| 9 |

11 1 1
                                    

رواية في عقلِ صاحِبها، شريط إباحِي في عينِ قارئها. (الجزء الثاني)

تشعُر أحيانا كمَا لو أنّ ذاك الصنف من الكُتّاب مرضى، وأحيانا أخرى يتأتّى لكَ أن تراهُم محضَ آلات لا تشعُر ولا تملِك غرائزا، ثمّ قد تستنتجُ أنّهم حفنة من الجُهّال... فتحاوِل أن تعطِي بهذا الوصف الأخير تبريرا، بيدَ أنّك لا تستطِيعُ أن تُصدّقه بنفسِك، فتعودُ لتقول: "ربّما هم ضحايا فحسب، ضحايا مجرمين؟"

ضحايا مجرمين.

ذاكَ النوم من الإجرام الناعم، وذاك النوع من الضحايا الغافلين.

يبدأ الأمر بجريمة ناعِمة، جريمة تجلِب الفراشات إلى بطن الضحية، ثمّ سُرعان ما يبدؤون بزيادة الجرعة، فالفراشة تَتحول إلى ركلة، والركلة إلى حصانٍ، والحصان إلى ثيران، حتّى ينفجِرَ أنبوب الأخلاق تماما، مُظهِرا أنّ الإنسان في الحقيقة قد يتحوّل إلى حيوان ما، لا جسدِيا إنما فعليا!

وكي لا نتوه عن بعضنا، دعونا نقسِم الفكرة على فصلين:

فصل عن جريمة الكاتب، وفصل عن جريمة القارئ.

أولا - جريمة الكاتِب:

في مجال كِتابة الأد– أقصد قلّة الأدب نجِد أنواعا مختلفة من الكتّاب، وكُل نوعٍ يملِك عقلِية عجيبة، تقفِل عليك باب استيعابها، استيعاب وجود مثل هذه العقلية أقصد، فمِن هذه العقليات:

النوع الأول: وهم الأكثر إثارة للضحك بالنسبة إلي، أولئك الكتاب الذين يعتبرون أنفسهم داخِل دائرة البراءة، وذلك لأنهم لا يكتبون سوَى الرومانسية البريئة!

أجل، البريئة، كأنّ هناكَ رومانسية بريئة في الأساس، وغالبا ما تجِد عند هؤلاء منطقا عجيبا يقول: "فراشة واحِدة لا تؤثر!" فليسألهم أحدٌ عن ذاك الإعصار من كان سببه إذن... أليست رفة جناح فراشة؟!

ألا تبدأ البدايات غالبا بخطوة؟

قد لا تملِك تلك الفراشة تأثيرا لحظيا، لكِنها أشبه بإشارة، قد تدفَعُ كثيرين ليبحثوا عن باب للولوج إلى حديقة الفراشات، ففراشة واحدة بعد كل شيء لا تكفِي!

وخلاصة القول، أجل، هناكَ جرائم تبدأ بفراشة واحدة، فلا داعِي لإسكاتِ الضمير بتبرير أنّها محضُ فراشة، فتلك الفراشة قد لا تؤثر بي، وبهذا وذاك، لكِنّها قد تكون بداية إعصار لأحدهم، وما كانَ ذريعة إلى شرّ وجَب سدّ بابه.

النوع الثاني: هؤلاء أعجب، فهم يكتبون أن شيئا يحدُث لكِنهم الحمد لله لا يكتبون ما يحدُث، يشيرون بضع إشارات فقط، وهِي محضُ إشارات، إشارات قد يفهمُها البعضُ فيتغامزون عليها سرا بينهم ويضحكون، وفي المقابل تجِد فئة مستغفلة لم تفهم شيئا، لذلك ستعقِد العزم سرا أن تصبِح من أصحاب المعرفة، فهُم أيضا يريدون أن يفهموا لغة الغمز هذه!

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 24 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ألا أريكَ نجمًا؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن