الأنثى بينَ الواتباد وقلّة الآداب.
اجتمَع الواتباد على أن الأنثى صنفان: أنثى قوِيّة وأنثى ضعيفة مدعوسة الكرامة.
الأنثى الضعيفة مدعوسة الكرامة، هي أنثى ضعيفة مدعوسة الكرامة، وما مِن شيء ليُفصّل ويناقش فيها.
لكِن من هِي الأنثى القوِيّة؟
الأنثى القوِية في اللغة: هي الأنثى التي ليست ضعيفة مدعوسة الكرامة.
أما في الاصطلاح -أقصد اصطلاح الواتباد بالطبع: فهِي الأنثى العارية.الأنثى القوِية في الواتباد كلّما تعرّت كُلّما ازدادت قوّة، أجل قد تكون مثَقّفة وذكِية ونبيهة وداهية زمانها، لكِنّها عارية، لا بُد أن تكُون عارية، حسنا دعني أتنزّل لك وأقُل أنها شبه عارية، لكن المهم أن يكُون هناك عُرِي وإلا فامتلاكُها باقي الصفات لا يخوّلها حملَ لقب القوة أبدا.
ولهذه الأنثى معيارُ قوّة آخر؛ الذكر.
فالأنثى القوية قد تكون أيضا ذكرا متخفّيا بجسد لهُ سمات أنثوية.توقّف هنا، هل هذا ممكن؟!
انسى الأمر، يبدو أنّك ما تزال نائما على جنبك.الأنثى القوية: هي المصارعة، والمقاتلة، وصاحبة العضلات -والشكل اللطيف في نفس الوقت للعجب... سبحان الله!- وهِي منقذة الكوكب، والمحاربة الخفِية، والقائدة ذات السيطرة الكاملة... المهم، أنثى الواتباد القوية كائن عجيب جدا، ذكَرٌ بجسَد أنثوي مثالي وممشوق، وأسطورة لا مثيل لها في الواقع... حرفيا أعني.
القراءة عن هذه النماذِجُ قد تورِث اعتقادا بأن القوّة فيما سبَق دون غيره، وقد تورِث فكرة أن جُل نساء الكوكب ضعيفات، لأنّه حتما لا يوجَد نموذج واقعِي لهذه الأنثى على سطح الأرض، وإن وُجدت ليسَت بهذا الشكل، وإن وُجِدت بهذا الشكل فليست قاعدة، بل حالات شاذّة جدا.
إلا إذا اعتبَرنا قليَ البطاطا معركة، حينَها ثُلثَي إناث الكوكب محاربات!
أضربُ لهُن من مطبخِي- أاا أقصد من منبري تحية.والأنثَى القوِيّة هِي الأنثى التي لا يُغريها رجل.
الأنثى ليست آلة للجنس، يكفِي ضُعفا أمام الجنس الآخر، يكفِي تصويرا للأنثى على أنّ مهمّتها الوحيدة هي الحمل والإنجاب!
بالطبع! الأنثى ليست آلة من هذا النوع بل هي آلة لا عاطفة لها ولا رغبات ولا ميول.
صخرة حتّى لو سُكِب العسل في أذنيها لن تتحرك.
ثمّ بالطبع، في النهاية ستقعُ في حبّ البطل الرائع.هناك عبثِية في التعامُل مع الأنثى، وإفراط أو تفريط في تناول قضاياها، فإما أبيض وإما أسود، إما أن تكون الأنثى أداة للرجل وإما أن تكُون طاغية تثُور عليه تماما، أعني... ألا يوجَد وسطية؟
ألا يُمكِن أن نعيشَ بهدوء على هذا الكوكب، أن نتوقف عن تصوير الجنس الآخر إما وحوشا لا يُمكن العيش معها ألبتة أو وحوشا يجب أن نتحوّل لوحوش وننقلِب عليها؟ تعبنا.
إن الكاتِب ينسَى أنّ الأنثى كائن بشري، إنسان، تملِك عاطفة وغرائز، مثلمَا يضُرّها أن يكُون الذكر طاغية عليها، يضُرّها أن تطغى هي عليه.
واذهبوا شرقا أو غربا، عيشوا على سطح المريخ أو في قلبِ زُحل، لا يُمكِن للأنثى أن تعيشَ دون الذكر، ولا للذكر أن يعيشَ دون الأنثى، هما يحتاجان بعضهما، وأيا من ينسَحب منهما سيجد الآخر يلحقُ به ولو إلى أبعد نقطة في المجرة.
وأرجوكَ أيّها الكاتب المحترم، دع نزعاتك ومشاكلك النفسية تجاه الجنس الآخر جانبا، وتوقّف عن إيهام جمهورِك أنّ الحل إما في الخنوع أو التمرّد، فأعداد زوار العيادات النفسية في ازدياد ونحنُ نمتلِكُ نقصا شديدا في أعداد الأطباء النفسيين.
ثمّ قد تكُون واهما إن ظننتَ أن مزايا الأنثى الواتبادية قد تقِف عندَ هذا الحد، لا. فما يزالُ هناك الكثير من العقد النفسي- أقصد المزايا التي تُصوّر داخل القوالب الروائية.
إنها الأنثى الغشاشة.
هذه الأنثى أسوء من كل النماذج السابقة، فهي تغشّ من كل ما سبق، بل وتغُشّ من الذكر أيضا!تعرّى الذكر؟ سأتعرى أنا أيضا.
دخّن الذكر؟ سأدخن.
انحرف؟ سأنحرف.
زنا؟ سأزني.
خان؟ سأخون.
شتَم؟ سأشتم.
وشم جسده؟ سأوشم جسدي.
دخل في عدة علاقات؟ سأدخل في عدة علاقات.
الذكر رئيس عصابة؟ سأترأس عصابة.
الذكر مدير شركة وهو أبرد من البرد؟ سأكون مديرة شركة وسأكون أبرد من البرد.
شرب الخمر؟ سأشرب الخمر.
أنقذ المجرّة؟ سأنقذ المجرّة.
تنفس؟ سأتنفس.أنثى غشاشة، لا تعلَم ما دورُها في الحياة، بلهَ أن تفهَم نفسها وتعرِف حاجاتها وتكوينها، عينُها لا على نفسها وطريقها ومسارها، بل على الذكر وطريقه ومساره والتفكير في كيفَ تُقلّده وتطوّع نفسها لتكون مثله.
الأنثى والذكر مختلفان، فطرة وتكوينا جسديا ونفسيا، ومحاولة تحويل الأنثى إلى ذكر بجسد أنثوي وذلك من خلال وضعها في أدوار لا تناسبها، دون مراعاة لهذه الاختلافات سيُدَمّرها في النهاية، تِلك الأنثى الخارقة للطبيعة في روايتك والتي لا مثيل لها في الواقع، ولا أرى أمامي واحدة فيها ربع شبه بها ناهيك أن تكون نسخة منها، لن تفيدَني في شيء.
للأنثى معاركُها ومجالاتها الخاصة، يُفتَرض أنها مشغولة كفاية بورقة اختبارها لتغشّ من زميلها الذكر، فهلا فقَعنا فقاعة الأوهام التي أحطنا حواء بها وركّزنا على أدوارها ومهماتها؟
✨️
أنت تقرأ
ألا أريكَ نجمًا؟
Non-Fiction'ألا أريكَ نجمًا؟' -كتاب | قيدَ الكِتابَة والنشر- في سماءٍ تعُجّ بالأفلاكِ والكواكِب، ألا أريكَ نجمًا يدُلّك؟ • ملاحظة: يهُمّ الكِتاب الكُتّاب والقرّاء على حدّ سواء. -الفِكرة وبداية الكتابة والنشر: 16 غُشت 2023 -جميع الحقوقِ محفوظة ©