اقتباس🔥♥️

2K 81 11
                                    

اقتباس.🔥🔥♥️
ثار ثائرهُ غضبًا، يحاول بكُل ما أوتي من قوةٍ أن يخمد حمم البركان الثائر بداخله، والتي إن اندلعت أحرقت كل من حوله وكان هو ضمن المتضررين، تجول في الزنزانة بوجه كشر وملامح متأججة، يرفض الاحتكاك بزملائه قولًا أو فعلًا، يعمل بنصيحة محاميه الذي حذره بصرامةٍ ألا يسمح لهم بالتراجع عن قرار إطلاق صراحه على قيد القضية؛ فأبى أن يعبر عن غضبه بينما النيران الناشبة في صدره لا تتركه وشأنه، توجه مسرعًا إلى باب الزنزانة وطرقه بقوةٍ واختناقٍ، يود أن يتجه إلى دورة المياه لإطفاء هذه النيران التي تعطيه مؤشرات سحيقة وعدوانية نحو الجميع، استجاب حارس الزنزانة له، قاده إلى حيث يريد، فالجميع يقدرونه وبينهم من يخشى ثورته، توجه إلى دورة المياه وأسرع نحو الصنبور وقام بفتحه فانصبت المياه على كفيه المفتوحين، بدأ يملأ كفيه ثم يلقي ما بهما من ماءٍ على رأسه ووجهه، استمر هكذا حتى رأى من خلال المرآة أحد زملائه يدخل من الباب رامقًا إياه بنظرات غير مريحة، طالعه "تيم" من خلال المرآة بأعين حادة وغامضة قبل أن يتكلم الأخير وهو يلتقط أحد الهواتف الذي حصل عليه خِفية وعن طريق المجاملة، وقال:
-معايا رسالة ولازم أوصلها لك!
أنزل "تيم" كفيه عن عينيه فورًا وأسند ذراعيه على الحوض السيراميكي، لم ينبس ببنتٍ شفةٍ وبقى ينظر إلى الأخير بأعين تشد حدتهما، فأومأ الثاني واقترب على الفور في توجسٍ ثم وجه شاشة الهاتف نصب أعين الأخير الذي نظر محدقًا إلى الشاشة فتحولت ملامحه إلى أخرى تنتفض من شدة الثورة وتلون وجهه ببركان عنيد أوشك على الفوران، محال أن تفعل زوجته هذا به، ما بينهما لا يزول بسهولة وما يستقر في قلبه لها لا يقل عمَّا هي عليه، لقد وقعت صدفة في طريقه، وكانت صدفة بمثابة تهويدة ناعمة ومريحة على ظهر رضيعٍ باكٍ، لقد كانت بمثابة مصل ماحق داوى سموم الحياة التي انسكبت داخله، فهل يسمح لمخلوق على وجه الأرض أن يشككه في أخلاقها وأصالتها؟ إنها فتاته البريئة ومخلصته الوحيدة وأم طفله إنها "أم غيث" الذي جاء كي يسكب قطراته على قلب أبيه المكلوم الجريح، في هذه اللحظة قال الأخير بابتسامة مستفزة:
-مراتك بتخونك يا سفاح!
وصله أنباء أقهرت كبرياءه ولكنه عزف قلبه عن تصديقها بينما تاريخه الذي خلا من أصحاب الثقة كان كفيلًا أن يضرم الهواجس داخل روحه ويحرقها، نفرت عروقه باختلال هائجٍ واضعًا كفيه على أذنيه باستهجانٍ ورفض لسماع المزيد من الأكاذيب، فحول الرجل إلى صورة أخرى أكثر صعوبةً وما أن رأى صورتها مع رجلٍ على فراشه تغطي عُريها بملاءة سوداء تستقر بين أحضانه وابتسامة هادئة ترتسم على مُحياها، طق الشرر من عينيه في إنكار بينما تابع الأخير بكلمات مُحقرة منها:
-هي دي اللي إنتَ رفضت تقتلها وسلمتها قلبك وخسرت علشانها صُحابك والناس اللي بتسندك؟؟؟

أخرج زئيرًا مدويًا لم يستطع كتمه أكثر من ذلك قبل أن يقرر إسكات الأخير الذي غفل عن كونها امرأته وتجاوز قولًا وكاد أن يبحر في شرفه، فبدأ يضرب الحوض بقبضتيه في ثورة عارمة ثم طفق يشده بانفعالٍ هائجٍ حتى أصبح الحوض بين يديه فالتفت بغتة من الأخير ثم رفع الحوض عاليًا وقام بإلقائه على رأس الأخير الذي خارت قوته فورًا وسقط غارقًا في دمائه!!!!
تمتم في هذه اللحظة بصدر يعلو ويهبط بغيظٍ كاسحٍ:
-أتمنى تموت علشان دا لو محصلش، المرة الجاية هتكون الضربة قاضية.
#حرم_السفاح2
#علياء_شعبان
ميعادنا بكرا الساعة 9 والفصل الثالث.

حَرم السفَّاح.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن