الفصل الحادي عشر : خَيط مَبتُور

423 34 15
                                    



مرحَباً بكم في فصل جَديد ،أمَل ان تستمعتوا به، و لا نتسوا ان تشَاركونِي
تطَلعاتِكم في نِهاية الفَصل، رجَاء مِنكم إذا ما صَدف و إن رَأيتُم خطأ لغُوي نبهُونِي عليِه 🤍

.....

إِمتدَت جُنحة الليل المتآصَل عِنَان السَماء،وقد تجلى القَمر المُحدب، من أوجَه السُحُب الخَفيفة، لقد كان العُشب النَافِج يَتسِمى بالخشُونة، كان لكأَنُه يتَوعَد بإِبتلاع أقدام الوطِئين عليه.

في مكَان بعَيد الوُصول، ضَباب رَمادِي
يتَحوطهُ، هَبوب الشَمال البَارِدة تثُلب، خُصيلات شَعرهِ الأسود، تَجعد فَمه بإِشِمئزاز، بينما يَده اليُمنى كتم على أنَفه النَافِذ لرائِحة العَفن التَي كَانت تَصل إلى مَنفسِه، فكُل مُرة يَتخذ خُطاهُ، في عُقب أوسَط قَلب جِبال بانمونجُوم المُتصلة، و التَي لايصِلها أحَد من البَشر، مِثل منَطقة مقُطوعة عن خريطَة العَالم.

كَان مُوشك بُلوغ مَقصِدهِ،يدهَس أسفل أَقَدامهِ أغصَان الشَجر الفاقد لمعَالم الخُضرة و الحياة، يتوَغل بين الأرضَ الواعِرة ليصَل إلا ضَالِته في حِين صَار قِريبًا،بعَدما أقصاهُ القُنوط من الشُرطة المُتبلدة، و فِرق المُكَلفة بوَاسطة والدتهُ للإيِجاد فَتاهُ
الضَائع دُون جَدوى .

إشتَد الهَواء ضَبابي من حَولهُ بالعُفونة، روائح حَيوانات المَيتة، و التي أسنت و إنحَلت عظَامها، تخللتهُ حتى وصَلت رأسهُ،من قُوتِها.

فيما جُهور بَصرهِ الدَامي، جَعله يتبَصر بَوابة المَغارة التي وقعَت في باطَن جبَل، أسوأ جُزء في المَكان حيث الظَلام يتشكل على أطرافهِ، وكل ما لهُ إتصال بالحياة على أعَتابهَا قد فنَى حَولهُ لَم يَرى إلا عِظَام حيوانات مُتكَومة و التي فُصل لحَمها عن عظَامها بنَجاسة قَلب إِنسَان!

لَم يكُن من السَهل وصولهُ، إلى هذا المَكان القَذر، الذي لا يَقَصدهِ إلا من هم من شَكلتيه، فاقِدي البَصيرة و كُل شيء، مُتمسك بشَعرة رفِيعة آَملا أن يُثلج صَدرهُ بآي شَيء.

تَردد عن المَسِير لهَنِية غيَر مُتقبل لما سيفعلهُ الأن،وقد أَدخَل أكُفهُ في جُيوب معَطفه الثَقِيل، على أنَه عَافر بجِد للعُثور على نَقطة مُحِيدة، لا تَدفعهُ إلى هَذا الخُطوة، التي لا يَضمن فِيها بقَاءهُ بآَمان عليه،بخَاصة أنه مُراقَب بالفَعل!

فلا جدوى من كُل الأسَالِيب الإخَتباء التي إتَخذها و قَد بَات الدَافِع لُه لذلك، بعيد عن ناظِريه، وهذا المكان مَقَصدهُ الأخِير، لعَله يَتلقفَ أي خَيطَ أمَل قَد يَهدأ نَزيف صَدره المتوجِع ، أقترب شَاحب الوجَه من الدخُول، وهو يحدقَ بجَماجيم مُتفتِتة و أخرى نَدية الدَم، ترامَت لتزين بها مَدخِيل قاعدة المَغارة الدَامسة،قبيل أن يشَق صَمت الليَل، صَوت أجَش النُطق ،جَارحًا جَوف أذنِه من غلظتِه سَمع صَدهُ من الدَاخِل.

بَـيـن ذِراعـيِّ ذِئـِب || VKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن