- وصلتوا ولا لسه يا حبيبتي؟
- وصلنا، بس اتسـ.رقـ.نا يا ماما
…………………………
- إحنا رايحين فين كده؟
- لاقيت شقة سعرها حنين، وهنروح نشوفها دلوقتي
- يعني مضمونة، ولا يومين المصيف كده باظوا!
مردش عليا، وكمل سواقة العربية، دخلنا في شارع ضيق نوعاً ما، وشكل البيوت فيه قديمة، قلبي اتقبض أول ما دخلنا الشارع، لكن متكلمتش لأن الوضع مش مستحمل أي قلق، بعد إللي حصل من كام ساعة، وإحنا على طريق اسكندرية الصحراوي.
قبل أربع ساعات:
- فيه إستراحة هنلاقيها بعد كام دقيقة، تقدري تنزلي، وتجيبي أكل من هناك لأنك جعانة
- مش عارفة إزاي نسيت الشنطة إللي فيها الأكل في البيت، أنا آسفة يا مراد
وقف العربية قدام الإستراحة، وبصلي بهدوء
- ولا يهمك يا بسملة عادي بتحصل في أحسن العائلات
نزلنا من العربية، ومراد نسي يقفل باب العربية بالمفتاح، ولما رجعنا لاقينا أبواب العربية كلها مفتوحة، ومحفظة مراد وشنطتي مش موجودين، والحمدلله إني خدت التليفون بتاعي معايا، ومراد كمان خد تليفونه معاه هو والفيزا كارت.
عودة للوقت الحالي:
مراد أتكلم مع السمسار إللي كان شكله غريب، وصوته تخين، اتفقوا على السعر إللي كان قليل جداً خصوصاً إن إحنا في موسم مصيف وكده، والأسعار بتبقى نـ.ار، لكن مهتمتش أوي، وقولت عادي يمكن ربنا عالم بينا، واننا اتسـ.رقنـ.ا؛ طلعنا الشقة كانت كبيرة على عكس إن العمارة من برا أصلا تبان إنها صغيرة، شقة نضيفة وجميلة، مفيهاش غلطة
- مراد هو إزاي الشقة ديه جميلة كده؟
ساب الشنطة الوحيدة إللي فضلت معانا بعد ما اتسرقنا على الأرض
- بسملة بلاش هرمونات النكد بتاعتك تطلع دلوقتي، خلينا نتبسط
اتنهدت بخنقة، وعيوني بتتنقل في الشقة بتوتر، مراد خدني في حضنه لما حس إني قلقانة
- مالك يا زوجتي يا قرة عيني
ضحكت على جملته إللي دائما بيحاول يضحكني بيها لما يقولها
- صدقني مش عارفة، بس من ساعة ما دخلت الشقة ديه، وأنا قلبي مقبوض بشكل غريب
- اه ديه الحاسة السادسة إللي عند كل الستات صح
- عمري قولت حاجة، وطلعت غلط يا مراد
- إنتي قلب مراد وعمره كله، هما يومين هنصيف فيهم في إسكندرية، ومتخافيش أنا معاكي
بعد شوية قررنا ننزل نجيب أكل علشان جعانين، قبل ما أنزل فتحت التليفزيون على قناة المجد للقرآن الكريم، ونزلنا اشترينا بيتزا، ورجعنا بعد حوالي ساعة ونص، وقبل ما أفتح باب الشقة سمعنا صوت أغاني عالي واصل في العمارة كلها
- ده مين إللي مشغل الأغاني بصوت عالي كده؟
- تلاقيهم الجيران عندهم عيد ميلاد أو فرح مثلاً، يلا يا بسملة افتحي الباب
فتحت الباب ودخلت الشقة، ومراد دخل ورايا، الصوت بقى أعلى، واتصدمت لما شوفت التلفزيون شغال على قناة المولد بتاعت الأغاني، جريت وأنا بصرخ برعب، ومسكت في أيد مراد إللي مش فاهم حاجة، وانكمشت على نفسي
- م...مراد! مراد أنا كنت مشغلة قناة القرآن قبل ما أنزل
حاول مراد يهدي فيا، مسك وشي بأيده بهدوء وحب
- تلاقيكي اتلغبطتي يا بسملة، متخافيش
فقدت أعصابي من بروده، وبعدت أيده عن وشي بعصبية
- بقولك شغلت القرآن قبل ما ننزل يا مراد، ومن الأول، وأنا بقولك إني مش مستريحة للشقة ديه
حاول مراد يلطف الجو شوية
- ده إيه العـ.فريـ.ت الفرفوش ده
عدى أول يوم في الشقة وأنا خايفة، ومراد بيقولي إنها تخيلات من دماغي مش أكتر، بسبب قصص الرعـ.ب إللي بقرأها دائما، وإنها إللي خلت خيالي واسع كده، ودائما بفكر في العـ.فاريـ.ت، الساعة 8 الصبح نزلنا الشاطئ، ورجعنا الشقة على الساعة 6 بالليل، أنا نمت من التعب، لكن مراد فضل صاحي، حسيت بحد بيهزني من كتفي، فتحت عيني لاقيته مراد واقف متوتر
- بسملة أنا مش لاقي شنطة الهدوم بتاعتنا، وفيه أصوات طالعة من البلكونة لكن مفيش حد جوا، والشارع برده فاضي
نطيت من على السرير، وأنا رجلي بتترعش
- علشان تصدقني لما أقولك إن الشقة ديه مـ.سـ.كونـة
باب الاوضة اتقفل جامد، واللمبة فضلت تنور وتطفي بطريقة هتوقف قلبي، مراد كان أكتر تماسك مني، وشدني من أيدي علشان أقف جمبه، وفتح باب الاوضة، وخرجنا الصالة، غمضت عيني بخوف وعيطت
- أهدي يا بسملة، هو أنا قولتلك علشان تخافي، وتعيطي بالشكل ده!
دفنت رأسي في كتفه بخضة، لما سمعنا صوت بشع طالع من البلكونة وصراخ عالي، والكراسي إللي في البلكونة بتتحرك، لاقيت مراد بيلبسني الطرحة والفستان بسرعة، وجري بيا على باب الشقة فتحه ونزلنا نجري في الشارع، لحد لما خرجنا من الشارع الضيق إللي فيه العمارة، وقفنا جمب محل عصير بناخد نفسنا بالعافية، وكل حاجة حصلت بلمح البصر
- عربيتك جوا تحت العمارة يا مراد
- أنتِ بتفكري في إيه، ولا إيه يا بسملة، اسكتي
قعدت على الرصيف، وأنا من الخوف مش عارفة بقول إيه، مش مصدقة إننا طلعنا من الشقة بسلام
- أنا هتصل بـ حسن
- ليه؟!
- هو إللي اقترح عليا السمسار إللي أجرنا منه الشقة
والحمدلله إن تليفون مراد كان في جيبه، لاقيته بيكلم صاحبه حسن بعصبية كبيرة، بيلف حوالين نفسه في الشارع
- إزاي يعني يا حسن؟ هو مش أنت كلمته وقولتله يشوفلنا شقة حلوة، كنا هنـ.مـ.وت بسببك أنت والسمسار يا حسن، أقفل... أقفل
وشي لونه بقى أصفر من الخوف، وقولت بصوت طالع بالعافية من كتر الرعـ.ب
- حصل إيه يا مراد؟
لاقيت مراد انفجر في وشي بعصبية، بيحرك أيده في الهواء
- الغبي إللي إسمه حسن، لما قولتله على رقم العمارة والشقة، قالي إن الشقة ديه أصلا صاحبتها انـ.تـ.حـ.رت من البلكونة، لما اكتشفت إن جوزها بيخـ.ونـ.ها،وسـ.رق منها كل فلوسها والدهب بتاعها، وإن السمسار علشان شاف إننا منعرفش حكاية الشقة، راح قال إما استفيد بالفلوس منهم، وآجرها ليهم
شهقت بخضة، وأيدي على شفايفي من الخوف
- يعني أنا كنت قاعدة في شقة مـ.سكـ.ونة، أنا مش عايزة أسافر تاني، يلا نرجع بيتنا بسرعة.
#نجاة_محمود
