59

74 5 0
                                    

- يعني إيه مش هنسافر؟
- ...
- رد عليا يا ياسين، أنا بكلمك!
- هو أنتِ مش بتسمعي الكلام من أول مرة؟
- علشان إللي أنت بتقوله ده هزار بايخ
اتنهد بإتزان
- وأنا بقولك ياريت تصدقي الهزار البايخ ده، لأنه حقيقة، ومش هتتغير
دموعي نزلت بصمت
- بس أنا عايزة أشوف ماما، وحشتني يا ياسين
بلع ريقه، ونظراته بقت مهزوزة
- بس أنتِ كنتي لسه عندها من 8 شهور يا رحمة
بصيت في الأرض، بحاول اسيطر على أعصابي
- الكلام معاك مبقاش ليه فائدة يا ياسين
سيبته ودخلت الاوضة، بصيت على شنطة السفر بحزن، و هم احتل قلبي بعد ما كنت طايرة من الفرحة، رنيت على ماما علشان أعتذر إننا مش هنقدر نسافر ليها، مسحت دموعي، وحاولت أظهر صوتي إنه طبيعي على قد ما أقدر
- إحنا الحمدلله كويسين يا ماما، اه ياسين داخل عليه دور برد، وحرارته عالية
- يعني مش هتعرفي تحضري فرح مراد إبن عمتك؟
ظهرت الصدمة في صوتي، وأنا برد على جملة ماما
- فرح مراد مين؟ أنا معرفش حاجة
- إزاي بقى، ده أنا أتصلت على ياسين وعزمته، والحمد لله إن الفرح هيتعمل في الوقت إللي أنتِ بتزوريني فيه كل سنة
- شكلي أنا إللي نسيت إن ياسين قالي، معلشي يا ماما اعتذري لعمتي إننا مش هنقدر نحضر علشان ياسين تعبان جامد
قفلت مع ماما بعد خمس دقائق، خبيت وشي بأيدي بتعب نفسي بيتغط على روحي من جوا؛ الفاصل بينا اوضة وصالة، ولكن في الحقيقة بعد مكالمة ماما حسيت إن فيه فواصل في علاقتنا كتير لسه محتاجة تترمم!
قومت قفلت الباب، لاقيته لسه زي ما سيبته، قاعد وساند رأسه على مسند الكنبة، رميت بجسمي على السرير ونمت بحزن، بعد نص الليل حسيت بـ ياسين بياخدني في حضنه، باس رأسي، وطبطب على كتفي بشرود
- رحمة؛ أنا عارف إنك صاحية
مد أيده و ولع نور الأباجورة بإضاءة خفيفة جدًا
- طب مستعدة تسمعي أسبابي؟!
هزت رأسي المسندوة على كتفه، رديت بصوت متحشرج بسبب النوم
- أول مرة أحس إنك مش بتثق فيا يا ياسين
سكت ومردش على جملتي، كملت بوجع
- أنت عارف إن موضوعي أنا ومراد خلص من أربع سنين، وحبيتك أنت...عشقتك أنت؛ عرفت معني الحب، والحنان مع ياسين، مراد كان إعجاب واختفى في سن المراهقة، مش ذنبي إنك كنت جارنا وفهمت الموضوع بطريقة غلط
أيده اتنقلت لشعري، غمضت عيني بقوة، اتنهد المرة ديه بتقل وضربات قلبه مش منتظمة تحت رأسي
- أنا موجوع، صدقيني كنت بحاول أنسى، لكن قلبي وعقلي متمسكين بالذكرة ديه، أنا عارف إن مراد كان إعجاب، بس أنا بغير على قطعة من قلبي، لما سمعت من مامتك إن فرح مراد هيتعمل في نفس الوقت إللي هنسافر فيه ليهم، دمـ.ي فار، وقلبي وجعني، وخوفت على علاقتنا لتتأثر، وإن إعجاب المراهقة يرجع من تاني، مع إننا في بلد غير البلد
- ده اسمه عدم ثقة في حبنا يا ياسين
رد بلهفة، وخوف ظاهر
- ده إسمه غيرة، وحب كبير، إسمه إن قلبي دائماً خايف، ومش مصدق إنك بقيتي ليا يا رحمة، فكرة إني كنت جارك الأكبر منك بسبع سنين، وكنت أسمع أمي وهي بتتكلم مع أمك ويقولوا إنك معجبة بمراد وانكم لبعض مش عايزة تفارق خيالي، حسي بيا رحمة، حسي بوجعي
رفعت رأسي، واحتويت وشه بين كفوفي بحنان، وعشق بيكبر لـ ياسين بطريقة مكنتش أتوقعها
- حقك على قلبي من الوجع يا ياسين، أنا بحبك أنت، أنت حب حياتي، وعوض ربنا ليا، أنا لما حبيت حبيتك أنت، قلبي أول مرة يدق كان ليك أنت، مراد كان ذكريات طفولة وانتهت
ظهرت الفرحة على وشه بطريقة جمعت الدموع في عيوني من تاني
- لو عايزانا نحضر الفرح أنا معنديش مانع، أنا أسف إن تصرفي كان أناني شوية
أكتر صفة بتميز ياسين إنه حنين، وبيحتويني! ولما بيحس إنه زعلني في حاجة مش بيتردد لحظة إنه يعتذر، قلبي كل شوية يقولي هو ياسين وكفى!
- إحنا ممكن نسافر أي مكان تاني، ونقضي وقت أحلى فيه لوحدنا
- يعني أنتِ مش زعلانة بجد؟
ابتسمت في وشه، وأنا بلعب في شعره بفرحة
- إزاي يجيلي قلب أزعل من قلبي إللي هو أنت على فكرة، وبعدين أنا نفسي، أنا وأنت نروح مكان مختلف لوحدنا، ونعمل ذكريات جديدة بعيد عن الناس كلها
- مغلطش قلبي لما وقع في حبك يا رحمة.

"الحب بان في عيوني .. وايديا تقول خبوني
من شوقها للمس ايديك
والدنيا تبقى أنا وأنت...
ولا بسأل فين أو أمتى
طول ما أنا في حضن عينيك"
#نجاة_محمود

حواديت "القلب وما يهوى"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن