47

140 8 0
                                    

- بس أنا مش عايزة اتجوز دلوقتي
- أنا زهقت من دلعك يا ريم، يعني إيه مش عايزة تتجوزي دلوقتي؟
- أنا مش بدلع، أنا بس خايفة، ومتوترة
- ‏اسمعي يا ريم، أنا أمي عايزة تفرح بيا، تأخير في الفرح اكتر من كده منك مش هوافق!
- أنت ليه مش عايز تفهمني؟
- ‏يا بنت الحلال إحنا بقالنا سنه مخطوبين، وأخواتي البنات كلهم اتجوزوا، ومفيش حد منهم قال أنا خايفة، ولا أنا متوترة، اشمعنا أنتِ؟
عيني زاغت بعيد عنه
- أنت عارف إن ليا أسبابي، قولت ليك عليها قبل كده، بس أنت مهتمتش بيها
- أنا كفاية عليا شغلي، وقرفه؛ مش فاضي أنا لشغل العيال بتاعك ده!
قلعت الدبلة من أيدي، وحطيتها على الطرابيزة قدامه
- مينفعش أكمل مع واحد مش بيهتم غير بنفسه وبس، لازم أحس معاك بالأمان، وده للأسف مش عندك
- ‏استني يا ريم، بعد كل ده عايزة تسبيني
خدت نفسي بهدوء
- وليد أنت بعد كل ده، وتقولي أنتِ اللي هتسبيني؛ أنت مش شايف إنك أنت اللي بتهدم كل حاجه، بعدم اهتمامك لمخاوفي، وفاكر إن الجواز ورقه مابينا؛ وخلاص
-يعني أنتِ اللي مش شايفه إنك بتأڤوري في الكلام
مقدرتش استحمل اكتر من كده و رديت عليه بعصبيه
- أنت حتى مكلفتش نفسك إنك تطمني، مع إنك عارف أسبابي، وعايزني في الاخر اتجوزك؟ عايز تفهمني إن بـ أسلوبك ده، بعد ما نتجوز هنقدر نكون عيله؟! ولا أنت فاكر لما يبقي عندك اطفال، هنعرف نربيهم بطريقه سويه
قطعني في الكلام
- أنتِ فاكره نفسك إن في حد هيتجوزك بعقليتك دي؟ أنا أصلًا مستحملك كده، لغايت دلوقتي عايز أشوف أخرك بس أنتِ شكل...
مقدرتش أستحمل كلامه اكتر من كده
- أنت جاي دلوقتي، وتقولي مستحملك! كفاية لحد كده يا وليد، وخلينا ننفصل بطريقة محترمة
وقبل ما أسمحله يرد عليا، خرجت من الكافية بسرعة، وأنا حاسة براحة غريبة وصلت لقلبي، ده غلطي من الأول إني استسلمت لتفكير ماما، في حاجة هتبني حياتي في المستقبل.
خرجت من تفكيري على لمسة أيد دافئه على كتفي، وصوت هادئ بيقول
- إيه إللي واخد عقلك مني يا ريم
اتنهدت بابتسامة
- عقلي كله ليك يا يونس
هز رأسه بتفهم، وقرب مني شوية
- أنا عارف إنك لما بتسرحي كده، بتفتكري اللي حصل من سنتين
بلعت ريقي بصعوبة، يونس الوحيد إللي بحس نفسي مكشوفة قدامه، يمكن علشان حسيت معاه بالأمان وأخيرًا؟
- أنا مكنتش بفكر في اللي فات، أنا بس كنت بفكر إن قد إيه عوض ربنا بيبقى أحلى بكتير، وليد كان تجربة في حياتي، والحمدلله لله إني بعدت عنه في الوقت الصح
رد بأسف
- كل ده حصل بسببي، لو مكنتش سافرت علشان اشتغل بره، كان زمانك ليا من زمان، ومكنتيش مريتي بالتجربة ديه
- ‏متقولش كده يا يونس، كل حاجة ربنا بيعملها لينا أكيد ليها سبب، وبعدين أنت نسيت إنك حبيب عيني ولا إيه؟!
باس أيدي بحب
- أنتِ عارفة إني صممت على كتب الكتاب علشان أسمع الكلام الحلو ده منك
ابتسمت وأنا بفتكر إللي حصل من كام شهر بس
- ريم أنتِ عارفة إن يونس إبن عمك محمد رجع من السفر امبارح
اتصدمت وقلبي دق بسرعة
- إزاي يعني يا ماما؟
- لأ وكمان هيستقر هنا خلاص
قولت مع نفسي بذهول
- يونس رجع
- أيوة يا ريم، رجع، أنا عارفة إنك بتحبي يونس إبن عمك من زمان، وقد إيه جسمك تعب لما هو سافر
نزلت دموع ماما بحزن، وهي بتكمل
- سامحيني يا ريم، أنا إللي خليتك تتخطبي لي وليد بالغصب، وكنت فاكره إنك كده هتنسي يونس، أنا مكنتش عايزة حاجة تربطنا بالعيلة ديه تاني
حسيت بألم في قلبي من الذكرى، وإني وافقت على وليد علشان ماما متزعلش، وإني كمان كنت زهقت من زنها كل شوية على وداني، وإنها كانت بتتخانق معايا كل شوية علشان أوافق عليه، ومع ذلك بوست رأسها وأنا بمسح دموعها
- إللي حصل حصل، خلاص يا ماما، تعرفي إني بحبك
خدتني في حضنها
- وأنا بحبك اكتر يا نور عيني
تاني يوم الصبح، سمعت صوت ماما بتتكلم مع حد برا، خرجت أشوف فيه إيه، لقيت يونس هو إللي قاعد مع ماما، وباين عليه التعب والعصبية، ماما قامت تدخل المطبخ وقالت
- تعالي يا ريم، ده يونس جاي يتطمن عليكِ، اقعدي معاه، عقبال لما أشوف حاجة في المطبخ
ضغطت على أيدي بشوق ليه، وصلني صوته
- شكلك مش مرحبه بيا هنا، ولا إيه يا ريم؟
أتكلمت بتوهان
- أنا بس اتصدمت، افتكرتك مش هترجع تاني
بصلي بإنتباه وقال بإستنكار
- إزاي يعني مش هرجع تاني، هو بابا مقالش ليكم إني راجع بعد سنتين؟
- لأ يا يونس، محدش قال
الغضب ظهر في صوته
- إزاي أنا قائل لي بابا، يقولكم، حتى هو قالي أتقدم ليكِ بعد لما أرجع من السفر
- ‏شكل عمي هو كمان مكنش موافق عليا
في الحقيقة مش ماما بس إللي مكنتش مش موافقة على يونس، لكن طلع كمان عمي هو كمان مش موافق، ممكن شايفني أقل من إني أبقى مرات إبنه الوحيد منعًا للمشاكل.
- أنا رجعت دلوقتي خلاص، ومفيش حاجة هتمنعني عنك
- أنت عارف إني اتخطبت قبل كده
عروق وشه ظهرت، ومع ذلك قال بلهفة وقوة
- اه بابا قالي، بس ده ميمنعش إنك ليا من زمان، وإن كنت أتأخرت زمان، فـ دلوقتي مش هستنى تاني، وأقولك إن يونس بيحب ريم.
صوت يونس رجعني تاني من تفكيري، في الحقيقة صوته بقى محتل قلبي، وعقلي من كتر التفكير
- لأ لأ، شكلي مش مسيطر خالص
ضحكت وأنا بقرصه من خده بهزار
- ده أنت مسيطر على قلبي من زمان، إيش عرفك أنت
زقني من أيدي
- بس يا بت أنتِ، أنتِ هتعلي عليا ولا إيه
- ‏ما هو بصراحة بعد الشيكولاته إللي أنت جبتها، وأنت جاي ديه، تستحق كل الكلام الحلو إللي بقوله ليك
- ‏اه يا إنتهازية، يا بتاعت المصلحة
بصتله بغرور
- ومصلحتي ومصلحتك إيه يعني، ما هم واحد!
- ‏كُلي بعقلي حلاوة، كُلي
رديت بحماس مفاجئ
- فاكر يا يونس، لما قولتلك أنا مش عايزة اتجوزك دلوقتي، عملت إيه ساعتها
- ‏ده اختبار مفاجئ للنكد، ولا إيه؟!
اتقلبت ملامحي لشر
- ليه، وأنت مش فاكر؛ ولا إيه
ضحك وخد قلبي معاه
- كل لحظة معاكِ، محفورة في قلبي
بصينا لبعض وأحنا بنسرح في موقف حصل من شهرين، هنا على نفس الكنبه في بيت ماما، كل حاجة زي ما هي، مفيش حاجه اتغيرت غير نفوس البشر، لكن الأماكن هى هى!!
- طبعًا أنتِ عارفة أنا جيت ليه النهارده
- ‏اه
- ‏طب وايه رأيك
صوتي طلع مبحوح شوية من كتر التوتر
- م...ممكن نأجل الموضوع شوية
- ‏على حسب راحتك يا ريم، ده جواز وعايز تفكير، بس ممكن أعرف ليه؟
بصتله بدموع، يونس الوحيد إللي بظهر على طبيعتي معاه؛ يمكن علشان هو من صغرنا وهو جمبي، اتعودت عليه، عنده حنان مش عند حد
- يونس هو أنت ممكن تسبني علشان أنا مش موافقه على الجواز دلوقتي
- ‏ايه الجنان ده يا ريم، أنا معاكي دائما، وفي ظهرك
سكت شوية بعدين كمل بهدوء
- ريم، هو أنتِ لسه متأثرة بموضوع والدك
اتنفضت من مكاني وبصتله بحرج وحزن، قام وقف قدامي، وفي عينه لمعة حزن عليا؛ وتوسل
- ريم هو أنتِ فاكرة علشان هو عمي، إني ممكن أعمل زيه معاكي؟
هزيت رأسي بـ لأ بسرعة
- أنت مش زيه يا يونس أنا عارفة، بس غصب عني بخاف من حياتي بعدين، العيب فيا أنا، ثقتي بنفسي ضاعت من ساعة لما بابا، طلق ماما واتجوز تاني من غير ما يفكر فيا، بعد ضرب واهانه ليا أنا وماما، وفي الآخر سابنا ومشي، إزاي سمح لنفسه إن الغريب هو إللي يصرف على بنته، وهو عايش
رد بقوة وحب
- متفكريش كده يا ريم، محدش غريب صرف عليكِ، ده عمك يعني دمك برده، أنتِ غالية أوي عندنا
ناديت عليه برعشة
- يونس
أبتسم بتفهم
- طب إيه رأيك ناخد الموضوع خطوة خطوة
- ‏ازاي يعني
- ‏يعني إحنا خلاص خلصنا من أول خطوة وهي الخطوبة؟
- ‏اه
- ‏نيجي بقى للخطوة التانيه وهى كتب الكتاب
كنت لسه هتكلم، لقيته رفع أيده بمعني استني وكمل
- وآخر خطوة هي الفرح، بس بعد لما أنتِ تكوني جاهزة
- ‏يعني أنا هفضل هنا في بيت ماما
- ‏اه لحد ما الخوف يختفي، وده إللي أنا هشتغل عليه إن شاء الله بس بعد كتب الكتاب
رجعنا إحنا الاتنين للواقع على صوت ماما جاي من المطبخ
- يلا يا حبايبي الغدا جاهز، مش كفاية حب في بعض يا عصافير، وتيجوا تساعدوني شوية
ضحك ومد أيده ليا
- يلا يا مانجا، بدل ما حماتي تيجي تطردني دلوقتي
مسكت أيده
- يلا يا من يحبك القلب
- ‏ده اسبونج بوب ده صح
بصتله بغيظ وهو بيضحك
- أنت يا عديم الرومانسية
سحبني للمطبخ وهو بيدندن بكلمات الأغنية المفضلة لينا
"طول عمرى بخاف من الحب وسيرة الحب وظلم الحب لكل أصحابه
وأعرف حكايات مليانه آهات ودموع وأنين والعاشقين دابوا ما تابوا
طول عمرى بقول لا أنا قد الشوق وليالى الشوق ولا قلبى قد عذابه
وقابلتك انت لقيتك بتغير كل حياتى
ما أعرفش إزاي انا حبيتك ما أعرفش إزاى ياحياتى
من همسة حب لقيتنى بحب وأدوب فى الحب وصبح وليل على بابه "

#نجاة_محمود

حواديت "القلب وما يهوى"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن