١٧ | اتفاق سام

253 6 0
                                    

[ بيت هَتان وروز ]

هَتان كانت واقفه قدام الباب وهي بترجف بخفه ، كلمات روز كانت بتتخابط في راسها وتألمها وكأنها اتقالت ليها في اللحظه دي ... لما روز قالت بقسوه وبدون وعي : انا ما عايزه مساعدتك انتي ساعدي نفسك اول بعدين ساعديني ! هَتان انتي من ساسك لراسك اغلاط ومشاكل ابوك راميك واخوانك ما بيعرفوك حتى وبتتدخلي في حياتي كدا ؟!

هَتان هزت راسها وهي بتحاول تشتت الكلام دا من تفكيرها ، اتقدمت وهي حاسه بضعف قوي ، فتحت الباب ودخلت بهدوء ، كان المكان هادي شديد وواضح انو روز مافي .. اخذت نفس عميييق واتجهت لغرفتها وخطواتها كل مالها بتسرع ، قفلت الباب عليها واستندت عليه وهي بس بتتساءل ، ليه دايمًا اي زول بيمسك ليها ماضيها كـ ذِله ؟ معقوله ماضيها الهي ضحيتو يكون للدرجه دي فظيع وللدرجه دي بيبعد اي زول من حياتها ! او هل هي فعلًا سيئه وبتستاهل الخذلان الكتير دا ؟ .. اخذت تفس قوي بعدو غطت وجهها وهي متألمه شديد ..

[ بعد مرور نص ساعه ]

نزلت من سيارتها بعد رحله بحثها الفاشله عن هَتان ، ايوه روز قضت يومها كلو من صحت حتى اللحظه دي وهي بتفتش عن هَتان .. وصلت للبيت وهي بتتنفس بصعوبه من الخوفه الداخلاها ! وين هَتان ؟ ، اتهجمت وارتاحت في نفس الوقت لما شافت اضاءه في البيت !!! ، فتحت الباب بسرعه ودخلت لأول مره بجزمتها وهي بتجري بإتجاه غرفه هَتان ، فتحت بابها بسرعه وشافت هَتان .. كانت نايمه ، روز اخذت نفس عميق واتجهت ليها بسرعه وما اترددت في انها تحضنها بقوه

هَتان صحت ، رفعت يدينها بتثاقل وحضنت بيهم روز

حست بمبادله هَتان ليها بالحضن ! سرعان ما دموعها نزلت وقالت : سامحيني يا اختي اعفي لي ، انتي الصاح وانا الغلط والله .. ما كان مفروض اسمح لإنسان غريب يوصلنا لكدا ، والله يعلم الله انا ما عارفه ليه وكيف قلت كدا

هَتان عاينت ليها واتكتفت ، قالت بجديه وهي بتفكر : لكني ما قادره اسامحك انتي سمعتيني كلام ما اتوقعتو يجي منك

روز اتفاجأت ، مسكت يدينها وقالت بترجي : هَتان عليك الله اعملي اي شي بس ما تكرهيني

هَتان بدت تتلفت وهي بتفتش عن شي ، روز بدت تتلفت معاها وقالت : دايره شنو اساعدك !

هَتان شالت مخده طويله وقالت وهي بتستعد للدق الحيحصل : ممكن اسامحك بعد كدا

رور عقدت حواجبها بعدم فهم ! ، هَتان دقتها بدون مقدمات بالمخده

روز بقت تجري منها وهَتان تلحقها وهي بتضحك وتقول : موش عايزاني اسامحك ؟ خليني اطلع الفي قلبي

روز وهي جديًا خايفه وبتضحك وكل شي : لا خلاص خلينا كدا براضيك مع الايام

في الاخير الاتنين انهارو من التعب وجاتهم نوبه ضحك هستيريه

_______

[ صباح اليوم التالي | بيت عائله فارس ]

فارس كان نازل من السلم متجه للصاله ببجامتو وشعرو المبلل من الشاور السريع الاخدو ، ما قِدر ينوم كويس بسبب فضولو ، كان عايز يعرف قصه اهلو شنو ، مساء الليله الماضيه امو قالت ليهو ما تمشي الشغل ابوك جايي ضروري عشان يناقشك في موضوع شغل وحيسافر في يومو ... فعلًا ابوه وصل فجر اليوم .. فارس سوا قهوتو وقعد في الصاله وبدا يتصفح احدى الكتب على بال ما ابوهو يصحى ، اكيد ما حيصحى قريب

لكن هنا كانت المفاجأه لفارس ، ابوهو قام من النوم بعد نص ساعه ! ، هنا فارس ادرك جديه الموضوع ، ابوه حرفيًا جا من السفر قبل اقل من ٨ ساعات ! والمفاجأه الاكبر كمان انو الام قامت معاهو

صبحو على بعض وبدو روتينهم الصباحي والجو كان هادي لدرجه مثيره للشكوك ، في شي غلط ! ، الام كانت هاديه وما بتتونس اما الاب فكان متوتر شويه

جا وقعد جنب فارس وفارس بيعاين ليهو بس ، اما الام فإتجهت للمطبخ

اتونسو ونسه طبيعيه عن مواضيع عامه ، كيف الحال ، كيف الشغل ، كيف وكيف واتكلمو في بعض المواضيع المشتركه لين حان وقت الجد ..

الابو اخذ نفس ، الام جات وبيدها صينيه الشاي ، ختتها قدام الابو وقعدت بهدوء جنبو .. قال : فارس انت سمعت بالحصل لعائله فيصل صاح؟

فارس عدل قعدتو وعاين لـ امو بنظره سريعه ، رجع عاين لـ ابوه وهز راسو بتآييد وبدت ملامح الاستغراب تظهر على وجهو ، قال : ايوه وطيب؟

الابو قال : وعارف مشكله الارض البيني وبينو صاح؟ امس هو اتصل علي وقال انو حيسلمنا ارضنا ويعتقنا من شرو .. بس كان شرطو انو انت تعقد على بتو عشان القصه الحصلت دي .. وانا طبعًا ما مغفل عشان اخليك تتدبس كدا فممكن نعملها بس لفتره كدا بعدين تطلقها بس عشان تستر عليها لو طلعت .. انت فاهمني لو طلعت حامل او كدا

فارس كان حرفيًا مصدوم ، اعتلت الصدمه ملامحو واعتلى الخوف والتوتر ملامح امو ، ابوه كان واضح عليهو انها قافله معاهو وانو وصل لأقصى مراحل الغضب من عائله فيصل لكنو ما قادر يعمل شي عشان يرجع حقهم الا كدا

فارس قال بهدوء : يعني انت عايزني اعرس رنيم القبضوها مع علاء عشان ترجع ليك ارضك الما بتجيب نص مزرعتك ؟

الابو قال وهو بيحاول يهديهو : ما قصه مساحه يا فارس ما قصه مساحه ، وانت عارف انو دي ما ارضي دي ارض الاهل ، الناس ديل حراميه وكعبين واي شي لكن نحن ما عايزين المشاكل دي تستمر كدا ، عمك خاتيني في حته ضيقه وجا فيصل دا ختاني في حته اضيق وريني اسوي شنو ؟

فارس ضحك بخفه وقال : طبعًا تخليني اعرس بتهم ولو طلعت حامل يدبسو ولدها فيني انا

هَتانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن