهي ملقاة على الأرض، وصاح صوت أحدهم بألم:
"لا حول ولا قوة إلا بالله."اقترح أحد المارة بنية سليمة:
"طب ما حد يشيلها يا جماعة نوديها على أي مستشفى هنقف نتفرج كده."تحدثت أحداهم بذعر قائلة:
"لا أوعى تعمل كده ليجلها شلل لو حد حركها غلط ولا حاجه أطلبوا الإسعاف وهي هتيجي تتصرف."وبعد قليل جاءت عربة الإسعاف، وحملوا 'همس'وأحضر سيارته في سرعة، وسار خلف عربة الإسعاف بعد أن سيطرت عليه مشاعر الامتنان لتلك الفتاة التي عرضت حياتها للخطر لكي تنقذه.
نظر للهاتف ووجد مكالمة فائتة من والدته فحاول الاتصال بها مرة أخرى، ولكن لا استجابه فغلق هاتفه وصب جم اهتمامه على مشهدها، وهي راقدة أمامه كالموتى ....
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
جلست في ضيافة المنزل قليلًا، وأخذت تنظر في هاتفها تتفحص رسائله، وتقلب فيه بحنق محاولة تناسي أن ميعاد زوجها من 'عز' يقترب ...حتى أطل أمامها شخص لا يناسب وجوده تلك الظروف بسماجته المعهودة، وكيف سيكون وخالته'فدوى' من أين قد تأتي له الرائحة الطيبة والأصل الكريم ابتسم بثقل وقال :
"ألف مبروك يا عروسة."تطلعت له من رأسه حتى أخمص قدمه بازدراء وقالت:
"الله يبارك فيك يا سامح."تنهد قائلًا قبل أن يكمل، وهو يلوح بيده:
"ولو أن كان نفسي أكون أنا."نظرت له بجدية، وجهزت الردود المختلفة لتوبيخه إن كان ما فهمته صحيح:
"تكون أنت أيه؟"أكمل لها بلؤم بعد أن تقوس فمه:
"أوزع أن دعوات الفرح مش أعرف زي الغريب وتتبعتلي دعوة."ثم حك مقدمة صدره وقال:
"بس ملحوقه متعوضه بإذن الله."قامت وسارت من جانبه، وأردفت بفتور:
"إن شاء الله عن أذنك."نظر لها بنظرة تفحصتها ولو أنها سهام لأخترقها كالخرقة ثم قال بتحسر :
"محظوظ طول عمره الواد عز ده أهو كوش على كل ده وَحْدَهُ اسمه عز وفي عز فعلًا."
أنت تقرأ
يجعلني أبكي
Romanceظننت أن حبي لك هو أكبر نعمة في حياتي ولكن لم يكن سوى ألم وحزن شكل ندوب بي مواعيد النشر: يوم الأثنين والخميس