هدأت سدرا و ظلت يسرا معها الي أن غفت مرة اخري نظرة لها بشفقة و هي تملس علي خصلاتها : بسم الله ..صعبانة عليا اوي
رد عيسي بهدوء : يلا يا ماما عشان تنامي انتي كمان الصبح قرب يطلع
اومأت له و هي تنهض اغلق الباب خلفه و دلف لغرفته
جلس علي الكرسي العريض و ارجع رأسه للخلف و هو يتذكر ما حدث قبل حوالي سنتين
دلف عيسي الي غرفة عاصم بعد أن طرق الباب العريض عدة طرقات ثم دلف له بغرفة المكتب جلس عاصم و هو يتنهد بالهم ف جلس عيسي أمامه بصمت قبل أن يتنحنح : ايه يا عاصم بيه مالك
ابتسم عاصم بهدوء : تعرف يا عيسي لو كنت هتمني يبقي ليا ابن او اخ صغير
رفع عيسي عينه بأهتمام
ليقطع عاصم فضوله و هو يردف : كنت هتمني يبقي زيك كدا في كل حاجة
ابتسمت عيسي و هو يردد : مش هقول اعتبرني ابنك عشان مكبركش اعتبرني اخوك
اردف عاصم بفخر : من يوم ما استأمنتك علي املاكي واتحملت انك تديرها فوق شغلك وانا مش عارف اشكرك ازاي
رد عيسي بعتاب : طب لي الكلام دا هتشكرني علي ايه بس..!
: انت جدع يا عيسي
رد عيسي بأحترام : حضرتك كنت بتدربني في المعسكرات و في أصعب ايام حياتي و عمري ما هنسي اي مرة كنت في ضهري فيها زي والدي
ابتسم عاصم وهو يبتسم : ناصف عرف يربي فعلاً ربنا يحرسك يا عيسي
: و يخليك يا عاصم بيه
صمت عاصم لثواني و هو يردد : قولي يا عيسي انت لي سبت الجيش ..؟
زم عيسي فمه : مرض جدتي و سفر والدي و العيلة كان هيخلي المسئولية كبيرة غير كدا انا مسبتوش انا خدت اجازة طويلة شوية
ابتسم عاصم بتألم: تعرف يا عيسي احلي شئ انك تسيب الشغل دا
عقد حاجبه بأستغراب : لي ..!؟
رد بشرود : عشان شغلنا غدار مفيهوش امان و المخلص بيقدم روحه قبل منه ..و كل مرة هتخرج.برا بيتك هتبقي مش عارف راجع و لا لا
اوما عيسي بتفهم ليردف عاصم : انا محتاج منك شئ معرفش هتتقبله و لا ..!
رد بصدق : انا تحت امرك طبعا
اردف بهدوء : بص يا عيسي انا جايلي مهمة برا عشان جماعة من الإرهاب و تجارة الأطفال و في نفس الوقت جالي تهديدات كتير علي سدرا
نظر بأهتمام : و بعدين..؟
اكمل بجدية: انت عارف ان سدرا ملهاش غيري في الدنيا و والدة والدتها وخالها برا و من يوم ما اتوفيت ماما سدرا و القواضي اللي رفعناها علي الحضانة بتاعتها وحصل بينا مشاكل
اوما لها في اهتمام شديد
: خايف يا عيسي اسافر و اسيبها ازاي لوحدها دي اول مرة مبقاش عارف هقعد اد ايه او اظبطلها اومورها العدد بتاع مجموعة الإرهابين دول أصبح لا حصر له ومعنديش غيرك اثق في
حك ذقنه و هو يردف : طب انا ممكن اساعدك بأيه مثلاً اي حاجة تقولها
بصوت ثقيل : عايزك تتجوز سدرا و تبقي في امانتك لحد ما ارجع بإذن الله وانا عارف انك قد الامانة
نظر عيسي لثواني بذهول يستوعب ثم اردف بهدوء نسبي : هي مش سدرا لسا في ثانوي..!
اومأ له و هو يردد : ايوا بس يبقي جواز كدا و انت توثقه اول ما تم ال١٨ لحد ما ارجع انا مقدرش اسيبها لحد تاني اخاف يأذوها
مسح عيسي وجهه و هو يردف : انا معنديش مانع و هتبقي في حمايتي و امانتي بس هي هتقبل
رد عاصم بصوت حزين : هتكلم معاها واقنعها مش هعرف اعمل غير كدا عشان ابقي مطمن عليها
: طيب انت شوف الامور و ظبطها وانا موجود اهو في اي وقت
اومأ له و هو يردد : مش عارف يا عيسي اشكرك ازاي
: مفيش اي شكر طبعا يا عاصم بيه
...
عاد من شروده علي صوت هاتفه ثم شرد في اليوم الذي قرروا فيه كتب الكتاب
جلس عاصم و ابنته و عيسي نظر عيسي علي سدرا المتشبتة بحضن والدها و هي تبكي بقوة فائقة الجمال بخصلاتها الداكنة وبشرتها البيضاء الوردية و كل شئ بها نهر نفسه عن النظر لها
ربت عاصم علي ظهرها بحنان : بس بقا يا سدرا اهدي يا بابا
ردت بدموع : بابا متسبنيش عشان خاطري خدني معاك بقا لو بتحبني
قبل رأسها بحنان : عشان خاطر بابا متخلنيش امشي وانا قلقان عليكي يا سيدو مش انتي بتحبي بابا
اومأت بحركات متتالية خلف بعضها
ليزيد من ضمها مردفاً بمزاح مصطنع : جبتلك كمانجا جديدة بدل القديمة
ابتسمت بدموع : انا عايزاك انت دايما معايا
رد بتساؤل : طب ارجع الكامنجا خلاص
نفت ببراءة و هي تنظر له بطفولة : لا عايزاك انت و الكمانجا الاتنين
ملس علي خصلاتها و هو يردد : بصي يا سدرا عيسي بقا جوزك دلوقت
رفعت نظرها و هي تنتظر تكملة حديثه
ليكمل بأبتسامة بسيطة : عايزك تفضلي معاه لحد ما ارجع و تسمعي الكلام انا عارف تربية بنتي حبيبتي و هتحافظي علي نفسك كويس و تجيبي مجموع تدخلي الكلية اللي كان نفسك فيها
عقدت حاجبها بتساؤل : لي يا بابا انت هتقعك اد ايه مش انت قولة مش هتتأخر
رد وهو يتهرب : اها اها هم شهرين أو تلاتة
زمة فمها بعبوس : طب لي بتقول كدا
ابتسم بتصنع: عشان ابقي معرفك تعملي ايه عيسي هو مكاني دلوقت اي حاجة تحتاجيها او تعوزيها قوليها لي هو ..هو هيكون معاكي الفترة دي و تركزي في دراستك و متضعفيش يا سدرا في يوم من الايام خليكي قوية يا حبيبتي دايماً واضحكي دايماً اتفقنا
وضعا رأسها علي صدره : اتفقنا
ابتعد برفق و هو يردد : يلا قومي هاتي هدومك و حاجتك و اللابتوب بتاعك و الكمانجا و كل الأساسيات بتاعتي
اومأت بوجهه حزين و عابس و هي تودع منزلهم بأعين تبكي بينما هو اشاح وجهه
ما أن صعدت لغرفتها و فتحت غرفتها و اغلقتها خلفها
نظر عاصم الي عيسي برجاء: عيسي سدرا امانة ف رقبتك و لو جرالي حاجة خليها تحت جناحك و احميها من اي حاجة وحياة السنين اللي ما بينا حافظ عليها
رد بتأكييد و صدق : متقلقش في اماني و حماتي
اردف بهدوء : عايزك تطول بالك عليها في اي حاجة و تعاملها براحة
اومأ له قبل أن تنزل هي ببكاء ليمد عاصم يدها و يشدها في حضنه: عشان خاطري عياط لا
جففت وجهها و ذهبت مغ عيسي كما امرها بالظبط
..
فاق من شروده مرة اخري ليحاول أن ينام مرة اخري بعد ان جافة النوم عينيه
..
علي السفرة صباحاً وضعت يسرا الكوب من يدها بحدة بسبب نظرات و جدال كنزي و سدرا الغير متناهي ابداً ضجرت و ضجر الجميع من تلك المناقشات الحادة و لم يجتموا بعد سوا يومان
كانت سدرا تمسك علبة زبدة الفول السوداني بأحكام و بيدها الثانية تمسك الخبز الأبيض المفروض عليه و تأكل
بينما كتفت كنزي يدها أمام صدرها و لم تفطر اردفت يسرا بتساؤل : ما تاكلي يا كنزي
نظرة كنزي لسدرا بضيق : لما تسيب العلبة دي عايزة اعمل منها سندوتش
لترد سدرا بعناد : لا دي بتاعتي و عيسي بيجبهالي انا
ردت كنزي بحنق وضيق : يعني مش فاهمة هتاكليها كلها يعني..!
ردت بتريقة : هتاكليها كلها يعني
اردفت كنزي بحدة : علي فكرة مبهزرش
تعصبت سدرا وردت بتشنج : تهزري متهزريش براحتك و برضوا مش هتاكلي منها مش بتاعتك
تأففت كنزي مرددة : علي فكرة اخويا اللي جايبها
لترد سدرا بعناد : جايبهالي انا و بيجبها دايما ليا برضوا اهو اسألي
: بس بقااا انتيي و هي الله ...
كانت تلك صيحة ناصف الغاضبة من ذلك الشجار الذي نشب منذ الصباح
لتردف نازج بلطف لسدرا : سدرا معلش اديها العلبة خليكم حلوين يا بنات
لترد سدرا : دي علبتي و عيسي جايبهالي مش من هنا
: تهاني
كانت تلك صيحة عيسي العالية
لتأتي ركضاُ و هي ترد عليه بأدب : نعم يا عيسي بيه
اردف بتعسف : هاتي علبة من الزبدة اللي بجيبها واديها لكنزي
انتفضت سدرا بغضب وتركت الفطار و ذهبت لغرفتها
اردفت يسرا و هي تنهر كنزي : ايه يا كنزي عيلة صغيرة انتي يعني لو مخدتيش منها هيجري ايه
لترد بعناد لين : يا ماما علي فكرا هي اللي بتعاندني مفيهاش حاجة لو هي اللي سابت العلبة و طلع في تاني اهو
لترد يسرا بعقلانية : يا حبيبتي البنت معانا لوحدها و باباها مش موجود يعني راعي النقطة دي
نهض عيسي بهدوء و صعد بخطوات متناسقة و فتح باب الغرفة وجدها تجلس بغضب و ضيق و تلك الدموع..!
اقترب و جلس بجانبها : سدرا
نظرت له بضيق : نعم
رد بحدة : اتكلمي كويس
اومأت بدموع ف مد انامله و مسحها برفق و صوته لايزال جامد : هاجبلك علب كتير انا مسافر انهاردة و هرجع الصبح بس مينفعش كدا
نفت بدموع : انت كدا خليتها هي تبقي مبسوطة و زعلتني انا
رد بهدوء : طيب تعالي يلا انزلي معايا و مضايقيش نفسك و هجبلك بليل حاجة احسن من كدا
نظرة بفضول : هتجبلي ايه..!
حك أنفه و هو يردد : بعدين هتشوفي
وقفة بعبوس : بس متجبلهاش معايا و لو جبتلها مش هاخدها و هفضل زعلانة
اومأ لها و هو يردد : طيب يلا بقا عشان تنزلي تكملي فطار و تروحي الجامعة
: حاضر بس انا معنديش حاجة انهاردة
نهضت خلفه و نزلت معه و هي تدلل جلست و نظرة لكنزي بضيق ونفور و اشاحت وجهها الجهه الاخري
....
دلف حامي غرفة شهد وجدها لاتزال نائمة نظر بغيظ اغلق الباب و هو يردف : قوومي
انتفضت علي صوته : في ايه
جلب كرسي و وضعه بحدة و قسوة أمامها جلس و مد قدمه أمامه سند رأسه علي الكرسي من الخلف و اغمض عينيه ظل هكذا دقائق بصمت مرير
اما عن تلك المسكينة تكاد قلبها أن يتوقف من فرط خوفه عروقة النافرة من رقبته و وجهه الجامد كل شى يثير خوفها هي ادري انسانة بغضبه
اردفت بصوت متلجلجل : ح..حامي
لم تجد اي اجابه منه لم يقبلها سوا الصمت المميت كادت آن تبكي و انكمشت معدتها
اردفت بصوت باكي : حامي لو سمحت رد عليا انت سامعني مبتردش لي
فتح سوداويته بجمود : سامعك
فركت يدها و جلست علي ركبتها أمامه ف أصبح مواجهه له : انا مقصدتش يا حامي
انتفض وجلس أمامها و امسكها من يدها بقوة : متقصديش أيه هااا ..! متقصديش تتسحبي ببنتي في انصاص الليالي ..!
اردفت ببكاء و هي تنظر له : لا مش قصدي اني كنت أعمل كدا وانت عارف كويس كدا و عا..
صرخ بتهجم و غضب و هو يهزها بقوة : لاا مش عارف عارفة كان ايه احساسي و انا بدور زي المجنون علي انكم اتأذتم
حاولت التملص و هي تردد : افهم ا..
قاطع حديثها و هي يردف بجمود :
مش عايز افهم حاجة خالص كان منظري ايه و الأمن بيقولي تعالي شوف التسجيلات و انتي شايلة شنطة هدوم و بتجرجري البنت واركي
انفعلت و هي ترد بصياح : انا خوفت علي بنتي ...اللي كنا هنضيع منك في ثانية مش مرة و لا اتنين لااا مرة اتخطفنا و مرة كنا هنتقتل اييييه مش عايزني اخاف علي بنتي حراام كدا
اجهشت في بكاء عنيف و تعالي بكائها
ليرد بغضب و نيران تضرب عقله بقوة : عمري سيبتكم عمر حط اذاكم ..!
ردت بتشنج و بكاء شديد : وانا لسا هستني ...هستني لما بنتي تتقتل في مرة و لا تتخطف لوحدها
نفرت جميع عروقة و هو يصرخ : وانا كنت أعمل إيه اكتر من المفروض تتعمل
مسحت دموعها بظهر يدها : لا قولتلك كتير اووي قولتلك سيب شغلك سيبه عشانا ضحي و لو لمرة عشان خاطرنا
نظر لها بأستنكار وسط غضبه : وانا عمري ما ضحيت عشانكم دا انا موفرلكم كل حاجة و بعمل كل اللي اقدر عليه عشانكم
لترد و صياحها يعلو : لااا مش دي التضحية انك توفرلنا كل اللي نحتاجه و نعيش و نخرج و تجبلنا احسن حاجة لااا مش دي التضحية
: امال انتي عايزة اييييه ... بعمل كل اللي تتمنوه قبل ما تتمنوه حتي...
ردت بدموع : وحايتنا اللي دايماً ف خطر انت ربنا مديك كتير الحمدلله اعمل مشروع كبير اعمل اي حاجة تبعدنا عن شغلك
رد بجمود و قسوة : دا شغلي وانتي عارفاه من البداية و قبلتي بي لما حبيتك و اتقدملك كنتي عارفة اني ظابط جيش مضحكتش عليكي..!
اقتربت منه برجاء و دموع : عشان خاطر زينا بنتك و عشان خاطري سيب شغلك ف الجيش عشان حياتنا سوا يا حامي عشان حبنا..!
رد بجمود عكس قلبه المتأثر : دا شغلي و دي حياتنا بمزاجك غصب عنك مش هتتغير
نظرة له بأعين تغطيها الدموع و هي تردف : للدرجة دي...!
: رجلك لو خطيت باب البيت هتزعلي اووي يا شهد كدا كدا الحرس معاهم امر متخرجيش ف لو فكرتي مجرد تفكير هتشوفي وش مشوفتيهوش في حياتك
نهض و خرج بغضب الي الخارج..و هو يفكر بها تلك شهد الفتاة الذي احبها منذ أن رأها ذات مرة و هي بصفها الثالث بالجامعة ليقع صريع لحبها منذ أن التقت عيناه عيناها ليقرر فوراً التقدم لخطبتها خطبها حتي انهت جامعتها و عدا شهور و تزوجت و في خلال سنة أنجبت زينا..استحوزت علي قلبه منذ أن فتحت عيناها ووعمرها يوم واحد
وبالرغم من طباع حامي القاسية و الصعبة الا انها تحملتها و عاشت بها
صعد سيارته و انطلق بها
بينما هي سمعت صوت كسر قلبها
"ربما لم يكن شئ مهماً بالنسبة لك لكنه كان قلبي"
محمد درويش
طرقت تلك الكلمة قلبها بقوة لتزداد القتامة و تختفي جميع الألوان من داخلها و يبقي الألم فقط هنا...في حين لم يبقي اي شئ اخر
....
أنت تقرأ
في قبضة العيسي
Misteri / Thrillerهو "عيسي" رجل قومي صارم حازم فارغ الطول يهابه الجميع عيناه مثل عين الصقر كلمته لا تكرر..كبير المنطقة السكانية الراقيه التي يعيش يه تجمع كبير يمتلك نصف ممتلكاته لذلك يصنف من مالكينها و كلمته هي الأساس تزوج نمتلك الجميلة الصغيرة بطلب من والدها الذي ك...