"البارت الثامن عشر"

13 3 1
                                    


كان كُل شئ يسير على ما يُرام حَتي لاحظت تيا ذاك الموظف.

فَـارِس :
أغمَض عَينيهِ في مُحاولةٍ لتركيزِ انتباهِه ، إرتَعشَت أجفانُه التي مالَت لِلسَمار ، ترققَت دَمعَةٌ خافتةٌ واستَتَرَت بِـ أستَارِ رموشه ، ليفتَحَ هاتان البُنيتان اللتان تبشعتا بِ القليلِ من لونِ العسلِ الصافي في تماسُكٍ واضح ، ويمنعَ بعزمٍ تلكَ الدمعةَ من السقوط ، ابتسمَ ، فانزاحَت تلكَ الدمعةُ وتلاشَت وكأنها لم تَكُن ، بِـ شُعيراتِهِ السوداء وحاجباها المَعقودانِ في صرامة ، جُعِلَت عليه سحابة من غموض ، على قوةِ جسده فشِلَ في التعبير عن مشاعرهِ ، إن ابتسم  فَـ أُقسمُ لكَ أنكَ لن تدري أهو يحتويكَ أم يُخيفُكَ ، يُطَمئِنُكَ أم يُهَدِدُكَ ، أحيانًا تراهُ حانيًا ويُظهِرُ لكَ الحُب ، وقلبهُ يُكِنُّ عكس ذلك ، وأحيانًا تراهُ قاسيًا والكُرهُ يتطايَرُ من نظراتِهِ إليكَ ، لكن قلبهُ يستغفرُ باكيًا ويهمسُ في هوانٍ :
_ لا تلتَفِت لهُ رجاءً ، إنه يُحِبُكَ .!

وقفت تتأمل ملامحه وتحبس دمعتها وتُتمتم بداخلها..

نَعم هو فارس.!
لم ولن اغفل عنه.!
نعم فارسي اتذكره.!
لقد غير العالم ملامحك بعض الشئ لاكن قلبي لن يكذب يا صاح هذا انت..

افاقت من شرودها عندما وجدت مِنه خلف ظهرها واضعه يديها علي كَتِفها فَـ قد لاحظت منه دموع تيا التي سقطت سهواً.

لفت تيا جسدها نحو منه ف ففتحت منه يديها تشير لها ان تعانقها..

ارتمت تيا بداخل احضانها وشرعت بالبكاء فشدتها منه لداخل غرفه المكتب وتركتها تفرغ ما بداخلها من بكاء والم وهي لا تفهم ما حدث.!

مِــنـة :
هِيَ كَـ فراشةٍ كَحيلةٍ تَحُطُّ على نوافِذِ القلوب هِنيَةً مِنَ الزمن ثم تَطوى أجنِحَتَها وترحَلُ بصمتٍ ، تبسمَت برغمِ ألَمِها وعانَقَتِ القلوبَ والأضلاع، داوَت جراحَ الأرواح وعجَزَت عن مُداواةِ جِراحِها ، تشبَّعَت لوزيتيها الواسعتين بالحُمرةِ  مِن فرط البُكاء ، بَلَغَت خُصيلاتُ شعرِها المُمَوَّجِ أقصى ظهرِها في دلال ،وتلونَت بلونٍ لوزيٍّ فاتِن ، تَعانَقَت أجفانُها الحِنطيةُ بألمٍ ، وشرَعَت في عَمَلِها كَـ طبيبَةٍ نَفسيةٍ تَمحو الآلام ، وتبكي ليلًا مِن آلامِها ، وفي النهاية..
تَمنَحُكَ بسمةً وعِناقًا حانيًا وترحلُ بصمتٍ..!

بحبر الصداقه.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن