٤ | في الذاكره

355 7 0
                                    

[ نعود لـ احدى البيوت المألوفه ]

في بيت اصبح اكثر تطورًا ورقيًا مما كان عليه في اخر مره زرناه ، اتعالت الاصوات مع استعدادات الام لزياره اهلها في مدينه اخرى

كانت بتقفل في شنطتها وهي بتوصي وتقول : رنيم ابقي عشره على فواز ، ولو احتجتو شي دقو لـ ابوكم .. ، لو تهاني جات تسأل مني ما تقولي مسافره قولي مرقت

رنيم ، اخر مره شفنا رنيم كانت طفله مُدلـله وخبيثه .. بعد كل السنين دي ما اتغير شي بإستثناء شكلها وبروز جمالها بشكل اوضح ... قالت بزهج واضح : امي قلت ليك طيب ، شكلك قايله عمري ٩ ، ١٩ ما ٩ وبعرف ادير الامور

الام لفت عليها وقالت بـ غضب : يابت بتتكلمي معاي كدا ليه !!

رنيم بتخطي للحدود : زهجتيني ما ممكن ، اطلعييي عشان اقفل وراك الباب

الام ما ردت على كلامها الرد اللازم لإيقاف قله ادبها دي لانها كانت متعوده على اسلوب رنيم السيئ معاها ، قالت : مستعجله على طلعتي ليه ؟ شكلك عايزه تعملي مصيبه

رنيم ظهر عليها التوتر والارتباك ، قالت بنفي وخضوع : لالا يا امي والله ما كدا ، بس تعبت وانا بستف معاك من الصباح - باست راسها وكملت - حقك علي

الام بعدم تصديق قالت : امممم ، الله يستر بس

رنيم اخدت نفس وابتسمت وهي بتشوف امها بتسحب الشنطه : يا قلبي خليني اساعدك !!

طلعت الام بعد ما ودعت رنيم وفواز وهي ما عارفه انو طلعتها دي غلطه حتندم عليها ..

رنيم مسكت قلبها براحه بعد ما ودعت امها واتجهت لغرفتها ، بعد ما اتأكدت انو فواز مشى غرفتو رفعت جوالها واتصلت .. كلها لحظات وجاها الرد ، قالت : اهلين علاء!

[ برلين | بيت هَتان ]

هَتان طلعت من غرفتها وبيدها جوالها ، كانت بتعاين بتركيز لحدي ما وصلت للصاله

روز كانت قاعده في الكنبه وماسكه اللابتوب ، شافت هَتان وبدون اي تردد قالت : جووع ، نطلب بيتزا ؟

هَتان ما ردت

روز كررت كلامها : هَتو ، انا جعانهه نطلب ؟

هَتان برضو ما ردت لكن قبل ما روز تبدي اي رده فعل .. ، هَتان اتجهت ليها وقالت : دخلوني قروب فيه طاقم تمثيل المسلسل !!

روز سحبت الجوال من هَتان والشمار حيقتلها

هَتان قعدت وقالت : وي براحه ، المهم حمشي لأول موقع تصوير بكرا ان شاء الله وهو حيكون بيتي في المسلسل وحتعرف عليهم اكتر

روز شهقت بصدمه وقالت : قاعده اشوف اسامي عربيه!!

هَتان عقدت حواجبها بإستغراب وقالت : انا ما كلمتك ؟ العمل دا نص ممثلينه من السودان ، والمخرج سوداني 😭

روز قالت : حلو ! - مسكت يد هَتان وقالت - الفتره دي كنت منشغله بالقرايه لكن هسي لازم نتكلم زي زمان ! لكن انا جعانه وباكلك والله

هَتان ضحكت وقالت : خلاص بطلب

______

[ العصر | قدام بيت فارس ]

جاء ولد في الـ ١٥ من عمرو بشعر اسود غامق وبشره حنطيه .. بالنسبه لـ ملامحو فـ بتشبه ملامح هَتان نوعًا ما ، رما حجر على شباك احدى غُرف البيت بدون تردد لانو عارف دا شباك غرفه منو

جود قربت من الشباك بزهج لانها هي كمان عارفه دا منو ، لمن شافتو عصبت وفتحت الشباك ، قالت : نعم ؟

فواز ابتسم وهو بيعاين ليها ، قال : كيفك ؟؟ كنت بفتشك في مزرعتكم وما لقيتك

جود بملل : انا ما مزروعه هناك ، عايز شي تاني ؟

كانت حتقفل الشباك بس هو وقفها وقال : ليه ما بتحبي المزرعه ! اخواننا لمن كانو صغار كانو بيحبوها

جود عاينت ليهو بإستغراب : اي اخت ؟ رنيم ؟؟ رنيم بتعتب مزرعتنا ؟ - ضحكت وكملت - السما قريبه

فواز قال : معقول ما حصل سمعتي عن اختي هَتان ؟

جود ردت بإستغراب : هَتان ؟

فواز قال : اختي الكبيره ، كانت عايشه هنا بس سفروها ، امي كانت بتكرهها وشكلها حرضت ابوي يطردها وفعلا وداها لناس امها في بريطانيا ومن اليوم داك لحدي الليله ما عارف عنها شي

جود قالت بتعاطف : طيب وانت ليه ما منعتهم يسفروها ؟

فواز قال : كنت صغير تقريبا عمري ٥ سنوات ، بعدين انا ما عارف اصلًا حصل شنو بس بتذكر في يوم قمت بالصباح ولقيت ابوي بيطردها

جود وضح على ملامحها الزعل ، كان واضح جدًا انها اتأثرت بالكلام السمعتو ، قالت : ما تزعل اكيد انها عايشه حياه احسن ومبسوطه

فواز هز راسو بتآييد وقال : انا بتمنى كدا - سكت للحظات وكان عايز يكمل كلامو - المهـ...

جود وبالها شويه مشغول ، قالت : خلاص سلام

قبل ما يرد حتى جود قفلت الشباك ومشت

[ قُبيل منتصف الليل | برلين | بيت هَتان ] ( هَتان )

جهزنا انا وروز للسهره وقضينا وقت حلو ، كنا بالجد محتاجين ليوم زي دا ، اتوقعت ونستنا حتنسيني ولو شويه من البفكر فيهو لكن مخي فاجأني ! .. جزء منو مركز مع روز والجزء التاني مركز مع حزني الداخلي البدا يسيطر علي

كل ليله بتذكر كيف كنت بتهان وبتسب عشان امي بريطانيه وابوي سوداني .. كيف كانو شايفينها انسانه سيئه بمجرد انها كانت بديانه تانيه وبأفكار تانيه ، حتى بعد اسلمت ما سِلمت

طفيت انوار الصاله بتثاقل واتجهت لغرفتي وانا مُعلنه استسلامي للبكاء مره تانيه ، وكالعاده قضيت الليله كلها وانا ببكي .. كل ليله بقول دي اخر بكيه لكن ما قادره اوقف .. دايمًا بقول هتعدي بس متين ياربي ، بتذكر ابوي اللي ما كان عندي غيرو في الدنيا بس هان عليهو يرميني .. وامي الماتت وهي ما قفلت الـ ٢٥ بقهرها من اهل ابوي اللي عرسو ليهو قدام عيونها وهي ما كان بحيلتها شي

هَتانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن