الفصل السابع عشر.

2.6K 117 26
                                    

رواية #حرم_السفاح
[[الفصل السابع عشر]].
•~•~•~•~•~•~•
حدق بها وتفرست معالم وجهه الحادة بسوداويتها، بينما كانت المرأة توزع نظراتها بين كليهما على السواء وتُحاول ترجمة السؤال الذي انشغل به عقليهما، كيف؟؟؟.. شرد عقلها لعِدة مشاهد مُتفرقة حيث كانت هي الشاهدة الوحيدة على هذه الأخوة والكاتمة الوحيدة لسر هذه الأخوة أيضًا.
-ألـــو.. أيوة يا خليل بيه.. مدام چيهان شكلها بتولد.. أبوس إيدك يا بيه ألحقها.. أنا مش هعرف أتصرف لوحدي.

أردفت "عظيمة" بكلماتها المتخبطة من فرط التوتر، يضرب التوجس لحظاتها وهي تنتظر رده؛ فكان كالمتوقع حينما تكلم بلهجة قاسية بحتة وهو ينفخ ساخطًا على خبر كهذا:
-تولد أو لأ.. دي حاجة برا عني يا عظيمة.. أنا خيرتها وهي اختارت.

ابتلعت ريقها على مهلٍ وحاولت تليين موقفه تجاه زوجته وطفلته القادمة في غضون دقائق، فتكلمت بكل ما استطاعت من وسائل لاستعطافه:
-الأمور مش بتتحل كدا يا خليل بيه.. دا العيال نعمة وسند.. دا بدل ما أحمد ربنا إنه هيرزقك ببنت زي القمر!!.. ربنا يسترك تعالى وخليك جنبها.. أنا مش هعرف أتصرف لوحدي.

نفخ أعلى هذه المرة، فيئست عظيمة إقناعه ولم يغب ذلك عن أنظار "چيهان" التي كانت تتلوى بجوارها من شدة الألم، لم يمنعها وجعها من انتشال الهاتف من يد الأخيرة، ثم تكلمت بلهجة حادة:
-أنا مش عايزة منك مساعدة ولا عايزة أشوف وشك، بس البنت اللي جاية دي بنتك وهتيجي تحضر ولادتها وتسجلها باسمك بنفسك وإلا هفضحك بكل اللي معايا يا جلاد، مش هخليك تشوف يوم عِدل لو كلامي متنفذش.

ألقت مسرعةً الهاتف على الأرض في عصبية بعد أن أغلقت المكالمة دون انتظار رده وسط نظرات "عظيمة" التي تخشى أن يضرها انفعالها ويؤثر سلبًا على سير عملية ولادتها، ضغطت "چيهان" على أسنانها وهي تقول بألمٍ مكتومٍ:
-همليكِ رقم.. اتصلي عليه فورًا يا عظيمة!.
أومأت وتأهبت لكتابة ما ستُمليه عليها، مرَّ الوقتُ في لمح البصر، جاءت إحدى صديقاتها بسيارتها الخاصة وقامت بنقلها إلى المستشفى بمعاونة "عظيمة"، تم إدخالها غرفة العمليات ما أن وصلت، خرجت الممرضة عليهما بعد مرور الكثير من الوقت تحمل مولودة بين جنباتها ثم ناولتها إلى صدر "عظيمة" وقالت بابتسامة واسعة:
-بنت.. ألف مبروك.

قامت الصديقة بشكرها وأعطتها بعض النقود، لحظات وسمعتا خطوات عاصفة غضبانة تأتي من وراءهما، توقعت "عظيمة" القادم بسهولة، بينما التفتت الصديقة فوجدته يأتي نحوهما فرددت بابتسامة باردة:
-مبروك ما جالك يا خليل بيه.. بنت زيّ القمر.
رمقها بنظرة ساخطة بجانب عينه، التفت إلى "عظيمة" وأردف وهو يمد يديه لها:
-هاتي البنت.. هروح أسجلها.
تدخلت الصديقة بلهجة ثابتة:
-إنت هتروح تسجلها فعلًا يا خليل بيه بس بعربيتي ورجلي على رجلك.

استشاط غضبًا وأحد النظر فيها مرددًا بحنق:
-ودا أيه معناه؟؟ خايفين على بنتي مني؟؟؟
افتر ثغرها عن ابتسامة يخالطها الاندهاش وقالت:
-بنتك؟؟ دا من إمتى دا؟؟؟ خليل بيه مش عايزين نضيع وقت بعض في الكلام لأن دي أوامر (چيهان) وأنا مش هكسر لها كلمة، وياريت تكون فاكر كل حرف في مكالمتها معاك قبل ما تولد!!
لم يستطع السيطرة على غضبه أكثر من ذلك، فأسرع بهياج قابضًا على عنقها بينما تدخلت "عظيمة" تقول بفزعٍ:
-بلاش يا خليل بيه.. مش دا المكان ولا الوقت المناسب.

حَرم السفَّاح.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن