غلاف لرواية أم ملصق إعلانِي لفيلم إباحي؟
لا شكّ أنّ بصرَك وقَع عدّة مرات على بعض تِلك الأغلفة التي تبدو أقربَ لإعلان لفيلم إباحي منها لغلاف رواية، تِلك الروايات التي تجزِم قبلَ قراءة عنوانها أنّها محض مستنقَع مليء بالقاذورات.
غلافٌ يُجسّد مشهدا غيرَ لائق، يكونُ أشبَه بإطلاق الرصاصة وإصابتها قلبَ الهدف؛ الذي يكونُ غالِبا مراهقا أو ضعيفَ نفسٍ أمامَ شهواته، فتتصيّد منه مشاهدات وتصويتات وتشجيعات.
الغلافُ هو بوابَة إلى الأخلاقيات التي ستُجَسّدُها الرواية لك، فلا تطمَح أن تجِدَ داخِل رواية بغلافٍ إباحِي شخصية تستفيدُ منها، تجِدُ فيها خُلقا جميلا، أو تعامُلا صِحِيا، فجميعُ الروايات التي تتخِذّ من تصيّد ضعفاء النفوس أمام شهواتِهم نهَجا في كسبِ جمهورٍ لا يُمكِنُ بحالٍ من الأحوال أن تدعو إلى فضيلة أو صفة حسنَة، فضلا أن تكُون قصّة طبيعية بشخصيات سوِيّة وأحداثٍ صحِيّة.
"مستنقَعُ قاذورات مُركّز"
هذا هو الوصف الذي أجِدُه مناسِبا لمِثلِ تلك المحتويات، ولا أزيدُ سِوى أن أقولَ أن عناوينها على نوعين؛ إما أن تكونَ عناوين لا تبعُد قلة حياء عن الغلاف والمحتوى، وهذا غالِبا ما يأتِي من كاتِب مريض نسأل الله لهُ الشفاء ونسأل له ولنا العافية، وإما أن تكُون عناوين براقة مكتوبة بخط لامع وكلمات منمّقة، وهذه على نوعين إما أن تكون ألفاظُها صريحة تلمِسُ معناها من أوّل قراءة وإما فإنكَ تكتفِي بالغلافِ كدليلٍ على مدى خبثِ الكاتِب في استدراجك.
وفي جميعِ الحالات تذكّر معي، كاتبا كنتَ أو قارئا، أنّه:
-لا يجوزُ النظَر إلى المحرمات.
-ولا يجوزُ نشرُ صور لنساء محجبات، ناهيكَ أن تكونَ عارية أو شبه عارية.
-أيّها المصمم والكاتب أنتُما تأثمان في صناعة وتصدير هذا النوع من الأغلفة، وكلّما نظَر إليها أحدٌ يأثَم معكما وتزدادان إثما.
-توقفوا عن تزويدِ صناعَة الإباحة بصنفٍ مكتُوب، ألا تشعرون بالذنب لمدى انتشار هذا الإدمان المقيت؟ فتزيدون فوقَ المصوّر والممثّل مكتُوبا؟
-واتقوا الله في قرائكم، اتقوا الله في مستخدمي هذا التطبيق، اتقوا الله في اليافعين الذين لا يُدركون شناعة ما تستدرجونهم إليه، اتقوا الله في ضعفاء النفوس أمام شهواتهم، فإنكُم ستُسألون أمام الله يومَ القيامة عمّا كنتُم تعملون.
✨️
أنت تقرأ
ألا أريكَ نجمًا؟
Non-Fiction'ألا أريكَ نجمًا؟' -كتاب | قيدَ الكِتابَة والنشر- في سماءٍ تعُجّ بالأفلاكِ والكواكِب، ألا أريكَ نجمًا يدُلّك؟ • ملاحظة: يهُمّ الكِتاب الكُتّاب والقرّاء على حدّ سواء. -الفِكرة وبداية الكتابة والنشر: 16 غُشت 2023 -جميع الحقوقِ محفوظة ©