الفصل السادس : مَصِير مجَهُول

554 51 9
                                    

آهلا بكم في الفصل السادس، و الذي أعتذر فيه
على تأخِيري إتجَاهكُم، و أرجوا ان تحظُو بالمتعة..

....
بينما يُعلِن اليوم الرسمِي لُه في عالم البشر عن نِهايتَه ، كان قد أقَر لنفسه ما إن يفَرغ من عمله المتبقي، لم تعَود له حاجة إلى بقائِه في رُقعَة الآدَمِيين، و إنمَا إتخاذ دَرب العودة إلى عالمه،رغُم التأنِيب الذي تَلقاه الألفا من جَانِبه الذِئبِي، الذي مُنذُ أن هدده بأنه لن يتحَرك دون رفيقِه، لم يظَهر مرة أخرى و أخَتبِأ في زاوية مُظِلمَة من الألفا .

جونغكوك الذي عَثر على سَانِحة
لم يحَرك فِيه سَاكناً، وإِنمَا فضَل الإبتعاد قليل،عَساهُ يهَدأ بَاله الجَائل الفتى مَليح العُيون، الذي قَلب وضَعه ما إن إلَتقى بهِ ،  شَعر بإنه يفَتقد حِسه كـ ألفَا مُتزنَ،وحتى يهِمدَ تلك الرغَبُة في المُطَالبة بِه لنَفسهُ.

هو بحاجة لِتنقَية عقَله، وتشَرُب أمر الشَريك الذي ظَهر له عُنوة، فأَخَل بحِسَاباته للآن ، و الأفضل له أن يبقى في عَالمِه حتى يُعِيد ترتِيب أمُوره، فهو ليس بتلك الجسَارة لرفَض ما أهَدته أياهُ الآلهة، إذ هَو كـ ألفَا نقِي الدِمَاء، مُنحَدر من سُلالة عَائِلة كل أفَرادُها لدِيهُم اعِتزاز فخور بشُركائِهُم ،  كذلك هو لا يقل عَنهُم في الشغف برفيقه الروحُي .

جونغكوك الذي كان وحَدهُ ، ضِمن سَيارته الفَارِهَة التي كانت تُسابِق الرِيح، بين الطَرِيق الجَبلِي المُمَهدَ في غَابة الواقعَة في حُدود مَنطِقة بانمونجوم، عًائداً دُون البِيتَا الخاص به،نامجون الذي أثَر البَقاء من بعده لتَولِي الأعمال من عالم البشر فيما هو يتمم الصَفقَات المُهِمة من قَلعة القَطِيع مع تركيزه على مَشُروعِه الهَائِل.

الغُيوم تتَراقَص حول سِراج الشَمس الذي بَدأ بالخُفُوتَ، في الوقَتَ الذي كان بَنَدل سَاعتِه واقف فوق الخَامِسة مساءً، هَاجت الرِياحَ نَذيِرة الأمَطَار تَلُوح في الأفَاقَ، ساور الألفا شعور غريب في دخيلته، كَمش حاجبِيه بعدم إرتِياح ، بينما اسَتمرعلى قِيادتِه السريعة، وهو يتخَطى الحاجز الفاصل بين سِلسِلة جِبال شَاهقة و أشَجار الصنوبر داكن اللحاء تمتد على كلا من جانبيِّ الطريق، وقد بَهُت الضَوء المُنَسبِ إليه من زُجَاجَ سيارته، إزاء الأفرع الشجر الطويل، حيثُ من هنا تبدأ و تَتَمدد حدود أعظم وأعرق غابة للذِئاب في تَاريخ المَذؤُوبِين القُدمَاء..

أطَل بعيونه الغَامضة ، إلى السَماء المُغيِبَة من الشَمس، قبل أن تَحسس ذاته لمنظر الشجرة العملاقة ساقطة عليه من الأعالي ، على سيارته المندفعة، ضغط مكابح بقوة شديدة، أصدرت صرير حاد مزعج للأذن الذئب الرهيفة، وقد اصطدمت مقدمتها بالجذع الحطيم، كذلك ارتَطم رأسه بمقود السيارة بعد أن أوشَك على سَحقه ذاك الجَذعَ الواقَع !

بَـيـن ذِراعـيِّ ذِئـِب || VKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن