مرحبا بكم مجددا في الشطر الثاني من الفصل الثالث، معذرة على تأخيري في النشر و لكن هذا الجزء طويل للغاية، أمل أن تحظو بالمتعة..........
فِي مسَاء يوم الذي يسَبق يوم الرحلة، كان تايهيونغ واقف في منتصف غرفته ينتشل أغراضه المهمة يرتبها في صناديق مخصصة، بين فوضى مبعثرة .
إذ قضى اليومين السابقان وقته بالتسكع مع جايدن و عدة زملائه الجامعين ، وقد أخبرهم عن نبأ سفره القصير الذي يبدو أشبه بإجازة قصيرة له من سانتا باربرا، بلا أي إستثناء، جميعهم تمنوا له رحلة موفقة.
إلا جايدن كان حالة خاصة فقد كان لصيِقًا به، منذ يوم مقهى الذي بَاح له فيه عن ذهابه، وقد كان تايهيونغ يشعر بالحزن ينبعث منه مهما حاول الأخير إخفاء الأمر.
و من ذات صباح اليوم كان قد تكَلف الذهاب لسوق المدينة كي يتبضع مؤونة تكفيه في كوريا لثلاثة شهور الآتية، إعتقادً منه بأنه قد لا يجد هناك، على أي من كمالياته التي إعتاد عليها او التي لا يستطيع إستغناء عنها .
يحزم ملابسه و الأشياء المهمة، متعلقاته العناية الخاصة به و بضع اكسسواراته كذلك لم ينسى مراجع هامة التي تختص بالنباتات، بالحديث عنها فهو لم ينسى وضع كيس مليئ بأنواع من بذور التي تنمو في الأجواء البارد ينوي أن يزرعها في فناء منزلهم الجديد، خصوصاً و الشتاء قد شرع بابه لدخول.
وأكثر ما يشكل له أهمية، هو صُنْدوق مجوهرات والدته الغالية،أخرجه من خزنة ثيابه،مستطيل الشكل مزخرف بلون أحمر غَلف جوانبه، ذو حجم يوازي باطن الكف، الذي تلقاه من هوسوك في ذكرى تأبين الثامنة عشر لأُمِه.
تملى صُنْدوقها بعيون اجتاحها الحنين، إنه ذاهب إلى الديار التي تحتضن تُربتها جَسد أمُه، المَرأة التي لم يلمح وجهها ، ولا للحظة في عمره، بعد أن افَترسَها الموت المجحف و لم يسنح له أن يرى وجهها أو يعيش في كنفها، مُنَتشلً روحها عنوة ما إن منحت ولِيدها الحياة.
احَتوى تايهيونغ صُندوقَها قريب من صدره، بملامح تَغلَبها الشَوق، وهو يهمس بصوت تلَجِلجهُ الشوق .
" قادم إليك أخيراً لزيارتكِ في مرقدكِ !"
يمَهد لها عن قُدومه كما يتصور أنها ستسمعه، رفع رأسه يُجِيل ببصِره، يشعر بها كما لو أنها هنا حوله تحيط به بذراعها، وقد تطل عليه من باب السماء تسترق النظر له.
مثلما أخبره هوسوك مرةً، عندما كان صبي الثامنة، كذبة نقية قالها له، ليخفف عليه، من حِدة اشِتَياقه لوالَدتِه .
أنت تقرأ
بَـيـن ذِراعـيِّ ذِئـِب || VK
Paranormal......... حين يُفنى عشرون عاماً من رصيد حياته، و هو ينقب عن مَن كَتبت صحف القدر بأنه خلق له وحده.. «رفيق» الأحرف أربعة اللاتي لفظها لسانه الثقيل قبل أن يغمض قدحة عينيه المعتمة، بوئام لم يشعر به منذ ما ربَا عن العشرون سنة.. أنها وليدتي فرفقاً بها...