كانت كاميلا لا تزال في تلك الغرفة الحمراء كما سمتها لأن كل شيء فيها كان باللون الأحمر و بعض من اللون الأسود ..... لم يأتي ليو طوال يومان و بدل أن يشعرها هذا ببعض الراحة أشعرها بالخوف الشديد واللعنة لأنها تعلم أنه شخص سايكو مجنون و غيابه يخيفها أكثر من حضوره و صمته أخطر من كلامه حينما يغضب..... الجميع كان يعرف ذلك بحق خالق السماء و ليس فقط هي ...... سمعت جلبة و أصواتا مرتفعة بالخارج .....بساحة القصر فوقفت أمام النافذة تزيح جزءا من ستارها الاحمر لترى ما يحدث وليتها لم تفعل واللعنة .....في تلك اللحظة تمنت لو أنها قتلت مع عائلتها .......تمنت لو أنها لم تثمل و تتصل به تلك الليلة ليجدها .......لأن ما رأته أمامها لم يكن طبيعيا .....بل يبدو كمشهد من فيلم رعب .....أو ربما القصر تسكنه الأشباح اللعينة ...... كان ليو يقف بساحة القصر و ثيابه كلها دماء .....ولا يبدو أنها دماءه فقد بدا لها أنه بخير ...... أو ربما كلمة بخير ليست المناسبة لوصف هذا الموقف ......فقد كان يضحك بهستريا كمختل عقلي ......و صديقيه يحاولان تهدئته دون جدوى ...... لم تبدو ضحكته اللعينة كضحكة شخص طبيعي .....بل تبدو ضحكة ناجمة عن غضب شديد ...... غضب سيلتهم كل شيء يقف في طريقه ....... ثم فجأة توقف ليو عن الضحك الهستري و تصلب مكانه .....و كأن شياطينه كانت تهمس له بشيء ...... فرفع نظره لنافذتها و كأنه عرف أنها تقف هناك .....عرف أنها تنظر له الأن ...... عيونه ......تلك النظرات المظلمة الحادة و الإحمرار يكسوهما .....و كأنه خرج من الجحيم و أتى لهذا العالم فقط ليعذب روحها .....و إذا كانت هناك درجات للخوف فكاميلا قد وصلت لقمة الخوف الأن حتى إنها تمنت أنها ليتها كانت حشرة ولم تكن إنسانة مهووس بها شخص مريض مثله ...... أعادت الستارة كما كانت و هربت لأبعد ركن عن تلك النافذة ....كان صدرها يعلو و يهبط و بالكاد تتنفس .....وضعت يدها على صدرها و حاولت تهدئة نفسها و تنظيم تنفسها و عندما إقتربت من النجاح في ذلك سمعت صوت المفاتيح في الباب ......اللعنة عليها و عليه وعلى الحظ الذي جعلها تلتقي به واللعنة .......دخل و إتجه يجلس على كرسي بعيد عنها .....وهو بتلك الحالة بدماءه و نظراته الخالية من أي حياة ...... وتنفسه الذي يبدو و كأنه على وشك إرتكاب مجزرة غير المجزرة التي كانت نتيجتها تلك الدماء على ملابسه ....... و بحركة بسيطة منه جعلها تفقد أخر ذرة من رباطة جأشها و تصاب بالرعب .....فقط حرك أصبعيه السبابة و الوسطى يأمرها بالإقتراب و ضرب بيده على فخذه يدعوها للجلوس في حضنه ......كانت المسافة بينها و بينه قصيرة ......لكن رعبها منه جعلها تشعر و كأنها مشت أميالا و اللعنة كانت رجليها لا تقوى على حملها ...... لكنها صمدت ولم تسقط و تابعت المشي بإتجاهه و جلست بحضنه كحمل وديع ...... و عندما رفعت رأسها نحوه عرفت أنها ميتة لا محالة .....حسنا على الأقل ستموت على يدي الرجل الذي تعشقه لكنها فقط تتمنى أن لا يكون موتها مؤلما و يجعل روحها تغادرها بسرعة دون تعذيبها ........ تكلم هو قائلا لا حاجة لبقاءك في هذه الغرفة تجهزي سأستحم و نخرج .....لدي مفاجئة لك ..... و بالتأكيد نفذت كلامه بالحرف الواحد دون أن تنبس بكلمة لم تتجرأ حتى على سؤاله عن مصدر تلك الدماء ...... بل لم تجرأ على التفكير في ذلك حتى .....و كأنه سيقرأ أفكارها و يفقد أعصابه و يعاقبها ......خرجا معا ولا تدري ما وجهتهما .....كانت نظراته لها أظلم من الليل الذي حل بالخارج ...... نظرات جانبية باردة ......و لم يتحدث معها مطلقا ......حتى وصلا لذلك المكان ...... المقبرة....مما بث الرعب في أوصالها ...... سيقتلها و يدفنها هذا ما فكرت به كانت منذ لحظات مستعدة للموت على يديه لكنها الان عرفت أنه لن يجعل موتها سهلا ......لن يرحمها .......فحاولت أن تتوسله قائلة ليو ....أرجوك ....أ..... قاطعها بنبرة متسلطة قائلا إنزلي ..... فما كان عليها سوى الإنصياع لأمره و تبعته حتى وصلا لذلك القبر.....و إتضحت الكتابة الموجودة على ضريحه بسبب ضوء السيارة المسلط عليه سامويل أرتينيز صدمت كاميلا ......و إبتلعت ريقها بصعوبة ثم نظرت للواقف بجانبها قائلة بصوت متقطع ...ممماذا ...فعل..ت ؟ إبتسم ليو إبتسامة شيطانية و قال لها يتصنع البراءة أليس هذا خطيبك المصون الذي حاولت حمايته بعدم إخباري بإسمه ؟؟.......ههههه إحزري ماذا ؟..... هذا الرجل أغبى مخلوق عرفته بحياتي اللعينة كلها.....فقد أتى إلي بنفسه ..... ثم إقترب منها حتى صار وجهه قريبا من وجهها و قال لها ليس هذا فقط بل تجرأ على تهديدي لأجلك ....... رفع يده يمسك ذقنها ضاغطا عليه بغضب و قال لها .لكن ليس هذا ما أغضبني .....ما أغضبني فعلا هو تمسكه بك حتى بعد تعذيبي له ليومين كاملين.....أخبرته أن بحثه عنك لن يجديه نفعا....وقلت له وكأنه يبحث عن إبرة في كومة قش....لكنه ببساطة قال أن من يريد الإبرة فسيحرق القش لأجل إيجادها....ما الذي فعلته كاميلا ؟....ماذا قدمت له .. ليتعلق بك لهذه الدرجة؟ .....ليبحث عنك كمجنون .....ليضحي بحياته من أجلك .....لتكون أخر كلماته إسمك ..... ثم دفعها حتى كادت تسقط و قال لها لا شيء أرغب فيه الأن كرغبتي في قتلك ....لهذا إنتبهي لتصرفاتك.....و لكلامك...... ثم أمسك يدها يسحبها نحو السيارة .....فلتت منها شهقة فإستدار لها يضع يده على فمها قائلا إياكي كاميلا .....إياكي أن أسمع بكاءك على الحثالة أو ألمح حزنا بعيونك بسبب موته......
أنت تقرأ
guerrilla?
Romanceإبنة قس تربت أحسن تربية لتصبح المثال الأعلى في دينها و نجاحها في دراستها و أخلاقها الرائعة تحلم بأن تصبح راهبة كما أراد والدها دائما يتهم والدها ظلما بجريمة قتل لم يرتكبها فيدخل السجن مع بلوغها الثامنة عشر من عمرها تنضم للكنيسة و تصبح راهبة فتذهب لز...