٢٦ | الف سؤال وسؤال

366 11 1
                                    

[ خارج المستشفى ]

فارس كان قاعد في سيارتو وساند راسو على الديركسون هروبًا من الجوطه الحاصله جوا المستشفى بين الشرطه واهل رنيم ، وكمان فارس كان حاسي بتأنيب ضمير بسيط ... دي كانت اول مره يتعامل بعنف كدا مع بني ادم وخصوصًا انها ما ناقصها وكان ممكن تموت بين يدينو .. كلام الدكتور كان بيتعاد على راسو كأنو شريط مُدمج

- في الذاكره -

بعد طول انتظار الدكتور طلع من غرفه رنيم ومعاه ممرض ، كانت نظراتهم لبعض واضح انو وراها شي ، مباشره الممرض اتحرك بإتجاه الاستقبال اما الدكتور اتجه لفارس البدورو كان مُتجه ليه ونظراتو كلها شك وغضب ونفور

فارس استنكر نظره الدكتور وقبل ما يفتح خشمو بكلمه قال : انت بتبقى للمريضه ؟ انت منو ؟

فارس اخذ نفس بقله صبر ، قال بهدوء : زوجها

اتسعت عيون الدكتور بصدمه ! ، قال : ايواااا زوجها ، ما تتوقع مني اتستر على تعنيفك !

فارس اخذ نفس تاني ، قال بإنفعال خفيف : انا ما معنفها ، اهلها هم العنفوها وجابوها كدا ، المهم هسي طفلها وقع ؟

الدكتور ابتسم بخفه ، سكت للحظات قبل ما يقول : طفلها ؟ تصدق انا بشتغل في المستشفى دي 25 سنه ما لاقتني حاله زيها ولا انسان زيك .. على العموم انت عارف انو زوجتك لسه عذراء فما تتغابى على دكتور ، فحصنا كل شي عشان الشرطه الحيجو في اللحظات الجايه يا باشمهندس ، - هز راسو بإستنكار واشر على الكراسي وكمل - ارتاح ..

- نرجع للواقع -

ضرب الديركسون بقوه من الغضب ، كل ما يتذكر انو دخل في شرف انسان وطعنو بالكلام كدا بيعصب ، تاني بيرجع يقنع نفسو انو هي الختت نفسها في الحته الضيقه دي ، تاني بيغضب ، تاني وتاني ...

بس السؤال الما راضي يروح من بالو ، اذا رنيم ما نامت مع الغبي داك ليه ما قالت كدا ؟ ليه ما دافعت عن نفسها وصرحت بوجود حدود

صاح انو في كل الحالتين كارثه بس على القليله افضل الاسوء وجود حد زي دا ! لانو مهما لف الموضوع دا ودار حتُعتبر مُشوهه سمعه لكن شريفه ...

ما قاطع حبل افكارو الا فيصل ابو رنيم وهو بيدق شباك العربيه تنبيهًا لفارس بقدومو ...

[ بيت هَتان ]

اول ما هَتان سكتت روز بقت بتصرخ وتنطط من الحماس ومن زود خجل هَتان وجهها إحمر

روز مسكت يدين هَتان وقعدت تجرجر فيها وهي بتقول : واي والله كنت حاسه انو بيحبك كنت حااااااسه

هَتان سحبت يدينها من الخجل وقالت بإنكار : ما بيحبني ما بيحبنييي دا اعجاب بس وهيروح مع الايام ثم انا مستحيل اعمل كدا سجى خلقه كارهاني لو حصل كدا حيتدمر شغلي قبل ما يبدا

روز اتأففت وقالت : دا بإعتبارو كلام راسك الفاضي دا ، طيب وقلبك ؟ هَتان الشغل قاااعد لكن ما دايمًا بنلقى انسان قريب للكمال زي الدكتور رواف ! يكفي انو اعترف وعايز يجي بالباب ، بعدين موقف سحبتو ليك من ياسر دا واضح غيران عليك بس انتي غبيه ما بتفهمي ! ولمن جا هنا بعد ما عرفك حتتغيبي جا عشان يتطمن عليك واستخدم الجوال عذر ، متين حتفهمي انتي😭

هَتان داخليًا كانت فاهمه .. بس بتعرفو لما تصلو لمرحله انكم مستحيل تصدقو حب زول ليكم لانو دا كدا بيخالف طبيعه نمط حياتكم مع الناس  ؟؟ ، بس دا الجايط امور هَتان ! غير طبعًا قصه طرده ابوها ليها وقصه امها وقصص لا نهائيه ، فحتى لو رواف بالجد بيحبها بعد ما يعرف التفاصيل دي مستحيل يكمل معاها ، وفقًا لنظره المجتمع العربي الما بيرحم لوضعها الاسري دا مافي زول حيرضى بيها ، ومافي زول حيحسن الظن ! ثم حتى لو رواف رضى ووافق .. امو ، ابوه ، اخوانو ، اهلو !!!!

الطريق دا شائك وحياه هَتان بتنتح بالشوك ، مافي مكان لجروح جديده ومافي طريقه التئام بعد كدا

روز كانت بتعاين لهَتان بصمت وهي ماسكه نفسها بالعافيه من الانفعال ، قالت : هَتان ! سرحتي وين ؟ ليه بتعملي في نفسك كدا يا بتي ؟ ليه حارمه نفسك من الحاجات الحلوه دي ياخي ؟

هَتان وقفت على حيلها وقالت بثقه وثبات : انا ما عايزه ارتبط ! انا الانسان دا ما بحبو .. هو ما اكتر من زميل واخ ولا يمكن يحصل بينا شي

مشت وخلت روز بتتحلطم وتنقنق براها

واول ما ابتعدت عن انظارها اخدت نفس خافت وشدت على يدينها بهدوء في محاوله لتمالك اعصابها

[ بيت رواف ]

امو ختت صينيه الشاي بالخبيز قدامو وهو غارق في افكارو ، وهي غارقه في حيرتها معاه

قعدت جنبو وقالت : اها الفهم شنو هسي ؟

رواف هز كتفينو بعدم فهم ، قال بهدوء : والله يا امي ما عارف .. لكني عايزها ، وزي ما قلت ليك ما فهمت من رده فعلها دي شي 

الام اخدت نفس وقالت : غايتو الله يعينك يا ولدي ما انت حاميني اتدخل واشوف فيها شنو يعني

رواف قال : ما حاسي بقبولها يا امي ، خليني بس افهمها

امو اخدت نفس ، هزت راسها بقبول وقعدت ساكته بتعاين للتلفزيون ، اما رواف فكان بيفكر في مصير الطريق دا ، هل هي بالجد رفضتو ولا في سوء فهم ؟ حته انها قالت انو هي ما عندها ليهو حاجه وانو موضوع سجى كمان فارق عملت ليهو الف سؤال وسؤال في راسو وبيتمنى يلقى الجواب في اقرب وقت

هَتانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن