رواية في عقلِ صاحِبها، شريط إباحِي في عينِ قارئها. (الجزء الأول)
تخيّل معي…
نحنُ الان في الشارع، وأنتَ واقِف تجاهَ جمعٍ غفير من الناس، وقربَ فاهِك ميكروفون، ثمّ عبرَه أخذتَ تقُصّ إحدى تِلك المشاهِد التي كتبتها بنفسك، تقرأ تِلك التفاصيل الشنيعة على مسامِع الجميع.
هل راقَك ما يحدُث؟
إن كانت فيكَ ذرة حياء حيّة، فمِن المؤكّد أنّك ستتمنّى أن تنشَقّ الأرضُ وتبلعَك على أن تُفكر مجرّد تفكير أن تكون هناك، إذن…
ما الفرق بينَ أن تكتُب تلك المشاهِد فيقرؤها مئات من الناس وبينَ قراءتها على مسامِعهم؟ ألستَ في جميع الأحوال تزرَعُ الرذائل في عقولهم؟ إلا أن تكون متوهّما بأنّك تُحسِنُ صُنعا بفعلك، فحينئذ نقولُ لك هنيئا، أنتَ مريضٌ جديد، مريضٌ بفقدِ الحياء.
ولا يحمِلك كلامِي على اعتقاد أن كتابتها مع نفسك وقراءتها بسرِيّة أمرٌ نصفق لك عليه، قد يكُون أقلّ قبحا لكِنّه يبقى ضمن دائرة القبح على كل حال.
وتعال أنت الآخر إلى هنا، كيفَ هو شعورُك وأنتَ بينَ ذاك الجمع من الناس؟ أجل أنتَ يا من يقرأ تِلك المحتويات، أتحسَب أنتَ الآخر أنّك تحسن صنعا؟!
ثمّ إنك وإن أخفيتَ عن العالم بأسره، لا تنسى أن الله رقيب عليك.
ثمّ يسألون:
ما المانِع من كتابة مشاهِد حميمية؟
فأجيب:
ما الدافِع من كتابتِها أصلا؟
أينَ الأدَب في أن أصِف علاقة حميمية؟
أينَ أخلاقِي وأنا أكتبُها؟
وأينَ حيائِي؟
أينَ حيائي من نفسي؟ ومِن الناس؟
بل الطامة الكبرى: أينَ حيائِي من الله؟
والله إنّ ما تفعلونه لشرّ عظيم!
شرّ مُهلِك، لكُم ولمن يقرأ لكم!✨️
أنت تقرأ
ألا أريكَ نجمًا؟
Non-Fiction'ألا أريكَ نجمًا؟' -كتاب | قيدَ الكِتابَة والنشر- في سماءٍ تعُجّ بالأفلاكِ والكواكِب، ألا أريكَ نجمًا يدُلّك؟ • ملاحظة: يهُمّ الكِتاب الكُتّاب والقرّاء على حدّ سواء. -الفِكرة وبداية الكتابة والنشر: 16 غُشت 2023 -جميع الحقوقِ محفوظة ©