| 2 |

32 2 6
                                    

هل تخجَلُ مِن ثقافتِك أم تحبّ أن تحُل مشاكِلا لا تعنيك؟

لا يحتاجُ الأمر لإحصاء فبمُجرّد النظر تُدرِك أن النسبة الأكبَر من الأعمال على هذا التطبيق توضّح مدَى الانهزام الذي تعيشُه الأمّة أمام الثقافات الغالبة.

كتابُنا جُبناء، أو ربّما خجلون، أو عساهُم يحِبّون أن يحلّوا مشاكِلا لا تعنيهم، فهُم إن كانَ في الفانتازيا أو الاجتماعية، قاصِرُون عن التعبيرِ عن أنفسهم، وعن مجتمعهم، كبّلَ لمعانُ الثقافة الغالِبة أقلامَهم عن تبادُل حديث مع الورق عن محيطِهم ومشاكِلهم.

نيويورك، طوكيو، سول، روما وباريس، كُلّها مُدن لا أعرِفُها، ولا أعلَمُ أجواءَها ولا كيفَ تبدُو أحياؤها ولا منظَر الشمسِ وهي تُشرِقُ على مبانيها، لا أفهمُ نشاطَ سكانِها، لمَ يتصرفون بهذه الطريقة ولمَ لا يُؤمِنون بتِلك الخرافة؟ مشاكِلُهم كثيرٌ مِنها لا أفقهُ فهمَ أبعادِها ناهِيك أن أتشوّق لسماعِ حلولها.

لكِنّني أعلَم أنّني وأمّتِي بينَنا الكثيرُ مِن الجسورُ المشتَركة، كنتَ هنا في طنجَة أو هناكَ على شاطِئ الاسكندرية، نزلتَ ضيفًا في بغدادَ أو مررتَ بأسواقِ دِمَشق، أينَما التقينا تغمُرنا الألفة، هناكَ نغمَة موحّدَة تجمعُنا، تصدَحُ مآذننا بالآذان ونسمَع كلمة التوحيد يتوالى رفعها من مشارق الأرض لمغاربها، نجتمِعُ على قضايا تهُمّنا كأرضنا فلسطين، ونؤازِرُ بعضَنا بالدعاء إذا ما نزلت على أحدِنا قذيفة غادِرة، أو علا بُكاء جوعانا، نتتبع جراحات بعضنا البعض نفهمُها ونحنو عليها، وتفوحُ بينَ شوارِعِنا روائح مشاكِلٍ على اختلافِ نسماتِها مُتشابِهة.

فلِمَ الغربَة أيّها القلَمُ العرَبي؟

لمَ أقرأ عن أجنَبِي وأنا أريدُ أن أعرِف قصّة أخي في الأرض والدين؟

لمَ نخسَرُ في حربِ القلَم أيضا؟

لمَ نكتُب عمّن لا يعنينا بشيء ولن تزداد معرفتنا به إلا جذبا لأوحالِه إلى طيننا؟

✨️

ألا أريكَ نجمًا؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن