١٤//♡ شــَّوق

24 4 169
                                    





١١ صـفر ١٤٤٥ ه‍ـ
••••

إذنـبها إم ذنـب قلبـيُ الذي إفرط بحـبها
إذنبها إم ذنـب عقـلي الذي فـاض بهـواها
إذنـبها إم ذنـب نفـسي التي تعـلقت بـها
إذنبـها إم ذنـب رُوحـي التي عـُجنت بـها
روُحـي التي يـُنازعها الشـوق ويعـتريـها الحـنين
لكـُل حرفاً إنبـثق منـها لكـُل صوتاً إنزلق منـها
لكـُل قهـقهة تـدحرجت من شـفاها لكـُل دمـعة هطلت من حـدقتيـها روُحـي التي سـُلبت منـي وما عاد لـي إمراً عليه تعصـيني وتتمـرد علي رغماً بأنها تـدرك وجـع ومـَر ما تفـعل إلا إنها تعـمد إلى تذكـيري بـها تعـمد إلى إحيائـها بداخلـي في كـُل لحـظة روُحـي التي خاضـت غمـار حرب مع ذاك الذي يصـورها بمخـيلته في كـُل حيـن ويعـرج إلى إعلانـي سقيـمـاً بـداء حـُبـها
متسـائلاً عن المذنـب باحثـاً عن الجـاني
سـاعياً للوقوف على إجـابـة سؤالـي
إمضـيت إواصـل عجـلة حيـاتـي.

••♡••



هدوء المكان وخلوة من الأصوات يبعث على الخوف والفزع دون إرادة إنارة الحجرة الكئيبة ورائحتها المملوءة بالأدوية والمعقمات تقبض القلب بياض الجدران وخلوهن من اللوان الزاهية الباعثة للحياة يصيب النفس بعدم الراحة والقلق المستمر طنين الإجهزة المرتبطة بجسدها والمراقبة لتطور حالتها الصحية تسلب روحه كلما رأهـن الأنابيب الممتدة على طول ذراعها والعاملة على إمدادها بالحياة وتشجعيها لتمسك فيها إكثر مع تلك الموضوعة بفتحة فمها الصغيـر إكثر ما تـنـهك قلبـه وتتعب رُوحه تُضيق النفس عليه وتجعله يستدعي الموت مراراً وتكراراً فقطِ للتخلص من رؤية هذا الكابوس الملازم لهُ منذِ حوالي شهرين حتى وإن إعتاد رؤيتها بهذا الشكل المريع الإليم إلا إنه لايزال يصعب عليه تقبل الأمر والإقتناع به وإن حاول التأقلم على الوضع والتسليم به إلا أنه لايزال يعاني من تلك المرارة التي تجتاح حلقه كلما ترصدتها عينيـه.

منظرها المدمـيُ لقلبه لاتزال تجهش عينيه بالبكاء فور رؤيتهن لجسدها الهزيل النحيـل المتمدد كالجثـة الهامدة لايفقه شيئاً عما يدور حوله يسعى يكافح ويجاهد لكي يضبط نفسه ليعود للواقع الذي لا بدّ من الأقرار به الواقع المفروض من قبل قلبـه المغرم ورُوحه الهائـم التي ترفض الإذعان والإستسلام لهذا الواقع بل تصـر على إضعافه وهزيمتـه في كل مرة رغماً عن محاولاته المستمرة وتحفيرة المتواصل كذلكُ تشجعيه وتقويـته لذاته ما إن يدخل لرؤيتها إلا إنه يعلم بقرارة نفسه إن الأمر سيـاِن ولن يتغير إلبـتة لطالما رفض وحاول منع الأذية من إن تطولها لطالما سعى وثابر لحمايـتها لطالما وخزه قلبـه لخدشاً يصيبـها كيف لهُ الآن أن يرضخ لهكذا واقع بكل بساطة كيف لهُ أن يسـلم بكل هذا كيف لهُ إن يـُقنع قلبـه بأن هذا المنظر بات إمراً مفروغ منه وانه لا بدّ من التعايش معه عاجلاً أو آجلاً كيف لهُ إن يفعل وهو للآن لم يقنع عقـله بكل ما حصل كيف الحال بمن يتخبط بصـدره ويذبـح كل ثانية لمنظرها المفطر للقـلب.

أني أتعثر فإقيمينيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن