هَتان

١٦ | هَتان

رواف كان نازل من السلم ومتجه للمخرج الرئيسي عشان يغادر

لمحها قاعده في احدى كراسي الانتظار ، سانده راسها على يدينها البيرتجفو بخفه

بطء خطواتو لين بقى واقف في مكانه .. هَتان فزت ورفعت راسها وبسرعه مسحت على عيونها ، رواف نقز معاها ، او بالاصح مع جمالها !! كيف ما لاحظ انها جميله كدا

قال في سِرو : ما شاء الله..

هَتان شافتو فـ وقفت على حيلها وهزت راسها مُرحبه بيه

رواف اتوتر وخجل شديد لكنه سلم عليها بحواجبه

هَتان مشت للمخرج بسرعه بس عشانها لما حسبتها حست انها كتيره شديد الليله

لكن هي حترجع البيت كيف؟ ما جات بسيارتها وما معاها كاش للتكسي بس بطاقتها وما بتعرف الحته ... اخذت نفس وهي بتفكر فالحل

قاطع تفكيرها صوت من وراها بدا مألوف ليها : يا اخت ، مستنيه زول ؟

هَتان لفت وعاينت للمتحدث ، الدكتور رواف تاني
قالت : دكتور !

رواف كان بيعاين لعيونها الواضح فيها الارهاق واثار البكى

قال بدون تفكير .. قال وهو اول مره يبادر : اذا مافي زول جاييك اسمحي لي اوصلك

هَتان اتفاجأت .. صاح انها ما بتعرفو ولماها بيهو كذا موقف بس كان واضح انو ما من النوع البيحاول يساعد بشكل زي دا ، رواف حس على نفسو وقال وهو بيبرر : الليل لّيل خطر ترجعي براك

هَتان كانت ماسكه ضحكتها وهي حاسه بتوترو ، هزت راسها بالموافقه وقالت : طيب بس بالجد شكرًا عذبتك معاي

اخذ نفس واتجه لسيارتو وهو منحرج

كان بيسوق مع اللوكيشن في اتجاه بيتها ، صمت وهدوء لحدي ما رواف كح بخفه ثم قال : ما قلتي لي اسمك شنو ؟

هَتان ردت : اوه ، انا هَتان

رواف قال : هَتان ؟ اسمك غريب

هَتان ابتسمت هزت راسها بتآييد : ما منتشر عندنا في السودان

رواف هز راسو بتآييد ، قال : طيب ومعناه شنو ؟

هَتان ردت بإبتسامه .. وهي بتقول نفس الجواب القالتو ليها المرحومه امها لما سألتها السؤال دا زمان : هَتان يعني المطر الخفيف اللي بنكون كلنا مبسوطين بيهو ، البيطلعنا لبرا عشانو بدل ما نهرب

رواف ابتسم على كلامها ، قال : اسم حلو ومعنى احلى يا هَتان

هَتان شكرتو على الثناء اللطيف دا

رواف كان حاسي انو فيها شي وانو وراها قصص بس مبسوط بحديثو معاها شديد

وصلو لوجهتهم اخيرًا ، هَتان نزلت بعد ما شكرتو مره ثانيه وودعتو ، وهي ماشه رواف ما اتحرك مستنيها تدخل .. لكن هَتان لفت تاني واتجهت ليهو ، رواف نزل ليها الشباك

هَتان طلعت من جيبها حلاوه كانت شايلاها ، قالت : لازم تقبلها مني على مساعداتك الليله

رواف ضحك على اصرارها انها لازم تديهو مقابل على الرغم من رفضو الصارم ، اخذها وقال : طيب طيب شكرًا لييك

_______

[ بيت عائله رنيم وفواز | غرفه رنيم ]

كانت محبوسه في غرفتها وواقعه في الارض ، غرفتها شبه مُدمره وجسمها مليء بالكدمات والجروح النازفه ، وجهها كان متورم من الكفوف وعروق راسها بارزه ، لو ما امها سحبت ابوها منها في اللحظات الاخيره كانت حتموت ... رنيم ما قادره تتحرك ابدًا لكن الشي الوحيد الكانت قادره عليه هو البكى ، ليها ساعات على الحاله دي والباب مقفول عليها بالمفتاح ومافي زول فكر يجيها ... لكنها كانت سامعه الشَكَل الحاصل بين اهلها والمستمر لحدي هسي وهي بترجف .. حياتها حرفيًا انتهت وما صادمها غير علاء الهرب بأقرب مخرج اول ما قبضوهم !! وغالبًا مافي زول سوا ليهو شي لانو ولد راجل مهم وليهو سمعتو ، لكن هي بلعت المصيبه كلها

قاطع تفكيرها وبكاها صوت اغلاق قوي للباب تبعو صوت الام وهي بتقول بشكل هستيري : فواز الولد دا بيجيها وانت قاعد !!!!

فواز رد بصوت واضح عليه الصدمه : انا ما عارف ! انا بمرق لاصحابي وما بلاقيها ، لكن يا امي نحن من زمان عارفين رنيم دي شنو

الام ردت وهي بتمسك فواز من فنيلتو تاره وبتضرب وشها وبتكورك تاره .. والهستيريا رفيقتها : يا معولق يا غبيان خم وصر الليله اختك دي انتهت خلاص الليله ابوها بيضبحها لو الولد ما وافق يعرسها ويسترها الليله ما حيقوم ليها صباح

فواز مسك يدين امو وهو بيحاول يهديها ، قال بقلق : امي خلاص ما تعملي كدا

رنيم كانت بتسمعهم وهي نفسها تقوم بس وتنهي حياتها عشان ترتاح وتريحهم ...

☆

[ فيلا رواف وعائلته ]

رواف وصل وحارسينهم فتحو ليهو الباب الكبير عشان يدخل سيارتو ، وصل مروق وسلم عليهم وفعلًا صف السباره وهو متحمس يرتمي بين يدين امو ويتونس معاها ونساتهم الليليه البتقلب فضفضه فالاخير 😂

دخل وسلم بصوت عالي ، سرعان ما اخوهو جاهو يجري بحماس وحضنو

رواف شالو وقال بصدمه : انت صاحي ليه يا شافع؟

اخوهو ضحك وقال : مستني الهديه البتجيبها لي كل مره لما تجي من برا

رواف نزلو عالارض وكان نازل لمستواه ، ضرب راسو بخفه وهو بيعاتب نفسو كيف نسى القاعده اليوميه حقتهم دي

حسين لمح في جيب رواف حلاوه شكلها مميز ! شحبها بدون تردد وقال : الله شكلها حلوووو

رواف اتهجم ، حاول يشيلها منو وهو بيقول : يا شافع دي ما لييييك

وبدت المطارده 😂😂😂 ، حلف ما يرجعها ليهو ورواف حلف ما يخليها ليهو لين ما اتدخلت نبع الحنان في القضيه