الفصل التاسع

91 9 7
                                    

نزل 'ياسر' من سيارته بعد أن قام بركنها حتى وجد وجه بغيض يكره بالمرة أن يراه فقال له بوجه ممتعض :
"أنت ايه لجابك هنا؟"

نظر له 'سامح' ورد وهو يضحك ضحكه صفراء:
"وحشتني قولت اجي أشوفك."

انقض عليه 'ياسر' وأمسكه من تلابيبه وأردف بعنف:
"جاي لي تحت البيت ليه يلا ؟"

رفع حاجبيه وقال بنفس الابتسامة وهو ينزل يده من على سترته:
"أيدك بس التي شرت مكوي كده كسرته تعالى بقا أكويه ليا عند المدام."

أطلق زفيره بنفاذ صبر مخرجًا كلماته المُهينة له:
"أخلص أنا مش فاضي للنطاعة بتاعتك ديه."

وضع يده في خصره وقال:
"وماله أخشلك دوغري يا حبيبي فين الفلوس يا عنيا."

انفعل مرة أخرى، وقال له :
"فلوس أيه! أنت هتشتغلني؟ ولا هتخدها حلونه في سلونه؟ "

أطلق زفيره، وقال بنبرة تحمل التوبيخ الساخر بين طياتها:
"ليه كده يا ياسر يا حبيبي ليه ساكت على نفسك؟ قولت مية مرة تروح تكشف عشان الزهايمر العندك ده. "

أمسكه من تلابيبه مرة أخرى، وأظهر وجه الأخر قائلًا:
"بقولك أيه لا ميغركش العربية والبدلة ده أنا من أوسخ حته ممكن تتخيلها يعني أوديك وأجيبك يلا."

نظر ليده مرة أخرى،وأشاح ببصره بعيدًا وقال:
"تؤتؤ كده برضه يا ياسر."

ثم دفعه بعيدًا وأخرج مديته وفتحها وأشهرها في وجهه وقال بلهجة صارمة :
"إذا كنت أنت يا عنيا من أوسخ حته أنا ممكن أتخيليها أنا بقا من القاع فاتلم بقا ومتجيش عليا "

ثم ربت كتفه وقال :
"بص عشان أحنا حبايب وأصحاب هصبر عليك يومين "

ثم أمسك طرف المدية وحركه على صدغه بلطف كحركة تهديدية وأكمل بنبرة شائكة:
"بس بعد اليومين هتصرف وأنت عرفني غبي."

ثم أغلقها في سرعة وقال وهو يلوح له ويبتعد:
"سلام يا ياسورتي."

ركل الصخرة الموجودة أمامه في غضب وجاء له حارس العمارة:
"في حاجه يا بيه؟!"

نظر له وقال بتوبيخ:
"مفيش حاجه خليك في حالك."

رجع لسيارته مرة أخرى وجلس بها مطولًا يفكر في المصائب المتتابعة فوق رأسه الواحدة تلو الأخرى...

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ظلت 'فدوى' تجوب الغرفة ذهابًا وإيابًا من فرط حماستها لما حدث منذ قليل بين 'رحمة' و'عز' وأن الأمر وصل بينهم لحائط سد، وأوشك الأمر على الانتهاء فأمسكت هاتفها بسرعة، واتصلت بابن أختها قائلة بفرحة عارمة وصلت إليه من الهاتف:
"حبيب قلب خالتك."

يجعلني أبكي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن