تناقضات و هواجس

32 4 10
                                    

يوم جديد و ها نحن ذا نشهد عِنَاقًا آخر بين أشعة الشّمسِ و سُحُبِ السماء بعد فراق ليلة ، تَراقَصَت فيها نجوم لاَمِعاتٌ و تربع القمر في سمَاها نجما للحفلة طغى ضياءه على بريق كل الحضور.

استيقظت مبكرا على غير عادتي بل الأصح أني لم أنم أصلا فزائرتي شغلت كل تفكيري الليلة الماضية فكثير من التساؤلات دارت في خَلَدي حولها .. و أنا مدرك تماما أن لا جواب لها بالتأكيد إلا عندها سواء عن كينونتها أو عن الذي أرداها طريحة أمام عتبة بيتي.

و حتما  بعد أن تستيقظ هي مجبرة على فك شيفرات كل التساؤلات واحدة تلو الأخرى، فما الذي يضمن لي أنني لا أؤوي مختلة عقليا أو مطلوبة للعدالة أو ربما أسوء فمع عشرتي الطويلة بحظي الرائع لا يسعني إلا تخيل أسوء السيناريوهات.

جرتني دوامة هواجسي نحو قاع الشرود فلم  أنتبه حتى أنني أنهيت  إعداد الفطور سلمت يداي حقا ، علي الآن أن أصعد لإيقاظ الضيفة النائمة لتشاركني فيه.

_ يا آنسة هل تسمعينني استيقظي من فضلك لقد حل الصباح و علي الذهاب للعمل و لا يمكنني الذهاب قبل أن تتناولي إفطارك هلا استيقظتي رجاء

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

رحت أمدد كتل العضلات التي تملأ جسدي بعد أن أحسست بتصلبها  من تلك النومة العميقة التي حظيت بها يا له من احساس رائع لم أشعر به من قبل ، و كأنني بين أحضان غيمة ناعمة محلقة في السماء ، من المؤكد أنها الأفضل على الإطلاق.  لكن هناك  هذا الصوت المزعج و هو يعكر صفوتي حقا  كالغازات السامة المنبعثة من المصانع و السيارات يا إلهي رحمتك.

_ اصمت يا هذا أريد أن أنام كفاك ثرثرة أطفىء الأنوار و غادر المكان من فضلك و لا تنسى أن تغلق الباب خلفك.مهلا ماذا؟!!!!

أطلقت صرخة مدوية بعدها لملمت شتات نفسي الذي بعثره سبات الدببة القطبية خاصتي و قلت

_من أنت يا هذا ؟! و ما الذي أتى بي لهذا المكان .

_ هاه هل هذه مزحة أم ماذا ؟! يا لها من فتاة ألم تكن هادئة قبل قليل تطلب مني المغادرة؟! . اااه فهمت لابد أنها من ذلك النوع الذي ينسى اسمه عند الاستيقاظ من النوم ، يبدو أنني سأحظى بالكثير من المتعة .

لم أدري ما الحوار الذي يجريه داخله و الذي جعله يبتسم حتى اختفت عسليتيه

_ كف عن الابتسام يا هذا و أجبني هل قمت باختطافي؟ هل أسرك جمالي ؟هل ستقوم ببيعي في سوق العبيد ؟ أو هل يعقل أنك ستقوم بالتجارة بأعضائي؟!
أطلق ضحكة عالية مستمتعة و أردف بعد أن مسح بعض الدموع المزيفة

_  "لا، ربما نعم، أبدا " حقا ههههههه، مستحيل يا آنسة هدئي من روعك أنا لن أوؤذيك أبدا بل العكس فأنت من ستهشمين رأسي إن بقيتي تلوحين بالمزهرية هكذا ، ضعيها جانبا اتقاء لشر و بعدها سنتحدث .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 27 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

من أنا ؟؛حيث تعيش القصص. اكتشف الآن